هيئة المرأة تسعى لتقديم الدعم النفسي للنساء والأطفال

يسعى مركز الدعم النفسي التابع لهيئة المرأة في مقاطعة كوباني بشمال وشرق وسوريا، إلى توعية المجتمع، وتقديم المساعدة والدعم النفسي للنساء والأطفال في المنطقة في ظل ما تتعرض له من هجمات.

نورشان عبدي

كوباني ـ مع بدأ الحروب في الشرق الأوسط وبدأ الأزمة السورية عام 2011، واجه أفراد المجتمع العديد من العراقيل والمشاكل والاضطرابات النفسية وتعد النساء والأطفال الأكثر تأثراً، لذا توجب الأمر إنشاء مراكز دعم نفسية للتخفيف عنهن وإحداث توافق في الأسرة والمجتمع.

بهدف مواجهة المشاكل النفسية والضغوطات على المجتمع وبشكل خاص على النساء والأطفال، أقدمت هيئة المرأة في مقاطعة كوباني بشمال وشرق سوريا، في الخامس والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر الماضي على افتتاح مركز دعم نفسي للاستشارات الاجتماعية والتنموية، ليستقبل النساء والأطفال من كافة الفئات العمرية.

ويضم مركز الدعم النفسي الذي يتميز بكادره الذي يتألف بشكل كامل من النساء، 10 عضوات بينهن مرشدات نفسيات واجتماعيات مختصات بمجال الدعم النفسي والاجتماعي، تعملن داخل وخارج المركز، حيث تنظمن محاضرات توعوية لتقديم الدعم النفسي والإرشاد الاجتماعي للنساء والأطفال ضمن المجتمع.

وحول أهمية معالجة الاضطرابات النفسية والاجتماعية في المجتمع، قالت نائبة رئيسة هيئة المرأة في مقاطعة كوباني روكن أحمد إنه "منذ أكثر من 10 أعوام تمر سوريا وشعبها بظروف معيشية ونفسية واجتماعية صعبة وما زاد من معاناتهم الكوارث الطبيعية التي شهدتها البلاد في الآونة الأخيرة والتي كان له تأثير كبير على المجتمع"، مشيرةً إلى أنه نتيجة للهجمات والانتهاكات التركية المستمرة على مناطق شمال وشرق سوريا تأثرت نفسية الأهالي "بحسب دراسة لوضع المرأة في المنطقة رأينا أنه من الضرورة افتتاح مركز لدعم النساء والأطفال نفسياً".

وأوضحت أن الهدف من افتتاح المركز مساعدة المرأة ففي الآونة الأخيرة شهدت المنطقة تعرض بعض النساء للعنف وهو ما يمكن أن إلى إصابتهن باضطرابات نفسية في ظل ما تمررن به، وبالتالي ربما تلجأن لإنهاء حياتهن في سبيل التخلص من المعاناة التي تعشنها "لقد لاحظنا أن النساء اللواتي تقبلن على المركز تستفدن كثيراً من الإرشاد والدعم الذي يقدم لهن، حيث تصلن لمرحلة بإمكانهن إيجاد الحل المناسب للمشكلة التي تمررن بها وتواجهنها بقوة وإرادة".

ونوهت إلى أن الجلسات الإرشادية تتم بشكل سري بين المختصة وطالبة الدعم، كما أنه لها خصوصية حتى أنه لا يتم أرشفة المعلومات الشخصية للمراجعين تفادياً لتسريب أي معلومة تضر بهم.

وفيما يتعلق بكيفية تقديم الدعم للأطفال في المركز، تقول "تؤثر الحرب والأزمات المتعددة التي تعيشها بلادنا، سلباً على وضع الأهالي النفسي، فنسبة كبيرة من أطفال كوباني يعانون من مشاكل نفسية على رأسها التوحد وزيادة كهرباء الدماغ"، لافتةً إلى أنه يتم معالجة الأطفال ومساعدتهم على التخلص من الاضطرابات النفسية التي يعانون منها من قبل المختصات ضمن المركز.

وبينت أنه "من خلال عملهن في المركز ستصلن إلى نتائج إيجابية لإخراج الأطفال والنساء من الوضع الحالة النفسية التي يعانون منها، على كل امرأة تعاني من ضغوطات نفسية أن تتوجه إلى مركز الدعم النفسي لإيجاد حلول مناسبة لها دون خوف والسماح بالعادات والتقاليد البالية بالتأثير على صحتها، والرضوخ لما يقولوه أفراد المجتمع بأنه من المعيب الذهاب إلى طبيب نفسي، أو وصفها بمريضة نفسية، فالجميع بحاجة لدعم نفسي".

 

"نعتمد على الإرشاد النفسي لتوعية المجتمع"

وعن طبيعة عملها في المركز، قالت مديرة الحالة في مركز الدعم النفسي جيهان أوسو "لم يمضي وقت طويل على تأسيس مركز الدعم النفسي لا زلنا في بداية العمل، أولاً تقوم مديرة الحالة بتشخيص المقبل/ة على المركز، واعتماداً على النتيجة يتم تحويل المراجع إلى قسم الإرشاد النفسي أو الاجتماعي"، مشيرةً إلى أن عملهم لن يقتصر على تقديم المساعدة ضمن المركز فهناك قسم للإرشاد الاجتماعي للنساء في المجالس والكومينات المتوزعة على الأحياء كذلك.

وأوضحت أن المركز يستقبل النساء والأطفال الذين يعانون من الأرق والقلق والتوتر والاكتئاب والتوحد وحالات فرط الحركة "نحاول قدر المستطاع تقديم المساعدة للطفل ومعالجته، فهو الذي سيبني المستقبل"، مشيرةً إلى معاناة الطفل من إحدى الاضطرابات النفسية يؤثر بالتالي على صحة الأم النفسية كذلك، والتي يتطلب منها استيعاب طفلها ومساندته.

وشددت على ضرورة تلقي العضوات التدريبات من قبل متخصصين لتطوير آلية العمل "كوننا مبتدئات في العمل فإننا بحاجة للتدريبات ليكون بإمكاننا تقديم المساعدة حتى للنساء المعرضات للعنف واللواتي تعانين من اضطرابات نفسية".

وأضافت "على المرأة عدم الرضوخ لنظرة المجتمع الدونية وكسر القيود التي تكبلها، ففي بعض الأحيان تمر بظروف ومواقف تودي بها إلى الاكتئاب الذي إذا ما لم يتم معالجته في أسرع وقت من الممكن أن يتأزم ويضطر المرء لتناول الأدوية والتي من الممكن ألا يستفاد منها، فيشعر بنفسه أنه وصل إلى طريق مسدود فيقدم على إنهاء حياته أو التوجه إلى تناول المخدرات في سبيل نسيان ما يمر به من صعوبات ومشاكل".

وأوضحت جيهان أوسو أنهم سيقومون برفع وتيرة العمل من أجل رعاية الأطفال ودعمهم نفسياً والنهوض بهم "سنعمل على افتتاح قسم خاص بالأطفال ينظم تدريبات وفقرات ترفيهية، وفي سبيل تطوير آلية العمل، ستنضم عضوات المركز والمرشدات الاجتماعيات والنفسيات خلال الشهر المقبل لتدريبات شاملة ليكون بإمكانهن تقديم المساعدة على أكمل وجه".