معاناة مزدوجة... حصار وهجمات تطال مهجري عفرين في الشهباء

يعاني مهجري عفرين بمقاطعة الشهباء من قصف الاحتلال التركي المستمر الذي تسبب بارتكاب العشرات من المجازر بحقهم منذ نزوحهم إلى الشهباء وسط ظروف اقتصادية صعبة.

روبارين بكر

الشهباء ـ بالتزامن مع تصعيد هجمات الاحتلال التركي المستمرة على مقاطعة الشهباء بشمال وشرق سوريا، شددت حواجز النظام السوري حصارها على مقاطعة الشهباء مانعة دخول المحروقات، والمستلزمات الطبية، والمواد الغذائية، حيث باتت سياسة التجويع بحق مهجري عفرين تتكرر منذ تهجيرهم من مدينتهم قبل 5 أعوام.

يوجد في مقاطعة الشهباء خمسة مخيمات لمهجري عفرين المحتلة الذين هجروا من منازلهم بعدما احتلت مدينتهم في عام 2018.

وحول هذا قالت الرئيسة المشتركة لهيئة الاقتصاد والزراعة في مقاطعة الشهباء شمال وشرق سوريا هيفين رشيد "في الفترة التي كثف فيها الاحتلال التركي من هجماته وتهديداته على مناطقنا، بالمقابل يمارس النظام السوري سياسة الحرب الخاصة بحق المهجرين من خلال سعيه لإفراغ المنطقة من سكانها في مخطط يتكامل مع مخططات الاحتلال التركي لتغيير ديموغرافية المنطقة".

وأضافت "هذه الدول تسعى لضرب مشروع الديمقراطية وكسر إرادة الشعب الذي نظم نفسه منذ نزوحه من عفرين حتى الآن"، معتبرةً أن "هناك اتفاقيات مخفية بين النظام السوري والاحتلال التركي ضد شعوب المنطقة".

وحول هدف بقاء أهالي عفرين في الشهباء قالت هيفين رشيد أن "خمسة أعوام وأهالي عفرين يتحملون المصاعب في مقاطعة الشهباء إن كانت هجمات الاحتلال التركي أو الحصار الخانق الذي يفرضه النظام السوري عليهم بين الحين والآخر، فهدفنا البقاء حتى العودة الآمنة إلى أراضينا وتحريرها من الإرهاب".

وأوضحت "جميع المحاولات التركية باحتلال مقاطعة الشهباء باءت بالفشل لذا تركيا تحاول أن تبرم اتفاقيات مختلفة بينها وبين النظام ضد شعوب مناطق شمال وشرق سوريا، والحصار المفروض على مناطق الشهباء في هذه الفترة خير دليل على ذلك".

وأشارت إلى أن "إرادة الشعب وعزيمته أقوى من جميع مخططات الدول، والمقاومة هي أساس معيشتهم في الشهباء"، مؤكدةً أن من واجب النظام التخفيف عن المهجرين وليس محاصرتهم والتضييق عليهم.

وتساءلت هفين رشيد "هل لأننا مهجرين كرد يضيق علينا النظام ويضع يده بيد الاحتلال التركي الذي يسعى لاحتلال مناطق أخرى؟".

وتابعت "عبر سياستهم يسعون إلى أنكار واضطهاد الشعب الكردي مرة أخرى، فلتكن خططهم حلماً لأننا نحن الشعب الكردي أصبحنا أكثر وعياً لسياساتهم، ولا بد أن يعود الحق لأصحابه فنحن سكان عفرين".

ومن جانبها قالت حليمة محمد وهي من مهجرات عفرين أنه "منذ نزوحنا إلى الشهباء والاحتلال التركي يرتكب بحقنا أبشع المجازر وهجماته تستهدفنا كل يوم، ومن جهة أخرى يهاجمنا النظام السوري عبر سياسة التجويع"، موضحةً "نحن أيضاً سوريين، ومع ذلك النظام السوري يحاربنا عبر حصاره الخانق". متسائلة "لماذا الدول الأوروبية والمنظمات الإنسانية صامتة أمام السياسة الممارسة ضدنا؟".

وأضافت "لن نتخلى عن مقاومتنا، وسنتحمل كافة الصعوبات لأن كرامتنا أغلى من مخططات وسياسات العدو، وسنبقى صامدين".

وقالت المهجرة ليلى مصطفى أن "حصار النظام السوري على المنطقة ليس إلا حرب خاصة تمارس ضد الشعب من أجل تفريغ المنطقة من السكان، ونعرف جيداً بمخططات الاحتلال التركي والنظام السوري لذلك لن نخرج من مناطقنا وسنتحمل جميع نتائج الحصار إن كان الجوع والبرد وغيرها الكثير، لنصل إلى أهدافنا في البقاء بمناطقنا".

وطالبت ليلى مصطفى من كافة المنظمات الإنسانية بوضع حد لهجمات الاحتلال التركي "من واجبهم الدفاع عن حقوقنا لأننا شعب نازح وصمت المنظمات يخالف القوانين الدولية. لم نحارب الاحتلال التركي وهدفنا السلام والعيش بأمان على أرضنا وإن هاجمتنا الدولة التركية أو غيرها سنختار خط الدفاع عن أنفسنا".