جهود حثيثة تبذلها المؤسسات النسوية لمناهضة العنف بكافة أشكاله
في محاولة لبناء مجتمع ديمقراطي يسوده العدل والمساواة تعمل المؤسسات النسوية على تنظيم حملات توعية مستمرة وتجري دراسات حول العنف الذي تعاني منه النساء في المجتمع بهدف وضع حلول جذرية لها.
سيبيلييا الإبراهيم
الرقة ـ تسعى المؤسسات النسوية في إقليم شمال وشرق سوريا على وضع حلول جذرية لكافة القضايا الاجتماعية وأبرزها التمييز الجنسوي من خلال النقاشات والتحليلات وحملات التوعية وإعادة النظر في العلاقة بين المرأة والرجل لتصحيح المفاهيم والأخطاء الناتجة عن التعصب في المجتمع.
تعاني النساء في كافة أصقاع العالم من العنف بكافة أشكاله النفسي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي، وفي إقليم شمال وشرق سوريا لا يختلف الوضع عن باقي النساء لكن مقابل كل هذا العنف هنالك مؤسسات نسوية تحارب هذه الظاهرة بكافة السبل والطرق للوصول لمجتمع ديمقراطي يسوده العدل والمساواة، وإذا ما عدنا إلى خلفية هذه الظاهرة يتوضح أنه كان لفترة سيطرة داعش سلبيات على المجتمع مما رسخ المفاهيم الخاطئة بحق النساء وضاعف من العنف تجاههن.
من خلال الدراسات مركز الجنولوجيا يعالج قضايا النساء
أوضحت وسام الشمالي عضوة مركز دراسات الجنولوجيا في مقاطعة الطبقة بإقليم شمال وشرق سوريا "نعاني في مجتمعنا من التمييز الجنسوي والذهنية الأبوية السلطوية التي تحكم العالم منذ أكثر من خمسة آلاف عام، والتي تضع المرأة ضمن قوالب وتحدد دورها ضمن المجتمع".
وترى أنه من أسباب ازدياد حالات العنف ضد المرأة، النظرة الدونية لها واستغلال جهودها وطاقاتها، كما أن للفترة التي حكم بها مرتزقة داعش المنطقة والأحكام التي طبقها كالرجم والقتل والقصاص تأثير سلبي على واقع المرأة وقدراتها والتي خلفت العديد من الأزمات النفسية والجسدية لها.
وعن سبل محاربة العنف ضد المرأة أكدت أنه "يمكننا مواجهة العنف من خلال التنظيم والكفاح ضد الذهنية السلطوية والوعي وإدراك المرأة لذاتها وقدرتها، وتدريب النساء والرجال على أهمية الحياة التشاركية الحرة وكيفية بناء عائلة ومجتمع حر والعمل المشترك في المؤسسات من خلال النقاشات والتحليلات عن التعصب الجنسوي والتمييز الجنسوي بين المرأة والرجل الذي عمقته الأنظمة السلطوية".
وبينت أنهم كمركز يقومون بتحليل هذه الذهنيات وتأثيراتها على المرأة والمجتمع عامةً، وإجراء دراسات حول المشاكل التي تعاني منها المرأة بشكل علمي وماهية أضرارها على المجتمع وخاصة على النساء والأطفال والنتائج التي تخلفها هذه الظواهر لوضع الحلول العلمية والجذرية لها.
تجمع نساء زنوبيا يسعى لمناهضة الظواهر السلبية
ومن جانبها قالت منسقية تجمع نساء زنوبيا في مقاطعة الرقة ميادة الأحمد "أهم ما نركز عليه في التجمع هو توعية المجتمع والمرأة من خلال حملات التوعوية والندوات والاجتماعات الدورية بهدف الوصول لمجتمع ديمقراطي حر".
وأكدت أن "ما وصلنا له لم يأتي بالسهل فكله نتيجة نضال دؤوب وتضحيات جمة، رغم كافة العوائق التي واجهتنا من قبل المجتمع أثناء حملات التوعية أغلبها كانت العادات والتقاليد البالية الدخيلة على المجتمع كزواج الحيار، تعدد الزوجات، زواج القاصرات إضافة إلى الحرب الخاصة التي تمارس على الشعوب سواءً باستخدام الانترنت بشكل خاطئ أو انتشار آفة المخدرات والتي بدورها تزيد من معاناة النساء، وبدورنا نسعى إلى توعية النساء والمجتمع بكافة القضايا الاجتماعية والعادات الدخيلة والظواهر للوصول إلى مجتمع ديمقراطي حر يسوده العدل والمساواة".