هذه الإجراءات تحمي المرأة الحامل من خطر الوفاة بكورونا

لطالما كان على المرأة الحامل أن تتخذ إجراءات وقائية لحماية نفسها وجنينها من الأمراض، ومع ظهور فيروس كورونا تبيّن أن الوباء يشكّل خطراً على حياتها بعد أن أودى بحياة عدد من النساء

كارولين بزّي
بيروت ـ وشكلّ خطراً على حياة أخريات، توجب زيادة الإجراءات الوقائية.
 
"فيروس كورونا أشد خطورة على الحامل"
في لقاء مع وكالتنا وكالة أنباء المرأة تقول الطبيبة النسائية علا ضاهر "المرأة الحامل ليست عرضةً للإصابة بوباء كورونا أكثر من غيرها ولكنها عرضة أكثر لمخاطر الفيروس".
وعن تأثير فيروس كورونا على المرأة الحامل تقول "في البداية قيل أن تأثير الفيروس على المرأة الحامل هو نفسه على أي فرد آخر، ولكن اكتشفنا لاحقاً أن عوارض الوباء على الحامل أشد خطورة من الآخرين، إذا أصيبت المرأة في بداية حملها في الغالب تكون العوارض خفيفة، ولكن في حال كانت في مراحل متقدمة من الحمل، أي في الشهر السابع وما فوق فالأمر يصبح أكثر خطورة، لأن هناك تغييرات فيزيولوجية تطرأ على جسمها، مثل فقر الدم وزيادة نسبة المياه في الجسم وضعف المناعة، كما أنها معرّضة لأمراض الضغط والسكري وزيادة الوزن وكلها عوامل تساعد في زيادة خطورة العوارض".
"أصبحت المرأة الحامل من ضمن الفئات الأكثر عرضة للخطر مثل المصابين بأمراض مزمنة كالربو والسكري والضغط والقلب" تقول علا ضاهر، وتضيف "لذلك بتنا نشدد على أن المرأة الحامل يمكن أن تواجه عوارض خطيرة تؤثر عليها وعلى جنينها في حال لم تلتزم بالإجراءات الوقائية اللازمة لتجنب الإصابة بفيروس كورونا". 
 
"ذوات الوزن الزائد أكثر عرضة للخطر" 
وعن كيفية تجنب المرأة خطر الإصابة تقول علا ضاهر "لغاية اليوم لا يوجد علاج للفيروس، ولكن هناك بروتوكولات علاجية تعتمدها دول العالم، ولكن كي تتجنب الخطر عليها التزام التباعد الاجتماعي والتعقيم ووضع الكمامة وعدم الاختلاط بأحد وحتى عدم الخروج من المنزل إلا في حالات الضرورة، وفي حال كانت عاملة عليها أخذ اللقاح. كذلك عليها الاهتمام بصحتها والمحافظة على وزنها لأن ذوات الوزن الزائد أكثر عرضة للخطر واعتماد نظام غذائي صحي يساعد على تقوية جهاز المناعة".
وتتابع "كما أننا ننصحهن بالمتابعة الدائمة معنا، ففي السابق كنا نطلب من الحامل أن تتناول دواءً معيناً وأن ترتاح ولكن الآن نطلب منها أن تبقى على تواصل معنا كأطباء". 
وعن دور الأطباء في مساعدة المرأة الحامل تقول "مؤخراً، أصبح الأطباء والممرضات والقابلات يزرن الحوامل لمعاينتهن ومتابعة وضعهن الصحي في حال إصابتهن بالوباء، وذلك بالتنسيق بين خلايا الأزمة التي شكلتها البلديات في لبنان ونقابة الأطباء، وعندما نجد أن حالة المريضة بدأت تسوء نقوم بإدخالها مباشرةً إلى المستشفى، وبالتأكيد لها الأولوية بإيجاد سرير لها في المستشفى".
 
"لا يجوز للحامل أن تتلقى علاج كورونا في المنزل"
وتشدد علا ضاهر أن على الحامل ألاّ تستهتر بعوارض فيروس كورونا ويجب أن تكون تحت المراقبة الدائمة "على الحامل أن تتخذ سبل الوقاية وأن تتابع مع طبيبها وفي حال إصابتها بالفيروس يجب أن يكون هناك تنسيق بين طبيبها وطبيب أخصائي بمتابعة مرضى كورونا"، وتضيف "إذا شعرت بارتفاع بسيط في الحرارة يمكنها أن تبقى في المنزل ولكن إذا شعرت بضيق في التنفس وارتفاع كبير بدرجات الحرارة عليها أن تدخل المستشفى لا أن تتعالج في المنزل إذ لا يجوز للحامل أن تتلقى علاج كوفيد في المنزل".
وتلفت الانتباه إلى أنه "مع انتشار الوباء اختلفت متابعتنا للحامل، قبل كورونا كنا نطلب من الحامل أن تزور العيادة النسائية شهرياً لمعاينتها، ولكن بتنا الآن نختصر المعاينات بثلاثة فقط خلال فترة الحمل كي لا نعرّضها لأي خطر، علماً أننا نعتمد كل سبل الوقاية والتعقيم للحفاظ على صحة المرضى، فنحن نعتمد التباعد بين المواعيد، عدم السماح لأي شخص بمرافقة الحامل إلى العيادة بالإضافة إلى إلزامية وضع الكمامة والقفازات ونحاول ألا نجعلها تختلط بنا وبالمستشفى إلا عند الضرورة القصوى".
تؤكد علا ضاهر أن ثمة عدد كبير من النساء اللواتي أصبن بالفيروس واستطعن التغلب عليه ولكن هناك من فقدن حياتهن. 
 
"الدراسات لم ترصد انتقال عدوى كوفيد 19 للجنين من والدته المصابة"
تعزو علا ضاهر سبب مواجهة العديد من النساء الحوامل في لبنان فيروس كورونا إلى استهتار بعضهن بالوباء واعتقاد بعضهن الآخر أنهن بمنأى عن هذا المرض.
ووصل عدد اللواتي عانين من عوارض شديدة الخطورة إلى 150 امرأة، فتم توليدهن قبل موعد الولادة خوفاً على حياتهن، وتوفي تسعة نساء منهن أي بنسبة ثلاثة بالمئة، ولكن تطمح علا ضاهر لأن تكون النسبة أقل. وتؤكد "في حال خُيرنا بين الأم أو الجنين علينا أن نختار الأم، وعندما نقوم بتوليد الأم قبل موعدها يكون هدفنا إنقاذ الأم لا الجنين علماً أن هناك من لا يتقبل هذه الفكرة بعد".
فيما يتعلق بالجنين، تشير إلى أن الدراسات لم تكشف بأن الفيروس يتسلل إلى الجنين، ففي إحدى الدراسات تمت الإشارة إلى أن مادة الغلوبولين المناعي "IgG" تساهم في الوقاية من الالتهابات البكتيرية والفيروسات وهي موجودة في اللقاحات ضد كوفيد، موجودة أيضاً في الحبل السري للجنين أي أن الطفل محمي لغاية الآن، كما أنه لم يتم رصد أي حالة انتقال عدوى كورونا من الأم إلى الجنين بشكل عامودي من الدم إلى الجنين ولا حتى خلال الولادة، كل الأطفال الذين وُلدوا وكانت أمهاتهم مصابات بالفيروس لم يتم اكتشاف أي إصابة بينهم".
 
"على الحامل أن تحصل على اللقاح"
لا يختلف البروتوكول العلاجي للحامل المصابة بكورونا عن ذلك الذي يتلقاه أي مريض كوفيد، كما أنها من الأشخاص الذين لديهم أولوية في الحصول على اللقاح، وتوضح علا ضاهر "شكّلت الجمعية اللبنانية لأطباء النساء "لجنة كورونا والحمل" التي يرأسها الدكتور فيصل القاق، وتوصلت هذه اللجنة بعد الاطلاع على عدد من الدراسات ومنها توصية الكلية الأميركية لأمراض النساء والتوليد، إلى نتيجة مفادها بأن هذا المرض خطير وفتاك ويشكّل خطورة على حياة المرأة الحامل وبالتالي من الأفضل أن تحصل على اللقاح، كما أنه لغاية الآن لم يتم اكتشاف إن كان هذا الفيروس ينتقل إلى الجنين أم لا"، وتتابع "لذلك وعلى الرغم من عدم إجراء أي دراسة على امرأة حامل ولكن تم الارتكاز إلى المعطيات السابقة وتم التشديد على أولوية حصول الحامل على اللقاح".
وتؤكد أن "اللقاح لا يؤثر على صحة الأم ولا الجنين، وبما أننا نعطيها لقاح الكريب (الإنفلونزا) ولقاح الكزاز لذلك اعتبرنا أن هذا اللقاح سيكون آمن على الأم والجنين. عادةً كل دواء نعطيه للحامل نقارن بين نسبة الخطورة والفائدة، إذا كانت فوائده أعلى نعتمده، لذلك أصرت الجمعية أن نعطي اللقاح للحوامل وأن يتم اعتبارهن أولوية كما أنني أشجع مرضاي على اللقاح، لأن عوارض الفيروس أشد على الحامل منها على الأشخاص العاديين".