"هشارع" حملة إلكترونية لتوثيق أسماء الشوارع في قطاع غزة

أطلقت مجموعة من الفئة الشابة حملة إلكترونية تحت وسم #هشارع، لتوثيق أسماء شوارع قطاع غزة.

رفيف اسليم

غزة ـ تعود أسماء الشوارع في كافة البلدان لرابط وثيق بحدث كان له دور في تغير مظاهر الحياة في المجتمعات، لتظل محتفظة بها عبر أجيال عدة، لكن ربما الحال يختلف قليلاً في قطاع غزة، فبفعل الحروب المتكررة تدمر تلك الشوارع وتختفي معالمها لذلك قرر مجموعة من الفئة الشابة القيام بحملة إلكترونية لتوثيق كافة التفاصيل المتعلقة بها.

قالت سها سكر أن البداية كانت عندما أعلنت مؤسسة "أيام المسرح" عن تدريب خاص بكيفية إعداد الحملات الرقمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتكون نهايته حملة فعلية يقودها المتدربين عبر تلك المواقع، مضيفةً أنهم بعد التشاور في عدة أفكار استقروا أخيراً على توثيق أسماء الشوارع في قطاع غزة، حتى يعرف الشعب الفلسطيني قصة كل شارع وتاريخه وسبب التسمية وتفاصيل أخرى.

وأوضحت سها سكر أنه خلال العمل على الفكرة كان الفريق يرغب بوسم يعلق في ذهن كل من يقرأه فتم اختيار #هشارع على وزن هاشتاغ، لافتةً إلى أنه تم توزيع المهام بالتساوي، فهناك من عمل بالبحث عن المعلومات وتقصي الحقائق ليسلمها لكتاب المحتوى، وآخر تولى تصميم الفيديوهات ليتسلم عملية المونتاج شخص رابع، وبالنهاية تمت عملية الترجمة من العربية للإنجليزية من قبل أحد أعضاء الفريق كي تصل الرسالة باللغتين.

وأكدت على أنخنم أصعب مراحل العمل على الحملة، جمع المعلومات عن تلك الشوارع، والتأكد من دقتها كي لا يتم التشكيك بها من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خاصةً أن معلومة واحدة خاطئة قد تضع الفريق في مأزق وتفقده المصداقية وجهوده الدؤوبة في العمل لساعات متواصلة، مشيرةً إلى أنها زارت عدة مواقع إلكترونية موثوقة للتأكد، وقرأت بعض الكتب لترتفع حصيلة معلوماتها بعد العمل على الحملة من 20% إلى 70%.

وعن أسماء الشوارع، فتقول سها سكر أنه كان من الشائع أن شارع "الثلاثيني" سمي نسبةً لعائلة في مدينة غزة، لكن حقيقة الأمر كان عرض الشارع قديماً ثلاثين متراً، وعلى حسب القياسات سمي بهذا الاسم كما غيره من الشوارع الأخرى كشارع "ثمانية"، بينما "حي الدرج" سمي وفقاً لطبيعة المكان الجغرافي، وكيفية إنشاء تلك البيوت على تلال رملية مرتفعة تأخذ شكل أدراج.

وأشارت إلى أن مدة الفيديوهات لم تتعدى الدقيقة الواحدة كي لا يمل المشاهد، فكان التحدي كيف يمكن توصيل أكبر قدر من المعلومات الغير منقوصة في دقيقة، مضيفةً أن الحملة لاقت تفاعل كبير من قبل المتلقين، فخلال الساعات الأولى فقط استقبلت العديد من الرسائل عبر صفحتها الشخصية يطلبون منها المزيد من الفيديوهات عن شوارع أخرى في قطاع غزة يرغبون بمعرفة قصتها.

وتنوي سها سكر خلال الأيام المقبلة استكمال عملية البحث والتقصي عن عدة شوارع في قطاع غزة أثار فضولها الأسماء المطلقة عليها، منوهةً أنه "من المهم العمل على التوثيق بشكل دؤوب في ظل ما تشهده مدينة غزة من هجمات متكررة تمسح معالم المدينة المحاصرة وتلغي تواجدها".

 

 

وقد نالت الفكرة إعجاب روان عليان لذلك حرصت على أن تكون مشاركة في الحملة، فتقول أن عائلتها تهتم في المواضيع التاريخية لذلك عندما بدأت بالعمل كانوا لها بمثابة مرجع هام للمعلومات، فيما اختارت أن تترجم تلك المعلومات لتقدمها باللغتين العربية والانجليزية، لافتةً إلى أن التجربة أضافت لها الكثير من المعلومات، متمنية أن تعمل مستقبلاً على حملة مشابهة لكن في قضايا المرأة.

وأشارت إلى أن شارع "النفق" أحد الشوارع التي كانت تحمل معلومات خاطئة عنه، فالتسمية الحقيقة تعود لنفق بني قديماً لتجميع المياه الجوفية، أما شارع "البيارات والبساتين" فجاءت تسميته لما يشتهر به من مساحات خضراء واسعة، لافتةً إلى أنها عملت على توثيق ستة شوارع لتنقل للعالم أن لكل شارع حكاية، وأن غزة المرتبط اسمها بالحروب المروعة هي مدينة جميلة ولها تاريخ عريق.