حي الشيخ مقصود... تفاقم المعاناة ونفاد المواد الأساسية بسبب الحصار الخانق

ناشدت نساء حيي الشيخ مقصود والأشرفية في حلب المنظمات الحقوقية والإنسانية في النظر إلى وضع الأهالي الذين يعانون أشد أشكال المعاناة في ظل الحصار الذي تفرضهُ حكومة دمشق.

سيبيلييا الإبراهيم

حلب ـ منذ بدأ الأزمة السورية عام 2011، يعيش أهالي حيي الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب أوضاع صعبة ففي بداية الأزمة هاجم مرتزقة الاحتلال التركي الحيين وحوصرا من قبل حكومة دمشق مما أدى إلى أزمة إنسانية صعبة في ظل نقص الأدوية وبعض المواد الغذائية والمحروقات.

أزمة الحصار ليست بشيء جديد حيث فرض سابقاً قبل اندلاع الأزمة السورية، ولقي حيي الشيخ مقصود والأشرفية إهمالاً من قبل حكومة دمشق لأنهما من الأحياء الشعبية في حلب وغالبية قاطنيها من المكون الكردي، ومنذ تسعة أشهر بدأت بتضييق الخناق عليهما أكثر من ذي قبل إلى جانب فرضه حصاراً مشدد على مقاطعة الشهباء بشمال وشرق سوريا.

 

شدد الحصار منذ تسعة أشهر

 

 

لمعرفة أوضاع الأهالي في حيي الشيخ مقصود والأشرفية، قالت وحيدة عبدو من مقاطعة عفرين وتقطن في حي الشيخ مقصود "توفي زوجي منذ مدة طويلة والآن أربي أطفال ابنتي التي توفي زوجها خلال الأزمة السورية نتيجة قصف الطيران، وتوفت ابنتي منذ أربعة أعوام نتيجة صراعها مع المرض. كأهالي حي الشيخ مقصود نعيش ظروف صعبة للغاية في ظل الحصار المفروض علينا، وغلاء الأسعار ونفاد الكثير من الاحتياجات الأساسية كالأدوية والمحروقات".

ونوهت إلى أنه منذ تسعة أشهر يعيشون حصار قاسي تفرضهُ حكومة دمشق عليهم، وليس هناك من يعيلهم فيأكلون الخبيزة طيلة الأيام ولكن الآن مع نهاية موسم الخبيزة بدأت معاناتهم تزيد، مضيفةً "لست وحدي أعيش هذه الظروف الصعبة فكل الأهالي القاطنين في حيي الشيخ مقصود والأشرفية يعيشون ظروف صعبة للغاية".

 

 

أميرة طوبال من أهالي عفرين وتقطن في حي الشيخ مقصود، تقول "أثر الحصار على الأوضاع المعيشية بشكل كبير فأسعار الأدوية باتت باهظة وبعضها مفقودة"، متسائلة "ما أسباب الحصار المفروض علينا؟ لماذا علينا أن نعيش كل هذه المعاناة؟، نناشد المنظمات الحقوقية والإنسانية في النظر إلى وضعنا الذي نعيشه في ظل الحصار الذي يتم فرضه ما بين الفينة والأخرى منذ بدأ الأزمة السورية عام 2011، ورغم كل ما نعيشه من حصار وأزمة إلا أننا سنقاوم دائماً ولن نستسلم".

 

المرضى يعانون من نقص الأدوية وغلاء أسعارها

 

 

أما عواش محمد من حي الشيخ مقصود، فتقول "كما قاومنا سابقاً الظروف التي عشناها سنقاوم الحصار المفروض علينا لأنه يعتبر وسيلة للضغط علينا ومحاولة كسر إرادتنا".

وعن نفاد الأدوية توضح "الأشخاص الذين يعانون من أمراض السكري والسرطان يعانون من نقص الأدوية التي يجب أن يداوموا عليها، وإذ تواجدت الأدوية فحتماً ستكون بأسعار لا يستطيع الأهالي شرائها وكل هذا نتيجة الحصار المفروض على حي الشيخ مقصود".

وناشدت عواش محمد المنظمات الحقوقية والإنسانية عدم التزام الصمت تجاه ما يعانيه الشعوب في حي الشيخ مقصود، مطالبة برفع الحصار عن الحي وتحسين الأوضاع المعيشية.

 

نفاد حليب الأطفال

 

 

من جانبها قالت كفاية جوهر من أهالي حي الشيخ مقصود إن "الأوضاع المعيشية في حينا صعبة للغاية فالعدو يهاجما بشتى الوسائل، كان آخرها انقطاع الكهرباء المتواصل، وانقطاع مادة المازوت الذي سيؤدي إلى إيقاف الأفران عن العمل مما سيسبب أزمة خبز في الحي".

ويبلغ عدد الصيدليات الموجودة في حيي الشيخ مقصود والأشرفية 54 صيدلية منها 12 صيدلية مرخصة من قِبل مديرية الصحة والرقابة الدوائية التابعة لحكومة دمشق، والبقية مرخصة من قبل غرفة الصيادلة والمجلس الصحي لحيي الشيخ مقصود والأشرفية.

وتطرقت كفاية جوهر إلى عدم توافر الأدوية وحليب الأطفال وغيرها الكثير من المستلزمات التي باتت تنفد في ظل الحصار المشدد عليهم وغلاء المواد المتوفرة بشكل باهظ.

وحسب غرفة الصيادلة، فإن عملية دخول الأدوية إلى الصيدليات في حيي الشيخ مقصود والأشرفية متوقفة بشكل كلي منذ ستة أشهر بذريعة أن تلك الصيدليات خارجة عن مناطق سيطرة حكومة دمشق، الأمر الذي يسبب في نقص الأدوية وتدهور أوضاع المرضى.

وطالبت المنظمات الإنسانية والحقوقية بدعم أهالي الحيين في ظل ما يعيشه من الحصار، داعية أهالي الحيين ألا يستسلموا ويواصلوا مقاومتهم في وجه الحصار.

 

الحصار الخانق يعرض حياة الأهالي للخطر

 

 

وعن الواقع المعيشي ووضع الأهالي في ظل الحصار بالإضافة إلى توقف أغلب أعمال بلدية الشعب في حيي الشيخ مقصود والأشرفية، أوضحت سلوى محمد عضوة مكتب التوثيق في بلدية حيي الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب، أن أهالي حي الشيخ مقصود يعيشون ظروف صعبة لكن لا يزالون مقاومين ضد الحصار المفروض عليهم.

وأكدت أن "الحصار المفروض أثر على العديد من الأمور كمنع دخول المحروقات مما أدى إلى انقطاع الكهرباء وتوقف المولدة الكهربائية والأفران الخبز، ونقص الأدوية الطبية في المشافي والصيدليات، نعيش حصار خانق جداً ففي الشتاء عانى الأهالي من البرد القارس بسب عدم توافر مادة المازوت".

وعن الأبنية التي تضررت نتيجة الزلزال الذي وقع في السادس من شباط/فبراير الماضي، والتي هي بحاجة إلى إعادة ترميم وهدم، أشارت إلى أنه "تضرر 439 مبنى في الحيين بالإضافة إلى تأثر البنية التحتية وفي أي هزة خفيفة يمكن أن يتدمر أي مبنى وتعرض حياة المدنيين للخطر، فالفرقة الرابعة التابعة لحكومة دمشق تمنع دخول الآليات إلى الحي مما يعرض حياة المدنيين لخطر الموت، ويخشى الأهالي أثناء سيرهم في الشوارع من الأبنية المتضررة، فمنذ ثلاثة أيام هناك رجل فقد حياتها بعد أن سقط جزء من مبنى عليها".

وفي ختام حديثها، طالبت المجتمع الدولي بعدم التزام الصمت تجاه تلك الانتهاكات، داعية إلى فك الحصار عن حيي الشيخ مقصود والأشرفية.