حماية الأطفال ورعايتهم أسمى أهداف جمعية "الكرم"

تكرس جمعية ‫"‬الكرم‫" التي تأسست في عام 1997 خدماتها لحماية ورعاية الأطفال في وضعية صعبة.‬‬‬‬

رجاء خيرات

المغرب ـ ‫ تعد كريمة مكيكة أحد الأصوات النسائية المغربية التي تهتم بالأطفال في وضعية صعبة‫. وهي رئيسة جمعية ‫"الكرم‫" التي تقدم الخدمات الاجتماعية للأطفال وتعمل على إدماجهم في المجتمع.

قلقها الدائم على الأطفال الذين يعيشون في وضعية إهمال دفعها للتفكير في تأسيس جمعية تعنى بهذه الفئة، فكان ميلاد جمعية ‫"الكرم‫" عام 1997 بمدينة أسفي ‫(جنوب غرب المغرب‫) كمحطة أولى، ثم مدينة مراكش في عام 2004، لتصبح الجمعية ذات طابع وطني، حيث حصلت على المنفعة العامة في عام 2001‫.

 

الطفولة مسؤولية الجميع

منذ تأسيسها قبل 25 سنة، تعمل جمعية ‫"الكرم‫" على حماية ورعاية الأطفال في وضعية صعبة، وإعادة إدماجهم داخل المجتمع، من خلال التأطير والمواكبة، فضلاً عن أنها تعمل على تطبيق وتنفيذ كل المواثيق والمعاهدات الدولية الخاصة بالأطفال وتحديداً اتفاقية حقوق الطفل‫.

وعن ذلك قالت رئيسة جمعية "الكرم" كريمة مكيكة لوكالتنا "الأطفال مسؤوليتنا جميعاً، سواء تعلق الأمر بالمؤسسات العمومية، والمجتمع المدني وكذلك الأسرة، وباعتبار أن  الأطفال هم الفئة الأكثر تعرضاً لكل أشكال العنف، سواء للفظي أو الجسدي أو الجنسي، ومن أجل محاربة كل الظواهر والسلوكيات التي تمس بحقوق الطفل (البيدوفيليا، الاغتصاب، العنف)، و باعتبار الأطفال هم رجال الغد، رأيت أنه من واجبنا حمايتهم ورعايتهم".

 

مركزان للإيواء

ولأن أغلب الأطفال الذين يعيشون وضعية إهمال هم بدون مأوى، وفرت لهم الجمعية مركزين للإيواء بكل من مدينتي مراكش وأسفي ‫(جنوب البلاد‫) بطاقة استيعابية تفوق الـ100 طفل تتراوح أعمارهم ما بين 6 و 17 سنة للجنسين.

وأوضحت "‫هذه المراكز هي مؤسسات للرعاية الاجتماعية خاضعة للقانون ‫(05-14‫) حيث يتم استقبال الأطفال بالتنسيق بطبيعة الحال مع قضاة الأحداث وكذلك النيابة العامة".

وأضافت "يعمل بهذه المراكز حوالي 50 إطاراً اجتماعياً وإداريين ومساعدين اجتماعيين وفريق تربوي وقسم المحاسبة، بالإضافة إلى بعض المتطوعين من أطباء، وأخصائيين نفسانيين‫. كما تعمل هذه المراكز طوال اليوم، وتسهر كل الأطر العاملة على حماية ورعاية الأطفال من خلال وضع مشروع الحياة الخاصة بكل طفل مع تقديم كل أشكال الدعم والمواكبة"‫.

 

تقديم خدمات الاجتماعية

منذ إنشائها لجمعية ‫"الكرم‫" وكريمة مكيكة تسعى إلى تقديم خدمات اجتماعية لفائدة هذه الفئة، كما تعمل على مواصلة الترافع على قضايا الطفولة داخل الهيئات الوطنية والدولية، فضلاً عن إخراج قانون الأسرة المستقبلي والترافع من أجل تبسيط المساطر الإدارية والقانونية لكفالة الأطفال في وضعية إهمال‫.

كما تقدم الجمعية لهؤلاء الأطفال مجموعة من الخدمات الاجتماعية، فإلى جانب الاستقبال والإيواء، هناك الإدماج المدرسي، سواء في التعليم النظامي أو غير النظامي، وكذلك المواكبة الإدارية والقانونية مثل التسجيل في الحالة المدنية، بالإضافة إلى المواكبة الطبية والنفسية‫.

 

الدعم المدرسي والإدماج في سوق العمل

تعمل الجمعية في إطار العناية بالحياة الاجتماعية لهذه الفئة، وعلى إدراج الأنشطة الموازية كالرياضة والمسرح والرسم والموسيقى، وتنظيم الاحتفالات الترفيهية بالإضافة إلى المخيمات الصيفية، نظراً لما تمثله هذه الأنشطة في الارتقاء بالحياة الاجتماعية لهؤلاء الأطفال ومساعدتهم في الاندماج في المجتمع‫.

أما بالنسبة للأطفال الذين تجاوز عمرهم  17 سنة، فالجمعية قامت ببناء مركز للتكوين المهني بالتدرج في إطار مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ‫(برنامج حكومي لدعم مشاريع اجتماعية‫)، بحيث تستقبل هؤلاء الأطفال من أجل التكوين المهني في مختلف المجالات (الإعلاميات، مهن الطبخ والحلويات، الحلاقة والتجميل) بالإضافة إلى حصص في التنمية الذاتية و‫"الكوتشينغ‫" وتبقى الغاية الأسمى هي إدماج هؤلاء الشباب في سوق العمل.