'حافظت النساء من خلال قيادتهن للثورة على ميراث الثامن من آذار'

قال الرجال العاملين في مؤسسات الإدارة الذاتية في مقاطعة كوباني، أن نساء شمال وشرق سوريا استطعن من خلال قيادتهن للثورة والنضال المشترك في الحفاظ على ميراث يوم الثامن من آذار.

نورشان عبدي

كوباني ـ أكد الرجال العاملين في مؤسسات الإدارة الذاتية في مقاطعة كوباني بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا، بأن الثورة التي انطلقت وانتصرت بنضال ومقاومة النساء كانت خطوة تاريخية لتغير مفاهيم وذهنية المجتمع الأبوي.

لعبت المرأة دوراً ريادياً من خلال النضال والمقاومة التي استوحتها من ميراث يوم الثامن من آذار، في البحث عن الحرية والديمقراطية والمساواة، لقد أحدثت ثورة المرأة في شمال وشرق سوريا صدىً عالمياً لمحاربتهن الذهنية الأبوية والسلطوية، وإحرازهن العديد من المكتسبات وفقاً لمبادئ حرية المرأة والديمقراطية ولعبن دوراً بارزاً في تطبيق المساواة في المجتمع.

لمعرفة مدى تأثر الرجال بفكر ونضال ومقاومة المرأة من خلال الثورة التي قادتها في مناطق شمال وشرق سوريا، كان لوكالتنا لقاء مع عدد من الرجال العاملين ضمن مؤسسات الإدارة الذاتية.

 

"يوم 8 آذار كان نتيجة تضحيات النساء"

قال الرئيس المشترك لجامعة كوباني في إقليم الفرات شرفان مسلم الذي بارك يوم المرأة العالمي على كافة النساء في العالم "بلا شك يوم المرأة العالمي لم يأتي عن عبث بل كان نتيجة لمسيرة نضال ومقاومة كبيرة على مر التاريخ قدمتها النساء للقضاء على السلطة الأبوية، التي كانت تعسى ومازالت لتغيير مفاهيم المجتمع والعالم".

وأوضح أن "اليوم العالمي للمرأة أصبح الجسر الأساسي لحركة نضال النساء والمصدر الرئيسي للقضاء على الذهنية الأبوية التي تحارب هوية وثقافة ووجود المرأة، لقد خلق هذا اليوم القوة داخل النساء للدفاع عن هويتهن وحقيقتهن، تمكنت المرأة من تغيير إيديولوجية وفكر المجتمع نوعاً ما من".

وأكد على أن ثورة التاسع عشر من تموز والتي سميت بثورة المرأة يعد ميراث يوم الثامن من آذار "ثورة المرأة في روج آفا تعتبر استمرارية لنضال المرأة منذ اعتماد اليوم العالمي للمرأة، ثورة الشعوب التي انطلقت في مناطق شمال وشرق وسوريا بوجه السلطوية انتصرت بقوة ونضال المرأة".

ولفت إلى أنه خلال الثورة سارعت النساء إلى تأسيس منظمات ومؤسسات وقوة عسكرية خاصة بهن والذي يعد من أبرز نتائج ثورة المرأة "لقد احدثت تلك الثورة تغيير لفكر وفلسفة وذهنية المجتمع والرجل، وكان للنساء دوراً بارزاً في ذلك التغيير، حيث ساهمن في تغيير المفاهيم الخاطئة التي ترسخت في المجتمع بفعل العادات والتقاليد البالية".

وشدد على أن "النضال يجب أن يستمر بوتيرة أكبر، ولكل من يؤمن بفكر وفلسفة الأمة الديمقراطية يدرك أن قضية تحرر المرأة العامل الأساس لتقدم المجتمعات".

 

"بتحرير المرأة سنحرر المجتمع"

من جانبه قال الرئيس المشترك لهيئة التربية في إقليم الفرات في شمال وشرق سوريا بكر جرادة "منذ عشر أعوام في مناطق روج آفا تخاض ثورة ونضال مشترك من أجل إنجاح مشروع الأمة الديمقراطية، عندما نعود للتاريخ والحضارات السابقة ومع ظهور حركة التحرر الكردستاني بقيادة القائد عبد الله أوجلان وقراءة تحليلاته عن الحضارة وتاريخ عهد الرأسمالية والأديان التوحيدية، فإنه بتحرير المرأة سيتم تحرير المجتمع، وبذلك تم طرح مشروع الأمة الديمقراطية وتأسيس الإدارة الذاتية القائمة على أساس الرئاسة المشتركة".

وأضاف "ليست النساء وحدهن من تناضلن من أجل المساواة، فالرجال الذين يقرأون فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان ويطبقون مشروع الأمة الديمقراطية والحياة الندية التشاركية، يسعون لخوض نضال مشترك مع المرأة في سبيل تحقيق الديمقراطية والمساواة بين الجنسين".

وأشار إلى النساء بمسيرة نضالهن ضمن ثورتهن حافظن على حقيقة المجتمع وهويته "تمكنت النساء بقوتهن ونضالهن من المحافظة على حقوقهن وهويتهن وذلك بفضل تضحيات مناضلات الحرية كآرين وشيلان والآلاف من شهيدات الحرية وبذلك أصبحت المرأة في شمال وشرق وسوريا والمرأة الكردية مثال النضال الذي يحتذى به في جميع أنحاء العالم".

وقال في ختام حديثه "اليوم نشهد انتصاراً عظيماً في شمال وشرق سوريا، حيث نرى كيف تخوض النساء من كافة المكونات العربية والكردية والسريانية نضالهن بيداً واحدة من أجل هدف واحد وهو حماية هوية المرأة، وبذلك تكون المرأة قد حمت قيم الإنسانية، لذا علينا جميعاً أن نساند نضال المرأة لأنها المدرسة الأولى لكل شخص وتعلم المجتمع المبادئ الأخلاقية وتساهم في بناء مجتمع حر وأخلاقي، لذا يجب ألا يقتصر النضال والاحتفاء بالمرأة على يوم واحد، يجب أن تكون كل الأيام عالمية للمرأة".