غزة... ذوي الاحتياجات الخاصة يفتقرون للخدمات الأساسية
يواجه الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في غزة العديد من الصعوبات، منها نقص الأدوية والمستلزمات الضرورية.
رفيف اسليم
غزة ـ يعاني الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في قطاع غزة من الوضع المعيشي الصعب الذي يضاف له الافتقار للخدمات الأساسية كموائمة الطرق، وتوفير الأدوات المساعدة مثل الكرسي الكهربائي والعكازات وغيرها، إضافة لنقص الأدوية التي قد يودي غيابها بحياة الكثيرون منهم.
في شارع ترابي غير مرصوف تحاول دعاء قشلان ابنة العقد الثالث من العمر عبثاً التنقل عبر كرسيها المتحرك كي تصل إلى وجهتها، بسبب وقوع بيتها في منطقة ريفية تعاني من افتقارها للكثير من الخدمات أبرزها أرصفة الطرق.
ولدت دعاء قشلان بإعاقة حركية بسبب ضمور في العضلات، فلم تطأ قدماها الأرض منذ قدومها لتلك الحياة محاولة على الدوام أن تتكيف مع جميع الظروف التي تواجهها، وتعليم الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة كيف يواجهون مصيرهم أيضاً، من خلال عملها كناشطة مجتمعية منذ 12 عام وحصولها على عضوية المجلس الإداري في الاتحاد الفلسطيني للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
أوضحت دعاء قشلان أنه "بداية من المدرسة والنظرة السلبية التي كنت أواجهها من زملائي وحتى الجامعة والطرق الغير معبدة، هناك رزمة من المشاكل يكابدها الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، تبدأ إثر ضعف الوعي عند العامة حول أن تلك الفئة لا تستطيع فعل أي شيء بدون مساعدة من أحد، وتنتهي بعدم استجابة المسؤولين لمطالبهم".
وأشارت إلى أنها قبل خمسة أعوام، كتبت منشور عبر صفحتها الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" حول شارع بيتها الغير معبد مطالبة بحل، فتحولت لقضية رأي عام وكان رد البلدية عليها أن رصيف الشارع مكلف ولا تستطيع تحمل نفقاته، لتستمر معاناتها حتى اليوم.
ولفتت إلى أنها تتشارك الكرسي الكهربائي مع أختها عبير لعدم قدرة الأسرة على توفير كرسي خاص لكل منهما، ففي المساء تتفق الأختان من منهما لديها مسألة طارئة في الغد وبعد التداول تقرران من ستحصل على الكرسي، فيما تبقى الأخرى قابعة بالمنزل، أو تستقل وسيلة مواصلات خاصة وهنا يأتي فصل آخر من المعاناة، مشيرةً إلى أن سائق التاكسي إن توقف لفتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة لا يمنع نفسه من رمقها بنظرات مؤذة نفسياً، طالباً أجرة أعلى من المعتاد موجهاً سؤاله السخيف "كيف ستركبين هل سأحملك؟".
وعن معاناتها مع الكرسي الكهربائي أوضحت أن الكهرباء في قطاع غزة عقبة أخرى فالكرسي يحتاج لأكثر من ثمانية ساعات كي يشحن، لكن في الواقع الكهرباء لا تستمر سوى ست ساعات في بعض الأحيان، لتبقى هي وأختها حبيستا المنزل، بسبب عدم وجود مصدر للطاقة بديل يمكنهما الاستعانة به.
وكذلك الحال عند تعطيله فلا تجد دعاء قشلان، أشخاص ذوي خبرة وكفاءة كي يصلحونه، إضافة إلى عدم توافر قطع الغيار المناسبة بدلاً من تلك التالفة، إلا أنها على الرغم من ذلك تحاول على الدوام أن تجد بدائل مختلفة كيلا تنقطع عن المجتمع، ومواصلة دمج ذاتها في الأنشطة التي تخصصها المؤسسات لتدريب الشباب/ات ودعمهم.
وعن الصعوبات التي تواجهها تقول أن الشتاء يعتبر الكابوس الأكبر إثر تحول الشارع الذي تقطن به لمستنقع مياه راكدة لا يمكنها المشي عليه كون الأرض غير مستوية، إضافةً لخوفها من تعطيل الكرسي الكهربائي المصنوع من الحديد فتعرضه للهواء والرطوبة يجعله أقل مقاومة للصدأ وبالتالي تصبح احتمالية تلفه أكبر.
وأوضحت أن شقيقتها التي تصغرها بستة أعوام محظوظة لأنها وجدت داعم لها طوال فترات حياتها على عكسها حيث كانت تضطر لحل جميع مشاكلها بنفسها والبحث عن مخرج لكل مأزق، مشيرةً إلى أنها تسعى للتخفيف عن تلك الفئة التي تنتمي إليها وتقديم الحلول والدعم كي يندمجوا في مجتمعاتهم.
وتعاني دعاء قشلان، من عدم دمجها في سوق العمل بالرغم من حيازتها على شهادتين جامعيتين في مجالين مختلفين أحدهما السكرتارية والآخر إدارة الأعمال، إلا أنه في كل مرة يقابل طلب توظيفها بالرفض على الرغم من حقها في الدمج بنسبة لا تقل عن 5% بحسب القانون الفلسطيني، وعدم وجود مصدر دخل لها كي تعيش من خلاله هي وشقيقتها.