غزة... باحثات تكشفن عن الصعوبات التي تواجه مجال البحث العلمي

شددت باحثات فلسطينيات على ضرورة تطوير مجال البحث العلمي خاصةً في قطاع غزة الذي يحتاج لضرورة إجراء أبحاث علمية في مختلف المجالات في ظل عدم توافر الأدوات والمواد الخام اللازمة للتطوير نتيجة الحصار المفروض على القطاع.

رفيف اسليم

غزة ـ تعاني الباحثات في مجال البحث العلمي من سلسلة معوقات تحول بينهن وبين تنفيذ النتائج التي تهدفن إلى تطبيقها على أرض الواقع، فبسبب عدم توافر بعض المواد والأجهزة في المختبرات العلمية تذهب الجهود المبذولة سدى، أو تأجل على أمل تحسن الأوضاع التي تعملن في ظلها.

أوضحت المهندسة هبة البلعاوي، أنها تعمل في مجال البحث العلمي منذ 7 سنوات بالتزامن مع عملها في التدريب والاستشارات المختصة بمجال التمكين الاقتصادي، مستهدفة المرأة لتسليط الضوء على ما تعانيه من مشكلات وتقديم حلول تمكنها من إنشاء مشروع متكامل دون أي عقبات.

وقد ركزت هبة البلعاوي في أبحاثها بحسب ما أفادت به، على النساء المعنفات اللواتي لا دخل لهن، في محاولة إيجاد حلول عبر فكرة التعاونيات التي تعتبر الأنسب في الحصول على قوتهن، مشيرةً إلى أنها سعت من تلك الأبحاث مخاطبة أصحاب القرار حول وجود نساء بحاجة للمساعدة كي لا تصبحن عالة على المجتمع، مع تقديم النتائج التي توصلت لها حول مؤهلاتهن، وأعدادهن والمناطق التي تقطن بها، واحتياجاتهن والسبل الممكنة لتمكينهن.

وبينت أن جميع تلك البيانات السابقة التي تم الكشف عنها تجري خلال عملية معقدة تبدأ من عدم التعاون كون تلك النساء تخشين أن يعلم أزواجهن بذلك، وتنتهي بصعوبة إيجاد المراجع والمصادر عن أبحاث سابقة أجريت لذات الموضوعات كي يتم التركيز على نقاط جديدة وعدم تكرار ما تم العمل عليه سابقاً، لافتة إلى أن كل مؤسسة تعتبر أبحاثها معلومات سرية وتمنع تداولها من قبل الباحثات حتى ولو كان بغرض التطوير.

وأشارت إلى أنه بعد تلك الرحلة المريرة في عملة جمع البيانات وتوثيقها لا يكون الأجر مناسب فتضطر الباحثة للعمل في مهنة أخرى إلى جانبه لتأمن مصروفها وهذا ما يمثل كارثة فبدلاً من أن يعطي جل وقتها وتركيزها للبحث تمنحه بضع ساعات باليوم، موضحةً أن المؤسسات لا تقبل أن تقدم الباحثة الجانب الإبداعي لديها وتطلب منها تسليمه وفق ما طلب حتى إذا ما كان يتعارض مع بعض ما توصلت إليه.

وتروي هبة البلعاوي، أن الهدف من تلك الأبحاث واضح وهو أن يتم الحصول على مخرجات تصلح لإقامة مشروع أو تقدم تطوير لأنشطة قائمة، منوهة إلى أن المشكلة تكمن في عدم تخصيص أقسام تعمل على الهدف، بل ما يجري هو استقطاب الباحثات ودفع أجر جهد بحث غير آبهة بتطوير الآلية أو العمل على مخرجات جديدة، بل بعض الحالات لا تأخذ كافة المقترحات على محمل الجد.

 

 

بدورها قالت الباحثة في المجال الزراعي إرادة الزعانين، إنها تعمل في المجال منذ عدة سنوات وقد بدأت طريقها من خلال مشروع الزراعة المائية لإنتاج الخضار بتلك التقنية الخاصة بالحصول على الخضروات الورقة ومن ثم تحولت لزراعة الثمار كي يتم توفير كميات أوفر من الخضار في ظل انعدام الأمن الغذائي، مشيرةً إلى أنها اصطدمت بعدم وجود المواد الخام كالأشتال والأسمدة.

وأوضحت أن العمل في المجال الزراعي ينقسم لقسمين بعضها يحتاج لمختبرات علمية والأخرى تكون بشكل تطبيقي، لافتة إلى أن هناك ندرة بوجود المختبرات العلمية في قطاع غزة التي تساعد الباحثات على أداء ما هو مطلوب منهم، لذلك تبقى عشرات الأبحاث العلمية هي مجرد حبر على ورق لا يمكن الاستفادة.

وأضافت أن حاجة تطبيق البحث لأدوات تكنولوجية عالية وفحوصات مخبرية غير موجودة على أرض الواقع يعني استحالة تطبيقه، مشيرةً إلى أن الحاجة أم الاختراع فبيئة البحث العلمي بغزة ربما لن تتغير وفيما تغيرت ستحتاج وقت طويل، لذلك على الباحثات أن تقمن بتطويع أبحاثهن بما توائم مع ما هو موجود في ظل غياب الدعم المادي الذي يشكل أزمة حقيقة لدى الباحثات.

ونوهت إلى أنه في مجال البحث العلمي ليس هناك بما يسمى تجربة فاشلة بل كل تجربة تضعكِ على بداية طريق جديد لذلك على الباحثة ألا تفقد الأمل وتعيد العمل على التجربة مرات عدة وهذا ما حدث معها خلال تفكيك مركبات كيميائية للحصول على عنصر معين الأمر الذي يتطلب عمليات طويلة حتى لا يحدث تداخل أو أخطاء مع عناصر أخرى، لافتةً إلى أن تلك العناصر موجودة بالخارج على حدا دون تلك العمليات المعقدة.