غزة... نساء تتحدين المجتمع بتعلمهن للسياقة

كسرت أروى أبو رجيلة كافة قواعد المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة، وأصبحت ملهمة للعديد من النساء، بعد أن بدأت بتدريب الفتيات على السياقة.

نغم كراجة

غزة ـ أكدت أروى أبو رجيلة على أن تعليم السياقة كانت حكراً على الرجال، وكان ينظر للمرأة التي تقود السيارة نظرة استغراب، ولكن خلال السنوات الأخيرة استطاعت المرأة الفلسطينية تخطي تلك الحواجز الاجتماعية بعملها كمدربة لقيادة السيارات.

ليس من المعتاد أن تعمل الفتاة في مهنة التدريب على السياقة وتخطي الحواجز الاجتماعية في قطاع غزة لكن الشابة الفلسطينية أروى أبو رجيلة ذات الـ 30 عاماً مثلت نموذجاً نسوياً يحتذى به خاصةً بعد تخرجها من كلية الصحافة والإعلام منذ عام 2013 في ظل شح فرص العمل وانتشار البطالة حتى اليوم.

وحول هذا الموضوع تقول أروى أبو رجيلة "غبار العمل ولا زعفران البطالة، عندما تخرجت من الجامعة حصلت على عقد عمل مؤقت في مجال تخصصي وعند انتهائه لم يكن هنالك فرصة عمل ملائمة ومناسبة وداهمني الملل فاضطررت للتفكير بعيداً عن المألوف على أمل أن أجد نفسي في مجال آخر لاستثمر وقتي وخلق مردود مادي".

ومن الأسباب التي دفعتها للعمل كمدربة سياقة أوضحت أنه في ظل انتشار البطالة وقلة فرص العمل في القطاع كانت من الأسباب الرئيسية التي دفعت الفتيات للبحث عن مهارات وآفاق مختلفة وجديدة "المرأة تبدع وتنجز من رحم المعاناة، وهي من تصنع المعجزات بدلاً من انتظارها".

قبل عامين استشارت بعض الزملاء والأصدقاء بفكرة العمل بعيداً عن المجال ومساعدتها في إيجاد فرصة جديدة "اقترح إحدى المعارف أن أخوض غمار تدريب السيارات كوني امتلك الرخصة منذ تسع سنوات ودارت الفكرة في ذهني وانطلقت لأباشر الإجراءات اللازمة، في البداية اقتصر عملي على تدريب الفتيات وبعد مرور الوقت وزيادة مهاراتي وخبرتي أصبحت أدرب كلا الجنسين".

وعن الصعوبات التي واجهتها تقول "لم تخلو بدايتي في العمل من الصعوبات كوني أحمل رخصة الأوتوماتيك مما استدعى الأمر إعادة تدريبي بواقع 30 يوم؛ لأستكمل مسيرتي"، واصفةً رحلة عملها في مجال تدريب السياقة بالمعركة لما لاقته من تحديات ومصاعب "المرأة القوية لا تستسلم بل تكافح بعزيمتها وإرادتها حتى تصل إلى مبتغاها".

واجهت أروى أبو رجيلة الكثير من المعوقات التي تعود مرجعها للفكر الذكوري القائم على التمييز ففكرة قيادة السيارات والسير بها في الطرقات إحدى التحديات التي تواجهها كونها فتاة، باعتبار أن هذه المهنة للرجال فقط، لافتةً إلى أن الفتيات المتدربات لديهن هاجس الخوف خلال تدريبهن تشعرن برهبة من التطفل الذكوري أثناء السير، كما أن عائلتها رفضت عملها في مجال تدريب السياقة خوفاً عليها من مخاطر الطرق.

وأوضحت أنها لم تستسلم للمعتقدات الاجتماعية بل تابعت عملها وكافحت حتى تمكنت من إثبات ذاتها نظراً لأن إقبال الفتيات على تعلم السياقة تزداد في الآونة الأخيرة وغالبيتهن تفضلن أن تكون المدربة امرأة "انتشرت فكرة سياقة السيارات للنساء والفتيات مما أتيحت لي الفرصة أن أبدع في هذا المجال وأصبحت مدربة لعدد كبير من الفتيات والنساء والرجال كذلك بمختلف شرائحهم".

وتجد أروى أبو رجيلة أنها تمكنت من تحقيق الهدف لما لامسته من إنجازات وتردد المتدربين عليها إلى جانب تقدمها في خطة سير عملها "حالياً أستعد للحصول على رخصة تجاري؛ لتطوير قدراتي وزيادة خبراتي فأنا أؤمن أن النساء تستطعن إثبات أنفسهن في أي مكان".

وتطمح أروى أبو رجيلة بأن تصبح مدربة قيادة على مستوى دولي وإتاحة المساحة للنساء بأن تعملن في مهن تدر عليهن الدخل بدلاً من الوقوف مكتوفات الأيدي، وفي ختام حديثه قالت "نحن النساء قادرات على فعل كل شيء وأصبحن تعملن في الميدان العام بكل حرية، نحن وحدنا من نستطيع تغيير الواقع لصالحنا وتعزيز كياننا النسوي".