حملة المناهضة... الانتفاض ضد الأحكام الديكتاتورية وحماية المرأة

تدعو الحملة التي أطلقتها العديد من التنظيمات النسوية تزامناً مع اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، للانتفاضة بوجه ذهنية الرجل المهيمن وأحكام وقوانين الدولة الديكتاتورية، للوصول إلى مجتمع ديمقراطي بريادة المرأة الحرة.

يسرى الأحمد

الرقة ـ قالت منسقيه مجلس تجمع نساء زنوبيا ميادة الأحمد إن قرن الواحد والعشرين قرن حرية المرأة ما ضاعف من تعرضها لأشكال عديدة من العنف السياسي والاجتماعي من قبل الدول السلطوية الحاكمة.

تزامناً مع اقتراب اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة أعلنت منصة الفعاليات المشتركة للحركات والتنظيمات النسوية بإقليم شمال وشرق سوريا، في العاشر من تشرين الأول/نوفمبر الجاري عن بدء برنامج حملة موسعة من الأنشطة والفعاليات المختلفة لمناهضة العنف ضد المرأة تحت شعار "بفلسفة المرأة، حياة، حرية احمي ذاتكِ" وينتهي البرنامج في الخامس والعشرون من الشهر ذاته.

وحول برنامج الحملة قالت منسقية مجلس تجمع نساء زنوبيا ميادة الأحمد "تزامناً مع اقتراب اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة أعلنا عبر بيان عن بدء برنامج حملة موسعة تتضمن فعاليات وأنشطة في كافة المدن والأرياف إلى جانب عقد ندوات حوارية واجتماعات وإلقاء محاضرات توعوية للنساء لتعريفهن بهذا اليوم وتوعيتهن ودفعهن لمناهضة كافة أشكال العنف ضدها، كما خصصنا العديد من المحاضرات والفعاليات للرجل كونه الطرف الذي يمارس العنف ضد المرأة ويجب توعيته بمخاطر هذا العنف على المرأة والطفل والمجتمع كون المرأة تشكل نصف المجتمع والمربي للنصف الأخر، فعندما تكون حرة هذا يعني أن المجتمع سيكون حر".

وحول الهدف من إطلاق الحملة لفتت "جاءت في إطار الحاجة الضرورية في ظل ما تتعرض له المرأة، فقرن الواحد والعشرين عُرف بقرن حرية المرأة الأمر الذي ضاعف العنف عليها وجعلها مستهدفة من قبل ذهنية الرجل المهيمن والدول الرأسمالية الديكتاتورية التي تخشى من قوة إرادة المرأة الحرة، لذا فإن المرأة مُحاربة فكرياً وجسدياً الذي يتمثل بالعنف الأسري وهو الاعتداء الجسدي أو اللفظي من قبل الأسرة أو الزوج إضافة إلى العنف الاجتماعي الذي فرض العديد من المفاهيم والعادات والتقاليد البالية التي عملت جاهدة على قمع وتهميش دور المرأة وسلبها كافة حقوقها".

وعن العنف السياسي على المرأة أكدت ميادة الأحمد "تتعرض لهذا الشكل من العنف فعلى جغرافية الشرق الأوسط تتعرض لأحكام وقوانين تعسفية تفرضها العديد من الدول أبرزها العراق تَمثلَ بتعديل قانون الأحوال الشخصية الذي لا يحمي حقوق المرأة ليخدم مصالح الرجل، بالإضافة لإيران وليبيا وفرض طالبان قيود قاسية على المرأة منها إلزامية ارتداء الحجاب واللباس الشرعي واستهدافات واغتيال السياسيات من قبل الدول المعادية لحرية المرأة".

وعن سياسة الاحتلال التركي أوضحت إنه "يتبع سياسة ممنهجة بتصعيده العسكري واستهداف المنشآت الحيوية في المنطقة والتي أدت إلى مقتل ثلاث عاملات، الاحتلال التركي يعمل بنظام الذهنية الديكتاتورية التي تسعى لكسر إرادة المرأة القوية، إضافة إلى أساليب الحرب الخاصة من خلال استغلاله وسائل التواصل الاجتماعي وتشويه صورة المرأة ونشر المخدرات في مناطقنا".

وعن العنف الذي تتعرض له المرأة في الحروب أكدت أنه "في الحروب تدفع النساء الفاتورة الأكبر، كما نرى المرأة اليوم تتعرض انتهاكات تتمثل في جرائم القتل والاغتصاب والتهجير القسري كما في الحرب الدائرة في غزة والاستهدافات التي تطال لبنان".

وحول أهمية الحملة ومساهمتها في مناهضة العنف ضد المرأة لفتت "تأتي هذه الحملة في إطار الإشادة بنضال ومقاومة المرأة الحرة التي لم ترضخ لأحكام الاستغلال والتمييز من قبل الرجل المهيمن، وتعريف المرأة بحقوقها وتوعيتها لتضع حداً للعنف الممنهج ضدها، ولكي تتمكن من حماية نفسها وأطفالها لبناء أسرة ومجتمع أخلاقي ديمقراطي حر".

وأكدت ميادة الأحمد أن "المنطقة تشهد قفزة تاريخية لم تشهدها من قبل على عكس الأنظمة السابقة التي لم تسمح للمرأة التعرف على هذا اليوم والاحتفاء به كونه يوم يظهر مدى نضال وكدح المرأة العاملة التي انتفضت في وجه الظلم، حيث تستطيع في ظل هذا اليوم إعلاء صوتها والمطالبة بحقوقها ومناهضة أشكال العنف والاستغلال".

وعن خلفيات إطلاق الحملة بينت "تعتبر الحملة بمثابة رسالة تأكيد على أننا مستمرين على درب النضال والكفاح الذي انطلق من الأخوات الثلاث لميرابال باتريسيا وماريا وأنطونيا، بدورنا كحركات وتنظيمات نسوية نعتبر مظلة تحمي المرأة وتدافع عن حقوقها ونسعى جاهدين ليس فقط في هذا اليوم بل في كل يوم، لمناهضة كافة أشكال العنف ضد المرأة، وأنشطتنا مستمرة طالما هناك رجل مهيمن ولن تتوقف حتى تحقيق العدالة والمساواة للمرأة وتحريرها من هيمنة وعنف الرجل وأحكام وسياسة الدول القومية".

وأكدت "لن نرضخ لتلك الأحكام الجائرة ولن نرضى بالعنف والاستغلال الذي تتعرض له النساء، سنوحد صفوفنا وسنرفع صوتنا وشعاراتنا بكفى عنف وظلم واستغلال بحق المرأة، مقاومة المرأة الحرة مستمرة وسنسير على خطى شهيداتنا اللواتي بفضل تضحياتهن تمكنا من التحرر من ذهنية الرجل والتخلص من عبوديته وتأسيس مظلات نسوية للدفاع عن كل امرأة معنفة ومضطهدة".

ولفتت ميادة الأحمد إلى أن ما ميز برنامج الحملة لهذا العام "في كل عام نقوم بإطلاق حملة لكن هذه الحملة تتميز بتنوع الفعاليات التي ستمنح أساليب مناهضة العنف آثار إيجابية وفعالة، فهناك اندفاع كبير للمرأة تجاه الحملة حيث توليها اهتماماً كبيراً وذلك بتعزيز وتفعيل مشاركتها ضمنها".

ودعت في نهاية حديثها "على جميع نساء العالم إلى التلاحم والتكاتف وتوحيد صفوفهن وصوتهن للوقوف والانتفاض في وجه الأنظمة الاستبدادية والرجل المهيمن، وعدم الخضوع لعبوديته ورفض كافة أشكال العنف، وبقوة وإرادة المرأة الحرة ستتحرر كل نساء العالم".