'حياتنا في خطر بمخيم الهول'
ترتكب مرتزقة داعش العديد من جرائم وعمليات القتل في مخيم الهول بشمال وشرق سوريا، وتبث الرعب في نفوس القاطنين فيه، فمنذ مطلع العام الجاري أعدم وقُتل 44 شخصاً من قاطني المخيم، بينهم 14 امرأة وطفلان.
سوركول شيخو
الحسكة ـ تستمر حملة "الإنسانية والأمن" التي أطلقتها قوى الأمن الداخلي في مخيم الهول في يومها الثالث. ونتيجة لعمليات التمشيط، تمكنت قوى الأمن الداخلي لشمال وشرق سوريا حتى الآن من إلقاء القبض على 27 مرتزقاً من خلايا داعش.
ازدادت جرائم القتل في الآونة الأخيرة في مخيم الهول الذي يعيش فيه 54390 شخصاً، بينهم 27816 عراقياً و18483 سورياً و8091 من أسر مرتزقة داعش، ونتيجة لذلك أطلقت قوى الأمن الداخلي المرحلة الثانية من عملية "الإنسانية والأمن" بمساعدة وحدات حماية المرأة وقوات سوريا الديمقراطية يوم الخميس 25 آب/أغسطس.
زهرة محمد لاجئة من مدينة الدشيشة العراقية وأم لثلاثة أطفال، لم تفصح عن أسمها الحقيقي ووجهها خوفاً على حياتها، تحدثت لوكالتنا عن الخطر الذي تواجهه في مخيم الهول بسبب مرتزقة داعش.
"نعيش تحت تهديد داعش"
قالت زهرة محمد إنهم يشاهدون العديد من الأحداث المروعة في مخيم الهول، حيث تتعرض حياتهم للتهديد اليومي من قبل مرتزقة داعش "الوضع الأمني في مخيم الهول مصدر قلق بالنسبة لنا، ونحن لا حيلة لنا ولا نستطيع فعل شيء. نحن نريد أن يعم السلام والأمن في المخيم، فلدينا أطفال ونريد الاعتناء بهم ورعايتهم. آمل في العودة إلى العراق. نريد العودة إلى عائلاتنا".
"الذين ينشقون عن داعش يعتبرون مذنبين ويُقتلون"
وأوضحت "المرأة التي تريد ترك داعش واللجوء إلى جهة أخرى تعتبر مذنبة وتقتل. في السابق كان فقط اللاجئون والمهاجرون يعيشون في مخيم الهول، ولم تكن هناك عمليات قتل أو اعتقالات أو مجازر في المخيم في ذلك الوقت. الآن مخيم الهول معروف فقط بالقتل والاختطاف، لقد تغير الوضع خاصة بعد تحرير الباغوز. لأن الذين جاءوا من هناك انضموا إلى قوات الأسايش وأرادوا تغيير عقليتهم. وتم استهدافهم من قبل مرتزقة داعش في المخيم، كانوا يعاقبونهم بسبب ابتعادهم عن داعش. فهم يعتبرون تغيير الوعي جريمة وذنب".
وأضافت "قُتل أشقائي الثلاثة وزوجي في القصف الذي استهدف الدشيشة بالعراق لأنهم جميعاً كانوا من داعش. ووقعت هذه الحادثة في عام 2017. أشقائي انضموا للمرتزقة، لم نوافق أنا ووالداتي على انضمامهم، لكنني كنت صغيرة ولم يستمعوا إلي وحديثنا معهم كان دون جدوى، إلى أن قُتلوا بعد عام من انضمامهم".
"يجب على الجميع العودة إلى بلدانهم"
وعن الحل لمشكلة مخيم الهول قالت زهرة محمد "يجب على كل فرد في هذا المخيم أن يعود إلى بلده، وإلا فلن تحل مشكلة هذا المخيم، وستستمر حوادث القتل والاختطاف. لأنه عند عودة الجميع إلى بلدانهم، سيكونون قادرين على تغيير وعي داعش في أذهانهم، ويعيشون ويربون أطفالهم في بيئة بعيدة عن داعش، بعيداً عن خطر إراقة الدماء والقتل. يجب أن يعيش الأطفال بعيداً عن بيئة القتل والحرب".