حنان محمد تروي كيف سرقت الألغام فرحتهم بالتحرير

بالرغم من مرور ستة أعوام على تحرير مدينة منبج شمال وشرق سوريا إلا أنه في كل منزل جرح لا يلتئم.

سيبيلييا الإبراهيم

منبج ـ قبل طردهم من مدينة منبج بشمال وشرق سوريا استطاع مرتزقة داعش زرع الألغام لتحصد أرواح الكثيرين وتحرم الأهالي من فرحة النصر.

أعلن مجلس منبج العسكري عن حملته العسكرية لتحرير المدينة في الأول من حزيران/يونيو 2016، وبعد 73 يوماً تمكنت القوات العسكرية من القضاء على المرتزقة وتحرير المدينة.

منهن من قتل أبنائهن وأخريات فقدن أزواجهن قبل وبعد التحرير أيضاً مما جعلهن تفقدن فرحة التحرير، هذا حال نساء مدينة منبج كما تصفه حنان محمد التي قالت إن التحرير كان حلم أهالي المدينة وخاصةً النساء لكن العديد من العائلات لم تفرح به لأنها فقدت عزيزاً.

حنان محمد إحدى المتضررات من سيطرة داعش على مدينة منبج، ففي أول يوم من التحرير قتل زوجها بلغم زرع في منزلهم، وقالت "شهدت المدينة قصفاً عنيف بالطائرات على مواقع للجيش الحر، وبعد أن سيطر مرتزقة داعش على المدينة بدأوا بفرض قوانينهم على النساء ومنعوا الرجال من قص لحاهم، وانعدمت فرص العمل مما زاد أوضاعنا المعيشية سوءاً".

وأضافت "ارتكبوا جرائم بحق أهالي المدينة فرأينا لأول مرة في حياتنا مشاهد قصاص، كانت تجري في الأماكن العامة وبشكل يومي تعلق الرؤوس على الدوارات، ويصلب أشخاص أبرياء"، مشيرةً إلى الحرب النفسية التي مارسها المرتزقة بحق عوائل الضحايا "تركوهم يشاهدون جثث أبنائهم دون القدرة على دفنها... يبقونهم معلقين لأيام وتؤخذ بعدها الجثث بسيارة البلدية وترمى في أماكن بعيدة عن المدينة".

 

"لم يدعوا فرحتنا بتحرير منبج تكتمل"  

داعش استخدم أهالي منبج كدروع بشرية كما تقول حنان محمد "في يوم تحرير منبج انسحب المرتزقة وأخذوا معهم عدداً كبيراً من الأهالي لتأمين خروجهم، وفي ذلك الوقت عاد زوجي إلى المنزل لكي يتفقد الأوضاع ويتأكد من عدم وجود ألغام لنعود بأمان إلى منزلنا، لكن أحد الألغام التي زرعها المرتزقة انفجرت به وأصابته بجروح بليغة، وتم نقله إلى كوباني ليتلقى العلاج، لكنه فقد حياته عند وصولهم إلى جسر قرقوزاق".

"لم تكن منبج إلا مدينة أشباح"، هكذا وصفتها حنان محمد قائلةً إنه "لو كان فيها أطباء ومشافي لما فقد زوجي حياته كان هنالك أمل في إنقاذه".

قتل عدد من أقاربها أيضاً ومن بينهم ابن خالتها الذي يبلغ 20 عاماً بعد أن اتهمه داعش بتصوير المكان الذي استهدفته إحدى الطائرات، واعتقل لأكثر من شهرين ثم صدرت بحقه عقوبة القصاص "كانت والدته تسأل عنه باستمرار وتجلس أمام السجن تبكي وتطالب بالأفراج عنه فكانوا يخبرونها أنهم سيطلقون سراحه بأقرب وقت، لكن في نهاية المطاف صدمت برؤيته مقتول ومعلق على الدوار".    

وأضافت "عشر أشخاص من عشيرتنا قتلوا بينهم 4 أطفال أعمارهم تتراوح بين 13 و14 عاماً، أنفجر بهم لغم أرضي، بالإضافة لخال زوجي وابنه اللذين فقدا حياتهما أيضاً إثر انفجار لغم في منطقة السبع بحرات، وفقدت شقيقي علي محمد، وخالي حسن حمود إثر استهدافهم بالقناص قبل تحرير المدينة بأسبوع".

وأضافت "كنت أقول تحررنا وانتهى داعش لكن لم أتوقع أنهم لن يدعونا نفرح بتحرير مدينتا، وفاة زوجي أنستني فرحة التحرير، وسرقت من الكثيرين هذه السعادة، منهم من فقد منزله ومنهم من فقد أبنائه بالألغام".

وفي ختام حديثها طالبت حنان محمد بمحاكمة مرتزقة داعش المعتقلين لدى قوات سوريا الديمقراطية "نطالب بمحاكمتهم على كافة جرائهم بحقنا، فهم ولا يعرفون من الدين شيء أتوا باسم الإسلام، وأذاقونا الويلات".