حظر الإجهاض ومنع الفحوصات... ضغوطات نفسية تقاسيها الأمهات في إيران

مع إزالة قانون الفحص أثناء الحمل وأيضاً حظر الإجهاض في إيران، تفاقمت ظاهرة ولادة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ونبذهم من قبل المجتمع، فضلاً عن الضغط النفسي على الأسر وخاصة الأمهات.

سارة محمدي

جوانرود ـ تعاني الأمهات اللواتي تنجبن طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، سواءً جسدية أو عقلية أو سلوكية، من ضغوطات نفسية وتتضاعف معاناتها في حال كانت موظفة أو لديها عمل خاص.

وعن حالة ابنها من ذوي الاحتياجات الخاصة، قالت (آفاق. ن) البالغة من العمر 38 عاماً "لدي ولدان آخران. ابني الأكبر عمره 16 عاماً والثاني يبلغ من العمر 9 سنوات. كنت أرغب دائماً في إنجاب فتاة، ولأن أطفالي السابقين لم يواجهوا أي مشاكل، لم أذهب لإجراء اختبار الفحص الذي يتم بين الأسبوع 11 و13، ولكن قبل ذلك قمت بإجراء عدة فحوصات بالموجات فوق الصوتية بانتظام، ولم يشخص أي منها أن طفلي يعاني من مشكلة، وعندما ذهبت إلى كرماشان لإجراء الفحص بالموجات فوق الصوتية في نهاية الشهر الرابع من الحمل، اكتشفت أن طفلي يعاني من مشكلة وبعد زيارة الطبيب المختص أوضح لي أن طفلي يعاني من مشكلة في العمود الفقري، وكان لا بد من موافقتهم على إجراء عملية الإجهاض بشكل قانوني، كوني أحمل ورقة تفيد بأن طفلي يعاني من مشكلة في العمود الفقري الأمر الذي يجعله لا يستطيع المشي أو الجلوس".

وأضافت "بعد نقاش طويل قالت اللجنة الطبية المكونة من 4 أطباء إن هناك فرصة 80% لشفاء طفلي، وهناك احتمال أن يكون مصاب بالتواء في العمود الفقري سيتم إصلاحه بعملية جراحية في المستقبل، ولم يوقعوا لي على أوراق الإجهاض، ولكن الآن بعد أن كبر قليلاً ليس لديه قدرة على الحركة".

وأشارت إلى أنه بعد ولادة ابنها أصبحت أحوالهم المادية سيئة، لأن تكاليف العلاج مرتفعة، وبعد شهرين من البكاء المتواصل اكتشفت أن ابنها أصم ومن ثم كان كل ما كبر يتغير شكل ذراعيه وساقيه بشكل غير طبيعي ولم يكن قادر على الجلوس، وبعد زيارة الأطباء قالوا لها أنه لا يوجد حل ويجب أن تتحلى بالصبر حتى يرون إن كان سيتحسن بمساعدة العلاج الطبيعي والتمارين الفيزيائية أم لا.

وبينت أنه "في عمر سنة واحدة وبعد إجراء الموجات فوق الصوتية، اكتشفنا أن مرارة طفلنا مليئة بالحصوات ويحتاج إلى إجراء عملية جراحية وإزالة المرارة، ولم أسمع قط أن طفلاً عمره عام واحد مصاب بحصوات المرارة، وقال الأطباء أيضاً إن هذه الحالة نادرة جداً".

من جانبها قالت (ك. ب) البالغة من العمر 38 عاماً، وهي أم لطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة "بسبب علاقتنا الأسرية ووجود شخص معاق فيها، قمت أنا وزوجي بإجراء الفحوصات اللازمة قبل إنجاب الطفل، وكانت النتيجة أننا لن نواجه أي مشكلة في إنجاب طفل، وعندما حملت زاد قلقي وأجريت الفحوصات اللازمة وولد طفلنا الأول بصحة جيدة".

وأضافت "في حملي الثاني، قمت أيضاً بإجراء جميع الفحوصات، وقيل لي أن طفلي ليس طبيعياً وربما يعاني من مشاكل، ويجب أن أنتظر أسبوعين وأجري فحوصات مرة أخرى، وبعد أن اكتشفت أن الجنين يعاني من مشاكل، حاولت على الفور إجراء عملية إجهاض، لكنهم قالوا إن المشكلة ربما يمكن حلها بالدواء، وكنت تحت إشراف الطبيب لفترة من الوقت وفعلت كل ما قالوه".

وأشارت إلى أن الأطباء أخبروها بأن مشكلة الجنين قد انخفضت "شعرت بالارتياح قليلاً، لكن كان لدي بعض القلق حتى ولادة ابنتي البالغة من العمر 7 أشهر. وضعوها في الجهاز لمدة 15 يوماً وبعد ذلك زادت مشاكلي. لا يمكن أن تتمتع ابنتي بالنمو الحركي والمعرفي، إنها تنمو جسدياً فقط".

ولفتت إلى أن ابنتها تبلغ الآن من العمر 14 عاماً، وقالوا لها الأطباء أنها ستعيش حتى عمر الـ 18 عاماً، مبينةً أنها كونها تذهب إلى العمل قامت بتعيين ممرضة لابنتها "لقد تعرضت لنوبات الهلع منذ أن كانت ابنتي في الخامسة من عمرها، فكل عام يمر ويقترب من عيد ميلادها الثامن عشر، أشعر بالحزن. أتمنى لو أنني تناولت حبة إجهاض قبل أن أنجبها لأنني سأعذب نفسي وابنتي".

(أ. ن) تبلغ من العمر 34 عاماً، وهي حامل حالياً بتوأم، تبين في أحد الفحوصات التي أجرتها أن أحد الجنينين يعاني من مشكلة والجنين الثاني سليم، وعن ذلك تقول "أنا قلقة جداً. لقد أجريت جميع الفحوصات اللازمة لإنجاب طفل سليم، ونظراً لوجود أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة في عائلة زوجي، فقد قمت أيضاً بإجراء فحوصات جينية قبل الحمل، والآن يقولون إنه لا يجوز لي إجراء الإجهاض، لأن الجنين السليم قد يتضرر".

وأضافت "في البداية أخبروني أنهم سيجرفون الجنين الثاني، لكنهم الآن يقولون إنهم سيوقفون نموه بالأدوية حتى تتمكن من ولادة الجنين الثاني بأمان. لا أعرف ما يجب القيام به. أود إجهاض كلا الجنينين لمنع إساءة معاملة طفل يعاني من مثل هذه المشاكل".