حملة لإغاثة أهالي غزة تنطلق من مختلف المناطق اللبنانية

في ظل المآسي والظروف الصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بعد مرور نحو شهر على بدء الهجمات بادرت مجموعة من الشباب/ات لمساندة الأهالي النازحين وتقديم المساعدات لهم.

سوزان أبو سعيد

بيروت ـ في ظل تعتيم إعلامي ممنهج، ومزدوج المعايير لما يحصل من إبادات في غزة، وشح في التحركات في الشارع اللبناني، نتيجة التهديدات التي تنتهجها إسرائيل جنوباً، ظهرت مبادرة شبابية لإنقاذ غزة، معظم أفرادها من النساء، بهدف جمع التبرعات والمساعدات لإنقاذ شعب غزة، ومساعدة النازحين في جنوب لبنان.

مع نزوح ما يناهز عن مليون وستمئة ألف شخص في غزة إلى جنوب القطاع وفقاً لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، حيث يعيش حوالي 748,000 منهم في 151 منشأة تابعة لها في أنحاء القطاع، بما في ذلك 588,000 في ملاجئ الوكالة في جنوب غزة، وسط أوضاع صحية وحياتية صعبة للغاية، ومع تجاوز عدد النازحين في جنوب لبنان المئة ألف شخص من الشريط الحدودي إلى المناطق اللبنانية المختلفة، ظهرت مبادرة شبابية، تسعى لتأمين المساعدات عبر تبرعات عينية ومادية، وبهدف تخفيف معاناة النازحين في البلدين الشقيقين.

رئيسة جمعية شبابيك فاتن الزين، وهي إحدى عضوات المبادرة قالت لوكالتنا "ما يحصل في غزة دفعنا للقيام بأي شيء لإغاثة أهلنا في غزة، حيث قمنا بإطلاق هذه المبادرة، وهي "حملة الشباب اللبناني لإغاثة غزة والجنوب"، بدأنا بوضع الخطة وما يجب علينا القيام به، وأين ومن الأشخاص الذين عليهم القيام بهذا العمل، والحاجات الملحة لأهلنا في غزة، للعمل بشكل ممنهج لتأمينها".

وأوضحت أنه "على أساس الحاجات المطلوبة والظروف والحالة التي يعانون منها، نحضر قائمة لمساعدة أهلنا في غزة، مثل أنواع العلاجات المطلوبة، والمساعدات العينية سواء الطبية، الغذائية، الصحية وغيرها، مع الأخذ بعين الاعتبار حاجات النساء في غزة، حيث تعاني من ظروف خاصة جداً".

وأشارت إلى مبادرات سابقة شاركت بها جمعية شبابيك "تخلق المبادرات بسبب حاجات معينة، علمنا على عدة مبادرات منها خلال الأزمة الاقتصادية وأزمة كورونا، ثم بعدها كارثة انفجار مرفأ بيروت، والزلزال في سوريا، وقد عملنا معاً ضمن مجموعة الأشخاص نفسها، وهو الهدف ذاته بالوقوف مع أهلنا في سوريا أو في لبنان أو في فلسطين، وهي مبادرات مستمرة، على أمل أن نصل يوماً ما إلى هدف، بألا نقوم بأي مبادرات".

 

 

وقالت الناشطة السياسية والاجتماعية والبيئية من مبادرة "وعي" مريم بلال "حملة إغاثة غزة بدأت منذ الأيام الأولى للهجمات، مع استمرار القصف الذي يطال النساء والأطفال وكل مظاهر الحياة في القطاع، قمنا بتنظيم أنفسنا على شكل مجموعات، بداية قمنا برصد الحاجات الأساسية لأهلنا في غزة وأعددنا قائمة بها، ونحن نتواصل الآن مع جهات غير محلية ومع ناشطين في بعض الدول لنتمكن من إيصال المساعدات".

وأوضحت "بدأنا هذه المبادرة بعنوان إغاثة أهلنا في غزة، لكن تطور الأحداث، دفعنا إلى أن نكون موجودين على الأرض اللبنانية لجمع المساعدات لأهلنا النازحين، فالقرى القريبة من الشريط الحدودي، أصبحت فارغة فاضطررنا إلى أن نكون إلى جانب العائلات التي توزعت في أماكن عدة، ونساعدها في ما نحن قادرون على تأمينه، وقد كان هناك تجاوب وتكاتفت كبير بين الأهالي كل حسب قدرته"، مشيرة إلى أنه "جهودنا لا تزال فردية ونتمنى أن يتوسع هذا المجهود ليغطي كل لبنان، فهناك نازحون على كافة الأراضي اللبنانية، وجميعهم بحاجة لأن نكون إلى جانبهم، وليس في مجال الدعم المادي فحسب، فهم أيضا بحاجة إلى دعم معنوي".

 

 

 

ومن جانبها  قالت الصحفية والناشطة البيئية والاجتماعية فاديا جمعة، والمنسقة للمبادرة في مدينة صور، جنوب لبنان "مع غياب القرارات الدولية لوقف الإبادة الجماعية، وعملية التهجير وتضييق الحصار على أهلنا في غزة، والمشهد نفسه نراه من عدوان وحشي، وإن كانت حدته أقل على قرى الجنوب، ولكن لا يمكننا اليوم أن نستهين بأعداد النازحين من القرى الجنوبية إلى مناطق عدة من لبنان، والذين هم بحاجة لمساعدة ووقفة إنسانية، ولذلك، وكمجموعة كان لا بد اليوم من العمل على إطلاق مبادرة تحت اسم حملة الشباب اللبناني لدعم غزة وجنوب لبنان".

وأوضحت "هذه المبادرة ليست الأولى من نوعها، إذ سبق وتحركنا خلال أزمة "كورونا" والأزمة الاقتصادية وانفجار مرفأ بيروت والزلزال في سوريا، وأطلقنا مبادرات لكل حاجة في وقتها، وتجدر الإشارة إلى أن المجموعة التي تضم ناشطين وعددا لا يستهان به من ناشطات ونساء فاعلات في المجتمع اللبناني، من حقوقيات وإعلاميات وبيئيات وناشطات اجتماعيات وغيرهن، وكل مرة، هذه المجموعة تكبر ويزداد عدد المنضمين إليها، وتتمكن من إيصال الصوت وجمع التبرعات وتؤدي الغرض من إطلاق المبادرة، والمهم أن العدد يزداد ليشمل متطوعين من مختلف أطياف المجتمع في كل المناطق اللبنانية".

وأضافت "تم رصد الاحتياجات والأولويات الأساسية لأهلنا في غزة والجنوب، وخاصة النساء والأطفال، والذين يعانون من ظروف مأسوية مع استمرار الهجمات، واليوم تم التبرع بمراكز في مختلف المناطق اللبنانية لتجميع المساعدات، فضلاً عن إنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ومجموعة عبر تطبيق "واتساب"، ووضع أرقام ساخنة للاتصال والتبرع، كحملة نجد أننا نقوم بواجبنا، ومهما كان حجم المساعدات التي من الممكن جمعها، والتبرع بها والتي نستطيع إيصالها، ستكون خجولة ولا تساوي شيئاً أمام تضحيات الشعب الفلسطيني واللبناني وأهلنا النازحين من الجنوب اللبناني، وأمام مأساتهم وحجم خسارتهم، وحجم الفقد الذي يعيشون فيه".

ووجهت فاديا جمعة رسالة إلى العالم قالت فيها "غزة اليوم بحاجة إلى وقفة إنسانية، فالشعارات والمبادئ، التي تتعلق بحقوق الإنسان والمرأة والطفل، والتي كان العالم يتغنى بها وخصوصاً العالم الغربي، لنكتشف أنها كلام فارغ يخلو من معناه".