سایدا شیرزاد

مركز الأخبار ـ "Jin jiyan azadî" شعار له طابع اجتماعي وسياسي، طرح من قبل القائد عبد الله أوجلان ورددته الحركة النسائية الكردية في شمال كردستان، وكذلك خلال الثورة النسائية في روج آفا ومن ثم في الحرب ضد داعش، ليصبح الشعار الرئيسي للمحتجين/ات في شرق كردستان بعد مقتل الشابة جينا أميني.

ردد شعار "Jin jiyan azadî" لأول مرة في شرق كردستان صباح يوم السبت 16 أيلول/سبتمبر عام 2022، خلال تشييع جثمان جينا أميني في مدينة سقز، وبعد ظهر اليوم نفسه ردد في مدينة سنه من قبل أهالي المدينة احتجاجاً على جريمة القتل المرتكبة من قبل السلطات الإيرانية.

وخلال أقل من 24 ساعة ترددت أصداءه في كافة شوارع المدن الأولى وفي قاعات الجامعات الإيرانية، وسرعان ما أصبحت الانتفاضة التي شهدتها البلاد على مدار أشهر، تعرف بثورة "Jin jiyan azadî"، وخلال أقل من أسبوع رددتها المحتجات في العديد من دول الشرق الأوسط، بما في ذلك أفغانستان، ومنه إلى جميع أنحاء العالم.

لم تكن ثورة "Jin jiyan azadî" تهدف إلى إلغاء إلزامية الحجاب فحسب؛ بل تدمير السلطة الأبوية ونظام الدولة، وكان ذلك رداً على التمييز وعدم المساواة والفقر، أي أن شتلات هذه الثورة سقيت بدماء الفتيات والشباب، إن تحقيق أحلامهم وتطلعاتهم في الحرية أحد الأسباب الرئيسية لاستمرارها.

إن الشارع هو المعقل الوحيد للمقاومة والمكان الذي تحطم فيه أسس الظلم والاستبداد، لقد ناضل المشاركون في الثورة يداً بيد ضد التمييز والقمع والإذلال والانقسام والتمييز الجنسي، فقط في ظل إجماع وتقارب النساء يمكن أن تصل هذه الحركة إلى النتائج المرجوة ويمكن ربط ثورة المرأة في الشرق الأوسط بالواقع، وقد أظهرت هذه العملية التي دامت عاماً واحداً أنه بدون حرية المرأة التي تعتبر العنصر الرئيسي في عملية التحول الديمقراطي، فمن المستحيل التفكير في مجتمع ديمقراطي.

"فكرت في عدد الخيارات المتاحة لي كإنسان"

أصبح شعار "Jin jiyan azadî" بمثابة جرس إنذار ونور أمل للعديد من النساء للتعرف على حقوقهن والسعي للحصول عليها، حيث تقول (إلهام. ك) البالغة من العمر 32 عاماً وهي من مدينة همدان "إن شعار  "Jin jiyan azadî" جعلني أشعر بعمق كامرأة أنني أستحق أن أعيش ويجب أن أناضل من أجل حقوقي".

وأشارت إلى أن "تكوني فتاة جيدة في إيران يعني أن تكوني كما يقول الرجال والقواعد الذكورية. الحقيقة هي أنه في بداية الاحتجاجات التي عمت البلاد بعد مقتل جينا أميني على يد الحكومة، اعتقدت أن الناس يبالغون في القصة دون سبب ويقتلون أنفسهم. لكن مع مرور الوقت ومع توسع نطاق شعار "Jin jiyan azadî" فكرت في نوع الحرية التي أتمتع بها حقاً من نفسي كامرأة. وحدث أنني الآن أدافع عن كل ما هو حقي، والحجاب الإجباري هو أحد تلك المطالب".

وأوضحت (زهرة. م) البالغة من العمر 28 عاماً وهي من مدنية همدان "أعيش في مدينة قم التي تعرف بأنها متحفظة جداً، أنا لست من هواة ارتداء الحجاب، لكن هناك معتقدات دينية تجبرني على ارتدائه"، مشيرة إلى أنه "بعد ترديد شعار "Jin jiyan azadî" في الاحتجاجات التي شهدتها البلاد العام الماضي بعد مقتل جينا أميني، رأيت العديد من النساء تناضلن من أجل حقوقهن في جميع أنحاء العالم لقد فكرت كثيراً وأدركت أنني لا اتلقى الاحترام إلا عندما أفعل ما يقوله الرجال. كإنسان، ليس لدي الحق في الاختيار؛ في أي سياق وفي أي مكان".

وأضافت "بعد فيلم "Freedom Life Woman"، أفكر دائماً في مدى حريتي كامرأة، وكم من الخيارات لدي، وكم يمكنني أن أكون على طبيعتي".

"Jin jiyan azadî أيقظ العديد من النساء"

من جانبها تقول "كجال. ر" البالغة من العمر 34 عاماً، وهي من مدينة سنه، "إن شعار Jin jiyan azadî أيقظ العديد من النساء، أعرف نساءً من حولي كن تأمرن وتنهين دائماً بناتهن عن فعل أي شيء من شأنه أن يثير انزعاج الرجل منهن، ولم يقتصر هذا على مسألة الحجاب الإلزامي، لأن الحجاب عند الكرد عادةً لا يكون كذلك".

وأوضحت أن "هناك نساء نشأن منذ ولادتهن على فكرة أن كل ما يقوله الرجل هو نفسه، وليس للمرأة الحق في الاحتجاج. إذا اعترضت على ظروف المعيشة وطريقة معاملة الرجل لها فسيتم وصفها بأنها غير صالحة. بعد ثورة Jin jiyan azadî رأيت بوضوح كيف خرجت النساء عن صمتهن وتناضلن من أجل حقوقهن ولا تحنين رؤوسهن أمام القوانين الأبوية".

وأشارت (آرزو. ب) البالغة من العمر 34 عاماً وهي من مدينة كنبدكاووس، إلى أن "شعار Jin jiyan azadî ساعد كثيراً في توعية النساء بحقوقهن الضائعة، حيث بدأن بالنضال من أجل حقوقهن وحرياتهن ومصالحهن ورغباتهن، لقد كان الحجاب الإلزامي بمثابة حبل يضغط على حلق النساء، وهذا الشعار ساعدهن في قطع هذا الحبل".

كما تقول (سوجا. س) البالغة من العمر 32 عاماً من مدينة سنه "على عكس بعض الأشخاص الذين يحاولون القول إن Jin jiyan azadî هو لتعري النساء، أعتقد أنه حرر النساء من عبودية الرجال. كانت والدتي تقول افعلي ذلك ولا تفعلي ذاك حتى لا يغضب الرجال. لكنهن الآن تقلن إننا إذا بقينا صامتين فإننا نرتكب أخطاءً كبيرة، لا تصمتن وخذن حقوقكن ولا تسمحن لهم أن يظلموكن".