حروب عسكرية وأخرى سياسية... الشرق الأوسط في دوامة الصراعات

النساء والأطفال من أكثر المتضررين في الحروب، والجهات المعنية بحمايتهم لا تقوم بواجبها تجاههم، كما أن القرارات الأممية لا تراعي معاناتهم.

شيرين محمد

قامشلوـ أكدت عضوة منسقية مجلس المرأة بإقليم شمال وشرق سوريا جيان حسين أن مشاركة النساء في عمليات حفظ السلام وصنع القرار مهمة كما وحدتهن لتعزيز احترام حقوقهن ولوضع حد للحروب والنزاعات التي تضعهن على رأس قائمة ضحاياها.

خلال الحروب والصراعات، النساء والأطفال يعانون كثيراً بسبب الضغوطات والمصاعب، ولتسليط الضوء على أهمية الحد من الجرائم التي ترتكب بحقهم قالت عضوة منسقية مجلس المرأة بإقليم شمال وشرق سوريا جيان حسين إنه "منذ القدم وحتى يومنا الحروب مستمرة، النساء والأطفال هم الأكثر تضرراً منها والأمثلة كثيرة منها الحرب بين القوات الإسرائيلية وحركة حماس، وبين روسيا وأوكرانيا، قوات الدعم السريع والجيش السوداني"، مضيفةً أن "المرأة بشكل خاص تعرضت للكثير من الضغوطات والانتهاكات من عنف جسدي ونفسي وقتل وخطف واغتصاب، وهذا يؤثر بشكل كبير على استمرار الحياة واستقرارها في الدول التي تدور فيها الحروب".

ولفتت إلى أن الشرق الأوسط بأكمله تدور فيه حروب أن لم تكن عسكرية فهي سياسية "تتعرض النساء نتيجة هذه الحروب للضغوط النفسية بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، كونه يقع على عاتقها مسؤولية عائلتها لوحدها من توفير طعام وتربية وتعليم وعمل لتأمين احتياجاتها الأساسية"، مضيفةً أن "أقرب مثال على ذلك الأزمة السورية التي بدأت منذ أكثر من 13 عام، خاصة المناطق الواقعة تحت سيطرة حكومة دمشق والتي احتلتها الدولة التركية تعيش في دوامة من الصراعات والتفكك ودمار كامل للبنية التحتية والطبيعة، والاحتلال التركي بشكل يومي يرتكب المجازر بحق النساء والأطفال والطبيعة كما قام بتهجير الآلاف من العوائل للسيطرة على الأراضي والممتلكات، وإحداث التغير الديموغرافي للمنطقة وفق خطة استعمارية بحتة".

وبينت أن "المناطق التي تم تحريرها على يد قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية المرأة تتعرض بشكل مستمر لهجمات الاحتلال التركي التي تسبب بمقتل المئات من النساء والأطفال، رغم أن الإدارة الذاتية خلال ثورة المرأة تمكنت من الحصول على الكثير من المكتسبات لصالح الشعوب في المنطقة إلا أن الصمت الدولي يحول دون وضع حد لهذه الانتهاكات والهجمات بحق المدنيين"،  مشيرة إلى أن المرأة أينما وجدت يمارس ضدها أعنف أشكال الانتهاكات والممارسات مما يجعلها على رأس قائمة الضحايا، والدول الديكتاتورية والاستعمارية حسب مصالحها تقوم بوضع خططها التي ترمي بالمقام الأول للقضاء على إرادة الشعوب عن طريق استهداف المرأة، فخلال رحلات النزوح والتشرد تتعرض المرأة للكثير من الصعوبات داخل الخيم وبعيداً عن أرضها".

وختمت جيان حسين حديثها بتأكيدها على أن "الدول التي تدّعي أنها تحمي المرأة والأطفال لا تقوم بواجبها كما يجب فهي تسعى لتحقيق مصالحها كغيرها من الأنظمة الاستبدادية والرجعية، فالجرائم ترتكب بحق النساء بشكل متسمر والصمت عنوان كل الحلول والإجراءات"، مشددة على أن وحدة النساء هي الحل الوحيد للحد من هذه الانتهاكات التي ترتكب بحقهن "سنحصل على حريتنا بقوتنا ووحدتنا ولكن ذلك يتطلب وقت وإرادة".