هجمات الاحتلال التركي تهدد مصدر رزق العوائل في الشهباء
قصف الاحتلال التركي لمقاطعة الشهباء يهدد مصدر الرزق الوحيد لدى أهالي الشهباء ومهجري عفرين بشمال وشرق سوريا.
فيدان عبد الله
الشهباء ـ العمل في الأراضي الزراعية وجني المحاصيل يعتبر مصدر الزرق الوحيد لدى الكثير من مهجري عفرين في الشهباء بشمال وشرق سوريا وكذلك لدى أهالي المنطقة الأصليين، واستهداف العاملين في الأراضي الزراعية من قبل الاحتلال التركي شكل حالة من الهلع والتوتر.
بعد ما خسر أهالي عفرين رزقهم وممتلكاتهم وأراضيهم جراء تهجيرهم من مناطقهم عام 2018 يعتمدون في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة على الزراعة لتأمين لقمة العيش مع أهالي مقاطعة الشهباء، لكن الاحتلال التركي يستمر باستهدافهم بشكل يومي.
وأسفر هذا القصف العشوائي عن وقوع ضحايا من المدنيين العاملين في الأراضي الزراعية منهن الفتاة فهيمة رشو البالغة من العمر 17 عاماً وإصابة 6 نساء أخريات بينهن قاصرات وذلك على أطراف ناحية تل رفعت وقرية الشيخ عيسى، وأدت هذه الواقعة لزرع الخوف في نفوس الأهالي ليتحاصروا ما بين خطر الموت وعدم توفر مصدر رزق.
وحول ذلك قالت غالية بيرم إحدى النساء العاملات في الأراضي "عددنا ما يقارب 40 إلى 50 عاملة نجتمع كل يوم رغم أن الاحتلال التركي يستهدف المدنيين العزل بشكل يومي"، معتبرةً أنه "إذا استمر القصف سيؤدي ذلك للمزيد من المجازر".
وأضافت "قبل تهجيرنا من عفرين كنا نعيش من خيرات أراضينا كزراعة الخضروات والفاكهة، وحتى العوائل التي لا تملك عمل كانت حياتهم مؤمنة من جميع جوانبها، لكن الاحتلال التركي نهب جميع أموالنا وممتلكاتنا، وأصبحنا مجبرين على العمل في الزراعة".
ومن جهتها قالت العاملة شيراز شيخو "نتوجه كل يوم للعمل في الأراضي رغم تعرض القرى المتاخمة للقصف وسقوط عشرات القذائف، فقبل عدة أيام أسفر ذلك القصف عن إصابة عدداً من العاملين/ات وأمام عيوننا ولو كانت القذيفة قريبة عدة خطوات أخرى لكانت وقعت مجزرة"، مبينةً أن ما يجبرهم على المخاطرة أن ليس أمامهم خيار آخر غير العمل في الزراعة.
"نعمل وسط جبهة مندلعة"
وأوضحت دجلة محمد "نعمل وسط جبهة مندلعة بقصف الاحتلال التركي على مدار الساعة، ونحن على يقين أن الاحتلال يسعى من خلال هذه القذائف لإبعادنا عن قضيتنا وإصرارنا على تحرير أرضنا لذا سنبقى نقاوم مهما كلفنا الأمر".
وأضافت "الكثير من الشابات اللواتي تعملن الأن في الأراضي الزراعية، كان يجب أن يكن صاحبات خبرة في مجال ما أو تكملن تعليمهن ألا أن الاحتلال التركي سلب كل حقوقهن".
"نعمل وسط اتخاذ التدابير اللازمة"
وأشارت لطيفة علي إلى أنها أم لـ 8 أبناء من بينهم اثنان من ذوي الاحتياجات الخاصة وزوجها مسن لا يتمكن من العمل "بعد نزوحنا زادت معاناتنا أكثر وبات العمل في الأراضي الزراعية في الوقت الراهن هو مصدر رزقنا الوحيد، لكنه أيضاً أصبح مهدداً مع استمرار القصف التركي".
وأوضحت "رغم الخوف والتوتر الذي يسيطر علينا في وقت تعم فيه أصوات سقوط القذائف وتحليق الطائرات المسيرة فوق رؤوسنا إلا أننا مجبرون على المخاطرة للعيش، ونقوم باتخاذ التدابير اللازمة وننظم أنفسنا وسطر ظروف الحرب".