جمعية "المرأة المبدعة" عين على إبداع النساء الفلسطينيات

أكدت مديرة جمعية "المرأة المبدعة" دنيا الأمل اسماعيل، أن الجمعية تسعى لتمكين المرأة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، من خلال النهوض بهن وتطوير مواهبهن وتبني إبداعاتهن.

رفيف اسليم

غزة ـ تزخر المجتمعات النامية بالعديد من العقول الفذة والإبداعات التي لربما لا تجد المكان المناسب لاحتوائها وتطويرها بما يتناسب مع متغيرات العصر، ويزداد الأمر صعوبة عندما تكون صاحبة الموهبة امرأة يفرض المجتمع عليها قيوده ويحد من إبداعاتها، من هنا جاءت فكرة إنشاء جمعية "المرأة المبدعة" لتبني النساء المبدعات وإظهارهن للنور بالرغم من جميع الظروف التي يكابدها المجتمع الفلسطيني.

مديرة الجمعية دنيا الأمل اسماعيل، تقول أن جمعية "المرأة المبدعة" تأسست في عام 2006 وهي منظمة غير حكومية تعمل في مجال حقوق المرأة والثقافة، وتقديم رؤية نسوية في مجالي الثقافة والإعلام والمجتمع ودعم النساء المبدعات، لافتةً إلى أن الجمعية تشكل حلقة وصل بين الموهوبات والمجتمع من خلال تقديمهن وتطوير مواهبهن سواء في الكتابة أو الشعر، والقصص، والأفلام، وغيرها من المجالات.

وأضافت أن المرأة المبدعة تواجه اضطهاد ثنائي من المجتمع الأول كونها امرأة والآخر كونها مبدعة فينظر لإبداعها على أنه أمر غير أساسي بالمقابل يكرم الرجل في المؤسسات الرسمية وغير الرسمية، مشيرةً إلى أن غالبية المؤسسات النسوية تهتم بقضايا القتل والعنف إضافة للجانب السياسي، بالمقابل قلة قليلة منها تتناول الجانب الثقافي والإبداعات التي تضيفها المرأة للمجتمع.

ومن الخدمات التي تقدمها الجمعية للمبدعات، الاتصال والتواصل مع وسائل الإعلام والمكتبات لنشر أعمالهن والإعلان عنها، إضافةً إلى صالون المبدعة الثقافي والذي يختص بتناول كافة الموضوعات والقضايا والأبحاث العلمية التي تسلط الضوء على النساء بشكل عام وقضاياهن كالملكية الفكرية للكاتبات، ودور الاتحادات والنقابات في ذلك، أو التمييز القائم على النوع الاجتماعي، كما يتم الاهتمام بعائلات النساء المبدعات أيضاً ضمن دورها التكاملي.

وأوضحت أن من أنشطة الجمعية التي ستنفذ خلال الأيام القادمة إطلاق حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بهدف تمكين المرأة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ليتسع عدد المستفيدات من أنشطة الجمعية والبالغ عددهن في الوقت الحالي أكثر من 200 عضوة، مشيرةً إلى أن هناك تدريبات مستمرة للنساء بهدف تطوير أدواتهن على أيدي مختصات بالمجالات المختلفة ليستطعن الخوض في موضوعات أخرى تعكس تجربة المجتمع وتجسد قصص النساء وقضاياهن.

ومن المشاريع التي يتم تنفيذها أيضاً، مشروع "العين المبدعة" والمختص بإنتاج أفلام تتناول قضايا النساء، و"مسرح العرائس" أي الدمى، الذي يهتم بتجسيد شخصيات نسوية تمثل التراث الفلسطيني، إضافة إلى تشكيل "مسرح نسوي" في كلاً من الضفة الغربية وقطاع غزة، لافتةً إلى أنه سيكون هناك سلسلة تختص بأدب المرأة، ومعرض دائم لعرض إبداعات المرأة في مجال الفن التشكيلي، بحسب ما أوضحته دنيا الأمل اسماعيل.

وتعتبر أن جائزة "المرأة المبدعة" هي إحدى أهم أنشطة الجمعية لأنها أول جائزة تخص النساء في فلسطين، كما أنها تأتي لتوجه رسالة شكر لكل امرأة قدمت خدمات للمجتمع الفلسطيني، معبرةً عن سعادتها لحذو وزارة شؤون المرأة في قطاع غزة حذوها، وابتكارهم جائزة "امرأة فلسطين" التي تدعم النساء المبدعات في كافة المجالات الثقافية والاجتماعية والبحث العلمي.

وتقول دنيا الأمل اسماعيل أنها على مدار ثلاثة عشر عاماً كرمت مئات النساء الفلسطينيات المبدعات، أما خلال هذا العام فقد تم تكريم 22 امرأة فلسطينية إحداهن من فرنسا والأخرى من الضفة الغربية، مضيفةً أنها تنوي البدء بإعداد أفلام وثائقية عن شخصيات نسوية قدمت الكثير للمجتمع الفلسطيني؛ لتثبت أن المرأة كان لها دور في النضال السياسي والثقافي وتعزيز الهوية الوطنية والمساهمة في النهضة والتطوير.

أما عن التمويل تشير دنيا الأمل اسماعيل أنه يتم تمويل الجمعية من خلال مصدرين الأول ذاتي معتمدة على بيع منتجات النساء من الصوف والتطريز بهدف تمكينهن اقتصادياً، والآخر خارجي من خلال الشراكة مع المؤسسات أو الشخصيات الاعتبارية الدائمة، مضيفةً أن على وزارة الثقافة الفلسطينية أن توفر الدعم للمؤسسات الثقافية من خلال المساهمة في تسهيل إصدار تراخيص الجمعية من قبل وزارة الداخلية.