غزة وشمال وشرق سوريا... حرب تدفع ضريبتها النساء والأطفال
نازحات من رأس العين/سري كانيه المحتلة تتضامن مع نساء غزة وتؤكدن على أن واقع الحرب في القطاع وشمال وشرق سوريا لا يختلف وأن النساء والأطفال هم ضحية الحروب دائماً.
دلال رمضان
الحسكةـ دعمت مهجرات رأس العين/سري كانيه في ناحية زركان بشمال وشرق سوريا نساء غزة، وأكدن على ضرورة التحلي بالقوة والصبر لمواجهة جميع الصعوبات والتحديات حتى يتحقق النصر والسلام.
اعتبرت المرأة والطفل أكثر ضحايا الحروب، ورغم إقرار الكثير من القوانين التي تنص على حمايتهما خلال النزاعات المسلحة إلا أنهما لا يزالان يدفعان الثمن الأكبر، وكان لنساء رأس العين/سري كانيه المحتلة حصتهن من الحرب الدائرة في المنطقة بعد الهجوم التركي على المدينة في تشرين الأول/أكتوبر 2019، وتهجير سكانها، وكذلك تعاني النساء في غزة منذ سنوات وخاصةً خلال النزاع الأخير.
تقول سلوى محمد النازحة من مدينة رأس العين/سري كانيه أن نساء غزة تعشن نفس ظروف الحرب والنزوح التي تعيشها نساء المناطق المحتلة في شمال وشرق سوريا وترتكب بحقهن العديد من الانتهاكات، "منذ أكثر من شهر والنساء في مدينة غزة تتعرضن للقصف والحصار ولا يوجد أي تحرك فعلي للمجتمع الدولي".
وتأثرت سلوى محمد بمشاهد النساء وهن يحاولن حماية أطفالهن ونقلهم إلى أماكن أكثر أماناً، مبينةً أن هذه المشاهد ذكرتها بما عشته عند هجوم تركيا ومرتزقتها على مدينتهم "نعيش نفس الظروف ونشعر بهن لقد سرقت منا الحرب العديد من الأحباء".
وأكدت أن النساء والأطفال أكثر من يعاني في المناطق التي تشهد الحروب "هُجرنا قسراً من مدينتنا. نحن مدنيين عزل لم نرتكب أي جريمة بحق أحد، فوجود أرضنا على الحدود التركية ليس مبرراً بأن نصبح هدفاً لها"، مضيفةً "عانينا كثيراً في ظل النزوح القسري، نحن الآن بعيدين عن أرضنا عدة كيلو مترات إلا أننا لا نستطيع الوصول إليها".
وعما يسببه القصف التركي المتسمر على المناطق القريبة منهم تقول "أطفالنا لا ينامون ليلاً ولا نهاراً لأنهم يخافون من صوت القذائف والمدفعيات التركية التي تستهدف مناطق قريبة منا بين الحين والآخر، مما يدفعنا للخروج من منزلنا إلى أماكن أكثر أماناً".
وبينت أن المرأة في الحروب "تفقد بيتها وفلذة كبدها وتتحمل التهجير والفقدان ورغم ذلك لا تستسلم وتصمم على المقاومة في سبيل الدفاع عن أرضها وكرامتها ولا تقبل الذل، إلا أن المصالح الدولية تتلاعب بمصائر الشعوب".
وعبرت عن تضامنها مع نساء غزة وأكدت أن "عليهن التحلي بالقوة والصبر والإرادة، ولا تتركن الأعداء ينالوا من عزيمتهن، فنحن أصحاب الأرض، ونأمل أن تنتهي الحرب في غزة وسري كانيه وأن يعود كل مهجر إلى أرضه".
فيما تؤكد سعدية عيدو أن ما تعيشه نساء غزة يشابه ما يحدث في زركان "نعيش بالقرب من خطوط الجبهة مع الاحتلال التركي ومرتزقته، ونتعرض بشكل يومي للقصف بكافة الأسلحة الثقيلة، وهذا القصف المستمر يؤثر علينا ويرعب الأطفال، ونجبر على النزوح مراراً من مكان إلى آخر بحثاً عن الأمان، ولا زلنا مقاومين رغم كل هذه الظروف ولا نستسلم، ونأمل أن يلتفت المجتمع الدولي إلى ما تشهده مناطقنا ونناشد للحد من الانتهاكات التركية ومرتزقتها".
وأكدت على دعمها لنساء غزة المحاصرة "نحن نساء شمال وشرق سوريا نعلن تضامننا مع نساء غزة قلباً وقالباً ونشعر بالحزن حيال ما يتعرضن له اليوم من هجمات وحشية، ونتعاطف مع الأطفال ضحية حروب ليس لهم فيها أي ذنب".
وتطرقت إلى خطاب الرئيس التركي اردوغان الأخير والمتناقض بشأن الهجمات الإسرائيلية على غزة، واستهداف البنى التحتية "يقول اردوغان أن استهداف البنية التحتية جريمة حرب بينما هو نفسه استهدف البنية التحتية في مناطق شمال وشرق سوريا وقتل الأطفال والنساء"، مستنكرةً ما أسمته بـ "النفاق وازدواجية المعايير".
وفي ختام حديثها تمنت أن يعم السلام في العالم، مؤكدة تضامنها مع كافة النساء اللواتي يعيشن في المناطق التي تشهد الحروب في جميع أنحاء العالم.