هند الشلقاني: منظمة المرأة العربية وجهت تركيزها نحو العمل البحثي خلال أزمة كورونا
أثرت أزمة كورونا على الأوضاع بشكل عام وتداعياتها أعاقت الكثير من المؤسسات والمنظمات عن العمل، وألقت تلك الأزمة بظلالها على النساء
أسماء فتحي
القاهرة ـ ، وتسببت في تعرضهن لأكبر معدل من العنف، إلا أن منظمة المرأة العربية عملت على توجيه وتكثيف جهودها نحو المجال البحثي، فتعددت إصداراتها وأعمالها البحثية خلال فترة الوباء، وتمكنت من خلاله من إتاحة قدر كبير من البيانات ودراسات الحالة الخاصة بالنساء وكان آخر إصداراتها، "أثر الأزمات والكوارث الكبرى على النساء والفتيات في الوطن العربي".
وعلى هامش الندوة التي أعدتها المنظمة خلال فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 23 حاورت وكالتنا مدير وحدة الدراسات والنشر والإعلام بمنظمة المرأة العربية هند الشلقاني، التي عرفتنا أكثر على النشاط البحثي للمنظمة خلال العام الماضي فضلاً عن عرض جانب من تفاصيل أحدث إصداراتها.
ناقشتم خلال الندوة التي أقيمت بمعرض الكتاب محاور آخر اصداراتكم الذي يبحث تأثير الكوارث على النساء والفتيات في البلدان العربية، ما سبب إعداد تلك الدراسة وأبرز محاورها؟
شاهدنا كيف أثرت أزمة كورونا على مختلف نواحي الحياة والإصدار الأخير جاء من وحي تلك الأزمة وتداعياتها على المنطقة العربية وخاصةً النساء والفتيات، خاصةً أنهن أكبر فئة تعرضت لأعباء وخسائر.
وما لفت نظرنا جراء تلك الأزمة حقيقة وضع النساء في مواجهتها الذي بدا أكثر هشاشة، مما استدعى العمل على دراسة تلك الأوضاع وأبعادها، والوصول لآليات تمكينهن الذي اتضح أنه لا يحقق المأمول على أرض الواقع، وهذا الخلل جعلهن أقل قدرة على المواجهة والصمود.
أما عن الدراسة الأخيرة فهي تناقش أثر الأزمات العالمية الكبرى على النساء والفتيات في المنطقة العربية وتلك الأزمات مصنفة إلى اقتصادية، وكوارث طبيعية، ومنها أزمة كورونا، والنزاعات المسلحة، وما ينتج عنها من مشاكل النزوح واللجوء وغيرها من النتائج الكارثية، كما أنها تجمع بين الشق النظري والتطبيقي.
وفي النهاية وقفت منظمة المرأة العربية من خلال دراستها على مجموعة من التوصيات حول كيفية عمل خطط استباقية لمواجهة الأزمات، بما يحقق شمول جميع الفئات في عمليات الدعم والإغاثة من أي أزمة أياً كان نوعها فضلاً عن الأدوات التي تمكن النساء من المواجهة والتجاوز أيضاً.
حدثونا عن العمل البحثي في المنظمة وأبرز الاصدارات التي عملتم عليها مؤخراً؟
منظمة المرأة العربية لم تتوقف عن العمل البحثي بل إنها توليه اهتمام كبير خاصة خلال العام الماضي فقد قامت بعمل نشاط بحثي كبير تنوع بين كتب علمية وأوراق بحثية وأوراق سياسات عامة حول المرأة.
أما عن نماذج الإصدارات التي خرجت مؤخراً فقد كان منها كتاب المرأة والفن والإعلام والذي تمت من خلاله مناقشة فكرة محاربة الثورة النمطية ضد المرأة، وسبل إحداث تغيير ثقافي ومجتمعي تجاهها من خلال الفن والإعلام والأدب.
كما قمنا أيضاً بعمل أوراق سياسات في عدد من المجالات كتلك التي ناقشت كيفية إدماج النوع الاجتماعي في السياسات الزراعية، فضلاً عن العمل على توفير أدلة إرشادية في عدد كبير من المجالات المتماسة مع المرأة وكان من بينها على سبيل المثال توجيه المعلمين والمعلمات للعمل على ترسيخ فكرة المساواة وعدم التمييز داخل العملية التعليمية بوجه عام.
هل تقتصر الدراسات والإصدارات على الباحثين في منظمة المرأة العربية أم أنكم تتعاونون مع شركاء خارج إطارها؟
منظمة المرأة العربية تنفتح دائماً على التعاون مع شركاء آخرين ولكن الأمر يحدده موضوع الدراسة ومجال البحث المرغوب في إعداده وعلى هذا الأساس يتم تقدير الموقف ومن ثم اختيار الجهة التي تضيف لعملنا.
وعلى سبيل المثال نعمل في ملف التنمية الزراعية والريفية بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، وفي بعض الموضوعات نتعاون مع منظمات أخرى كمنظمة التنمية الإدارية، ومنظمة العمل، وغيرها من المنظمات العالمية أيضاً.
كما أن هناك تعاون أساسي مع منظمة "المرأة الجديدة" في عدد من المشروعات ومنها مشروع "الكوتا"، الخاص بالعمل على تحديد حصص للنساء، مستهدفين تشجيعهن على المشاركة السياسية.
ما هو حجم مشاركة المرأة في مجال البحث والكتابة والإبداع بشكل عام؟
ما يثار حول التواجد العددي للنساء أمر غير منصف إلى حد كبير وإن كان نسبياً يحدث، فهناك بالفعل نقص كمي في حضور المرأة نظراً للمهام والمسؤوليات متعددة الأبعاد التي تلقى على كاهلها داخل الأسرة ولكنها موجودة وتفرض حضورها في العمل الإبداعي.
وقد ارتفع معدل مشاركة النساء في الكتابة والبحث والمجال الإبداعي بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة إلى أن الحضور الكمي لازال غير محققاً للمأمول حتى الآن.
وهذا العام هناك بعض الجوائز الأدبية المرموقة في البلدان العربية على مستوى الأدب والترجمة فازت بها نساء، ويمكننا القول إن المرأة تفرض وجودها كيفياً، ولكنها متراجعة عددياً مقارنة بالرجل نتيجة الأعباء التي تتحملها.
تعاني النساء في مختلف الدول من العنف بأشكال متعددة... فكيف تعاطت منظمة المرأة العربية مع هذا الملف على وجه التحديد؟
للأسف تجربة الوباء أثبتت زيادة معدل تعرض النساء للعنف حول العالم نتيجة الضغوط الاجتماعية التي حدثت في فترات الإغلاق وتداعياته الاقتصادية، وهناك برنامج كبير لمواجهة العنف ضد المرأة تعمل عليه المنظمة من خلال الدراسات وعمليات التوعية الموجهة للجهات المعنية بالتعامل مع الناجيات من العنف.
وفي الوقت الحالي نتطلع لدراسة ترصد أشكال العنف وسبل مواجهتها وستكون على المستوى العربي وبها دراسات حالة موسعة وهي مازالت في البداية ولكننا نتمنى أن نصل من خلالها إلى نتائج يمكن تحويلها لاستراتيجية أو قانون على مستوى المنطقة.