جمعية العطاء الخيرية أكثر من ٢٢ عام في خدمة المرأة ورعاية الطفل

سطرت جمعية العطاء الخيرية خلال سنوات عملها عدة نجاحات في تمكين المرأة ورعاية الطفل، وتحسين ظروفهم الاقتصادية والاجتماعية والنفسية، وصولاً للعدالة وسيادة القانون.

نغم كراجة

غزة ـ تسعى جمعية العطاء الخيرية التي تأسست عام 2000، لدعم المرأة وتوعيتها وتقويتها ودمجها في قضايا المجتمع المدني، وتحسين وضعها الاقتصادي بالإضافة إلى الاهتمام بصحة الطفل وتعليمه وإيصاله بالعالم الخارجي، وتحسين الظروف الاجتماعية والنفسية والحياتية له ولذوي الاحتياجات الخاصة.

تعمل جمعية العطاء الخيرية وهي جمعية أهلية غير ربحية في شمال قطاع غزة في كل من "بيت حانون، بيت لاهيا، عزبة بيت حانون، والأبراج" وتهتم بكبار السن في بعض برامجها وتحرص على تعزيز ثقافة العنف وفض النزاعات بشكل ودي وذلك من خلال أنشطة مختلفة والتشبيك مع باقي الجمعيات، وتعد عضو في العديد من الشبكات المحلية والإقليمية والدولية مثل (شبكة أناليند).

وحول رؤية الجمعية ورسالتها تقول المديرة التنفيذية سماهر المصري "هي جمعية رائدة في حماية وتمكين النساء والفتيات والأطفال باعتبارهم أكثر الفئات هشاشة ضمن عملية التنمية المجتمعية المستدامة كما تهدف إلى حماية تلك الفئات من خلال برنامج تنمية القدرات، وبرنامج تمكين المرأة والطفل وصولاً للعدالة وسيادة القانون".

وأوضحت أن أسمى أهداف الجمعية خلال ٢٢ عام تكللت في المساهمة في تمكين النساء، لا سيما الشابات منهن ذوات الإعاقة على المستوى الاجتماعي والتعليمي والسياسي، وتطوير قدرات الأطفال تربوياً وتعليمياً ونفسياً ضمن بيئة آمنة وسليمة، بالإضافة إلى تسهيل وصول الفئات الهشة وبالأخص المرأة للعدالة وسيادة القانون وتوفير بيئة داعمة لها.

وأضافت أن الجمعية تضع نساء وفتيات ذوات الإعاقة في قائمة الاهتمامات حيث ساعدت في تمكينهن وتوفير مستلزماتهن واحتياجاتهن، للنهوض بواقعهن، وتعزيز دورهن في المجتمع.

وعن الأنشطة الرئيسية للجمعية قالت "هناك العديد من الأنشطة والخدمات القائمة ضمن مشاريع كبرى منها مشروع الدعم القانوني للفئات الهشة في المناطق المهمشة، ومشروع الدعم النفسي والاجتماعي للناجيات من العنف والمهجرات"، مضيفة "لدينا مشروع التدخل ما بعد الحرب والذي يهدف إلى المساهمة في تحسين الحالة الصحية والنفسية للأطفال في قطاع غزة، ومشروع تعزيز رفاهية الطفل من أجل الوصول لمرحلتي التعليم المبكر والأساسي".

وأكدت أنه تم تدريب ما يقارب ١٢٠ امرأة من المعيلات لأسرهن ضمن برامج التمكين الاقتصادي، واستطعنا تمويل جزء منهن، ليفتتحن مشاريع ريادية صغيرة بحيث تكون لهن مصدر دخل واستقرار، ومن أبرز المشاريع الريادية التي نجح تمويلها منحل الأصيل بقيادة الشابة سمر البع، ومشروع زراعي بإشراف نرمين العثمانية".

وبينت أن الجمعية تعمل حالياً على برنامج نسيج الذي يقدم الدعم النفسي والاجتماعي والقانوني للنساء والفتيات، وخلال برنامج أطباء العالم فرنسا الذي استهدف أكثر ٢٠٠ مستفيد/ة، 80% منهم من النساء وتم تحسين واقعهن للأفضل "لدينا اتفاقية جديدة تسعى إلى توفير مساحات آمنة ترفيهية وتعليمية للنساء، وتتضمن دورات مهنية مجانية لهن".

وأوضحت أنه تم الاتفاق مسبقاً مع لجنة الانتخابات المركزية، لتعزيز المشاركة السياسية للنساء وتوعيتهن، ودمجهن في اللجان المحلية "من خلال الضغط على بلدية شمال القطاع تمكنت الجمعية من تمكين وجود النساء في اللجان، والآن تتواجد أكثر من ثلاث نساء داخل لجنة المساءلة المجتمعية".

وأكدت أن كادر العمل النسائي في الجمعية تمكنوا من حل الكثير من المشكلات وقضايا النساء والفتيات المعنفات من الأهل والمجتمع، كذلك مساندتهن بعد التعافي.

وبالرغم من النجاحات الكبيرة التي حققتها جمعية العطاء خلال مسيرة عمل استمرت نحو أكثر من ٢٢ عاماً إلا إنها واجهت عدة صعوبات وتحديات منها تصادم بعض الأفكار التي أدت للمشاحنة مع المجتمع المحلي حول موضوع الجندر الذي بات أكثر المواضيع حداثةً، أيضاً هدم المقر لأكثر من مرة من قبل القوات الإسرائيلية "واجهنا صعوبة في إيجاد مقر للآجار نتيجة الدمار الكامل الذي لحق بالقطاع".

وأكدت أن "جميع النساء لديهن احتياجات أساسية وهامة نتيجة الضغوطات النفسية التي تمرين بها وتحتاج إلى تدخل نفسي ممنهج على نطاق واسع، ومن الجانب الاقتصادي يلزمهن التمكين والتمويل كونهن المعيلات لأسرهن في ظل انتشار البطالة وغلاء الأسعار.

واختتمت المديرة التنفيذية لجمعية العطاء الخيرية سماهر المصري حديثها بالقول إن "هناك عدد من المخططات تعمل عليها الجمعية في المستقبل أهمها التمكين الاقتصادي للنساء المهمشات".