جامعة روجافا... الوعي بحقوق المرأة قائد الثورة

للثورة أوجه عدة وهذا ما أكدته ثورة روج آفا بشمال وشرق سوريا فالكثير من التغيرات حدثت في المنطقة منذ تموز/يوليو 2012 وعلى مختلف الأصعدة، من بينها التعليم وباللغة التي كانت ممنوعة لعقود

نسرين كلش  
قامشلو ـ .  
تأسست جامعة روجافا في مدينة قامشلو بشمال وشرق سوريا في تموز/يوليو 2016، ومن خلالها ولدت الثورة التعليمية فقامت الإدارة الذاتية بتبني مشروع جامعات في شمال وشرق سوريا للتعليم باللغة الأم، وأيضاً دون الحاجة للسفر للوصول إلى التعليم الذي يمنع تعليم اللغة الكردية.  
تضم جامعة روجافا كليات توازي كليات الجامعات العالمية ومنها الهندسة، بمختلف تخصصاتها (بترول، عمارة، زراعة والبتروكيمياء)، كذلك كلية الطب، كلية الآداب والعلوم الاجتماعية، كلية العلوم التربوية، كلية العلوم الدينية بثلاثة فروع الإسلامي والمسيحي والإيزيدي، وكلية الفنون، العلوم الإنسانية وكلية الحقوق. 
إضافةً للمعاهد التي يتفرع منها (المعهد العالي للإعلام، والمعهدين الإداري والمالي، إضافةً للتقني الذي يتفرع إلى ستة أقسام).   
في ظل ثورة روج آفا تفعل دور المرأة وتعزز في كل مجالات الحياة إن كان في المجتمع في التجارة في الاقتصاد في السياسة وفي الدبلوماسية، كما أصبح الوعي بحقوقهن قائد لهذه الثورة لذلك ولأول مرة حضنت جامعة روجافا كلية جينولوجي أي علم المرأة بكل أقسامه وفروعه ومجالاته. 
الهدف والرؤية من تأسيس جامعة روجافا هي تحقيق حلم الشعب الكردي بدراسة جامعية بلغته الأم، وتطوير جيل الشباب بالعلم وتنوير الذهنية بالفلسفة الديمقراطية والإيكولوجية لتصبح فعالة وقادرة على الطموح والتحرر من سلاسل الخوف، وبالنسبة للسنة الدراسية (2020/2021) ضمت الجامعة أكثر من 2500 طالب/ة.   
حيال ذلك قالت الرئاسة المشتركة في جامعة روجافا شيندا داوود "جامعة روجافا هي الثانية التي تأسست في شمال وشرق سوريا بعد جامعة عفرين، والهدف من تأسيسها تلبية احتياج المنطقة لوجود جامعات في المنطقة فقد بات صعباً على الطلاب السفر للدراسة، كما أردنا القيام بثورة تعليمية من خلال تغيير طرق التدريس المتداولة والتقليدية كما في الجامعات الحكومية والتعليم باللغة الأم". مبينةً أنه يتم التعليم وإعطاء المحاضرات باللغتين الكردية والعربية، إضافةً للتعليم باللغة الإنكليزية.  
 
الصعوبات التي واجهتها الجامعة منذ التأسيس 
وعن أبرز الصعوبات التي واجهت افتتاح الجامعة بينت أن "أي مشروع جديد يواجه الاستنكار وعدم الثقة لذلك كان الإقبال قليل جداً في البداية، ولكن بالعمل الجاد وثق الأهالي بنا وزاد الإقبال".
أما بالنسبة للصعوبات الأخرى قالت "تأسيس الجامعة في ظل الظروف التي كانت تمر بها المنطقة قبل سنوات كان تحدياً كبيراً بالنسبة لنا سواء من الناحية المادية أو من الناحية الجغرافية حيث يصعب إيجاد مكان لبناء جامعي ضخم، كذلك شكل التحاق المدرسين ذوي الكفاءة العالية عائقاً في البداية، كما أن توفير المراجع باللغة الكردية كان صعباً، لكن مع انتساب المعلمين الكفؤ تم حل هذه العوائق".
 
علم الجينلوجيا 
وبالنسبة لعلم المرأة قالت شيندا داوود "علم الجينلوجيا علم جديد وبدايته كانت من جامعتنا، ويتم من خلاله دراسة تاريخ المرأة القديم والحديث، وأهمية وجودها وانخراطها في جميع مجالات الحياة، ودورها في تطوير المجتمع والحضارات، وكيفية معرفة قدراتها الحقيقية بالإضافة الى مادة التداوي بالأعشاب؛ لأن المرأة كانت أول طبيبة لعائلتها في الحياة على الأرض".
وتابعت "يتم استقبال الفتيات فقط في هذا الفرع علماً برغبة انتساب بعض الذكور أيضاً ولكن فضلنا في البداية أن يقتصر على الفتيات حتى يكن على قدرة لفهم أنفسهن وتاريخهن، وكيف تمت السيطرة عليهن واستخدامهن كأداة في بعض مراحل التاريخ أولاً وفيما بعد على الجنسين؟، والهدف من هذه الكلية تغيير ذهنية المرأة أولاً والمجتمع ثانياً على الحقيقة الجوهرية للمرأة تاريخها وبصماتها فيه".
  
الرئاسة المشتركة لخلق التوازن في القرارات 
بالنسبة لهيكلية الجامعة قالت "الجامعة مثلها مثل كل المؤسسات لها تنظيم داخلي، حيث تم التعديل عليه حتى أصبح بالشكل الذي يخدم الجامعة كما أنه يتم الاجتماع بين الهيئات كل سنة لتقييم أعمالنا وعلى أساسها نقوم بتغيير الأنظمة حتى تتناسب مع الأهداف الجديدة".   
وبالنسبة لنظام الرئاسة المشتركة بينت أنه "في الجامعة وفي كل مؤسسات الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا يتم اتباع نظام الرئاسة المشتركة، فمن خلال هذا النظام نرى أن في كل عمل عقلين ينطقان بالقرارات كي تؤخذ بعين الاعتبار نظرة الرجل والمرأة؛ وهذا لأجل خلق التوازن في القرارات ودراستها من وجهة نظر الاثنين بشكل تشاركي بحيث يكون الأنسب للجميع".