jin jiyan azadî ملخص المطالب لجميع الرغبات المكبوتة

jin jiyan azadî شعار يطالب بكل ما سلب من حياة الإنسان، ويرفض الديكتاتورية والرقابة والقمع والسجن والتعذيب والإعدام ويطالب بتحقيق العدالة والحرية والمساواة.

 مركز الأخبار ـ الاحتجاج حق طبيعي من حقوق الإنسان وتقره اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان. في أي مجتمع أو بلد، قد يكون لدى بعض الشعب شكاوى أو مطالب بشأن قضية أو قانون أو حالة مجتمعية. أحياناً تكون هذه الاحتجاجات عنيفة ومدمرة، وفي بعض الأحيان تنتهي بسلام، لكن الطريقة التي تتعامل الحكومات معها دائماً ما تجذب الانتباه.

بشكل عام، في البلدان ذات النظام الديكتاتوري، يتم قمع الاحتجاجات الشعبية بشدة، وفي الأنظمة الحرة، إذ لم تؤدي هذه الاحتجاجات إلى تدمير الممتلكات العامة، فإن قوات الأمن لا تتدخل.

وتؤكد القوانين الـ 27 للنظام الإيراني بوضوح على حرية (تنظيم التجمعات والمسيرات، دون حمل أسلحة)، لكن القوانين لا تطبق في الممارسة العملية، كما يتضح من تاريخ الاحتجاجات في إيران.

واندلعت في إيران احتجاجات شعبية عبر التاريخ وفي عقود مختلفة، لكن السلطات تعاملت معها دائماً بقسوة، واصفة إياه بأعمال الشغب، وتمنع تحركاتها، وتتهم المحتجين باللجوء إلى العنف والسلوك ضد الأمن القومي.

 

كانت النساء أول المتظاهرات بعد الثورة الإيرانية عام 1979

لعبت النساء دوراً مهماً في الاحتجاجات الشعبية في إيران، لا سيما في ثورة 1979، ولكن فيما بعد تغير مسار المرأة وأهدافها وتغيرت الثورة.

كان أول احتجاج جماهيري في تاريخ النظام الإيراني هو الاحتجاج النسائي ضد الحجاب الإجباري، والذي حدث بعد 25 يوماً من انتصار الثورة عام 1979 وتزامن مع يوم المرأة العالمي في 8 آذار/مارس 1979. وفي مقال نشر بعنوان (رأي الإمام الخميني في الحجاب) قال فيه "النساء يجب أن تخرجن بالحجاب الإسلامي. لا تزال المرأة تعمل في المكاتب بالوضع السابق. يجب على النساء تغيير أوضاعهن الخاصة، لقد تم إبلاغي بأن النساء في وزاراتنا عاريات، وهذا مخالف للقانون. يمكن للمرأة المشاركة في العمل الاجتماعي، ولكن مع الحجاب الإسلامي"، وتم ترديد هذا المقال في الكثير من المسيرات المتفرقة تدعم قضية الحجاب وأخرى تناهضها، وفي صباح اليوم التالي، لم يُسمح للموظفات بدخول أماكن عملهن دون حجاب.

وفي غضون ذلك، أقيمت مسيرة في جامعة طهران بمناسبة اليوم العالمي للمرأة وامتدت إلى خارج الجامعة وهن ترتدين الحجاب قسرياً، ولجأ النظام إلى إطلاق النار في السماء لتفريق المتظاهرين.

واستمرت الاحتجاجات لعدة أيام، حيث تجمعت النساء مرة أخرى أمام القضاء والإذاعة والتلفزيون، ومورس العنف من جديد، وفرض الحجاب الإجباري في جميع مدن إيران، ولكن بعد سنوات، وصلت الاحتجاجات الشعبية في إيران هذه المرة مع القتل الوحشي لجينا أميني (مهسا أميني) على يد شرطة الأخلاق إلى ذروتها.

مع ورود أنباء عن مقتل جينا أميني، اندلعت الاحتجاجات في مدن مختلفة من إيران وخاصة مدينة سقز حيث بدأت الانتفاضة.

 

الشعار في كل ثورة هو خلاصة كل ما لم يُقال

شعار jin jiyan azadî هو شعار يطالب بكل ما سلب من حياة الإنسان، وفي الاحتجاجات الماضية، وخاصة خلال ثورة 1979، كانت الشعارات ذكورية، ولكن هذه الثورة تميزت بشعار jin jiyan azadî، والذي سيتم من خلاله بناء أسس المجتمع المستقبلي من قبل الرجال والنساء.

في احتجاجات هذا العام، اتخذت الشعارات هوية أنثوية وشجاعة، الهوية التي تسعى إليها كل حركة، وjin jiyan azadî شعار سياسي واجتماعي. وقد اتخذته النساء الكرديات كأساس لنضالهن، أثناء خروجهن في مظاهرات واحتجاجات للمطالبة بحقوق الكرد في تركيا مثل التعليم باللغة الكردية والمساواة وإطلاق سراح السجناء السياسيين الكرد، ولاقى صدى واسع حول العالم عندما احتدمت المعركة بين وحدات حماية الشعب ـ المرأة ومرتزقة داعش في مدينة كوباني بشمال وشرق سوريا عام 2014، وفي إيران ردده المحتجون بعد أن قتلت شرطة الأخلاق الشابة الكردية جينا أميني.

 

جذور شعار jin jiyan azadî

يعود تاريخ هذا الشعار إلى حركة التحرير الكردستانية بقيادة القائد عبد الله أوجلان، إحدى أكثر الحركات الراديكالية في النضال من أجل تحرير المرأة.

قدم القائد عبد الله أوجلان النساء كأول أمة أسيرة في التاريخ وفي وقت لاحق في عام 1998 قدم أيديولوجية حرية المرأة، قائلاً إن المجتمع لن يكون حراً ما لم يتم تحرير المرأة.

أصبح شعار jin jiyan azadî هو الشعار المستخدم في المسيرات والاحتجاجات الأخرى حول العالم. في 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2015، استخدموا الشعار في مسيرات بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة في عدة دول أوروبية.

في مشهد من فيلم "بنات الشمس" بطولة جولشيفتا فراهاني (الربيع)، صرخت قائدة الوحدة النسائية الإيزيدية jin jiyan azadî لإلهام رفاقها قبل بدء عملية ضد داعش.

وقالت عطيفة نبوي، وهي سجينة سياسية سابقة "للمرة الأولى سمعت شعار jin jiyan azadî من شيرين علم هولي في سجن إيفين، مكتوباً على الحائط بجوار سريرها. وأُعدمت شيرين علم هولي في 9أيار/مايو 2010، بتهمة التعاون مع منظمة".

 

أصبح jin jiyan azadî شعاراً عالمية

في عام 2022 في أفغانستان نظمت النساء الأفغانيات مسيرة احتجاجية رددن خلالها هتافات مثلjin jiyan azadî، لكن طالبان منعتهن من الاستمرار في المسيرة وأغلقت أبواب جامعة بدخشان أمام الطالبات.

في فرنسا عام 2018، خلال مهرجان كان السينمائي، ردد ممثلو وطاقم فرقة Sun Girls شعارjin jiyan azadî، الذي نُشر لاحقاً بالفارسية على الصفحة الأولى لصحيفة ليبراسيون الفرنسية، في أيلول/سبتمبر 2022.

في برلين بألمانيا، كُتب شعار jin jiyan azadî على لافتات في جميع أنحاء البلاد لدعم الانتفاضة في إيران.

 

لماذا شعار jin jiyan azadî؟

كان شعار المرأة jin jiyan azadî كالانفجار المفاجئ، للبوح بكل المطالب المكبوتة لسنوات، ويجب أن يُنظر إلى حجم هذا التمرد والاحتجاج النسائي على أنه نتيجة لعسكرة نفسية مصابة بجروح عميقة ومزمنة.

أولئك الذين سئموا من التمييز العرقي، والأيديولوجي والتمييز الديني والنوع الاجتماعي، والرقابة والديكتاتورية والقمع والسجن والإعدام، اعتبروا أنفسهم حلفاء للحرية والمرأة، فشعار jin jiyan azadî يعني لا للفقر وارتفاع الأسعار، لا للفساد، لا للبطالة، لا للطبقية، لا للتمييز العنصري، لا للديكتاتورية والرقابة والقمع والسجن والتعذيب والإعدام ويعني نعم للعدالة والحرية والمساواة.