غزة... المؤسسات النسوية تواصل عملها لتحقيق المساواة والاستقرار
تبذل المؤسسات النسوية قصارى جهدها في سبيل النهوض بواقع النساء في فلسطين، وتوفير الحماية والاستقرار المادي والمعنوي لهن في ظل الظروف التي تعيشها البلاد.
نغم كراجة
غزة ـ أخذت المؤسسات النسوية على عاتقها حماية النساء والعمل على نصرة قضاياهن السياسية والاجتماعية وتمكينهن اقتصادياً ودعمهن قانونياً في سبيل الوصول إلى مجتمع أكثر عدالة وديمقراطية.
بينت منسقة المشاريع فداء أبو درابي أن مؤسسة "أدوار" للتغيير الاجتماعي في سعي دائم للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد النساء والفتيات، كما تعمل على تفعيل دورهن في المشاركة العامة وتعزيز الدور السياسي والاقتصادي والثقافي والبيئي لهن حتى تتمكن من بناء مجتمع يتمتع بالمساواة والعدالة.
وأوضحت "نحاول في الآونة الأخيرة رفع مستوى الوعي العام حول أهمية مشاركة النساء في مراكز صنع القرار".
كما تمكنت المؤسسة من تأسيس لجان حماية نسوية في الأماكن المهمشة ومنطقة (ج) في فلسطين، وتهدف إلى إعلاء صوت النساء ونصرة قضاياهن "خلال فترة عملنا تمكنا من التواصل مع المؤسسات بما فيها الحكومية من أجل تحسين جودة الخدمات وسرعة وصول المرأة إليها".
وأشارت إلى أن مشروع "نحن باقيات هنا" الذي تم تنفيذه العام الماضي، يقدم خدمات في مجال الدعم النفسي والاجتماعي للنساء والفتيات اللواتي تعانين من أوضاع صعبة نتيجة الحصار، موضحةً أن المؤسسة على عتبات تنفيذ مجموعة من الجلسات الحوارية الموسعة والتي تهدف إلى معالجة أهم المعوقات والتحديات التي تحول دون وصول المرأة إلى مواقع صنع القرار وتوجيه مسامع أفراد المجتمع تجاه اهتمامات النساء، لافتةً إلى أنه ضمن الخطة الاستراتيجية القادمة ستنفذ سلسلة من الحلقات الإذاعية والتلفزيونية توضح أهمية المساواة والعدالة بين الجنسين، وتغيير الصورة النمطية حول الأدوار التقليدية للمرأة في كافة الجوانب.
وضمن مشروع "النشاطات الاقتصادية للنساء في التجمعات ذات الأولوية واقع أليم وغياب عن الاعتراف الرسمي" ركزت المؤسسة على مبدأ تكافؤ الفرص، حتى تتمكن النساء المحرومات من الوصول إلى البرامج والخدمات المحلية التي توفر لهن العمل اللائق، لافتةً إلى أن أنشطة المشروع كانت متنوعة ومتعددة المحاور منها عقد ندوات التثقيف وجلسات لتحديد متطلباتهن واحتياجاتهن بالإضافة إلى ورشات نقاشية مع صناع القرار بهدف تبني سياسات تعزز مشاركة المرأة في الجانب الاقتصادي.
وأضافت أن مؤسسة أدوار تتبنى نهج معين لإدارة المخاطر والتحديات بهدف تجنب وقوع أي طارئ ولضمان سير المشروع حسب خطة العمل المتفق عليها لتحقيق الأهداف مثل تنفيذ البرنامج والأنشطة بشكل مريح للمتدربات بما لا يتعارض مع منهجهن، وهناك إقبال غير متوقع في برنامج بناء المعرفة "نحرص دائماً على أن تكون المتدربات على علم بالبرنامج وأهدافه وخطة العمل، حتى يتسنى لهن أن تتجنبن أي صدام مع أفراد المجتمع المحلي، وضمان عدم إثارة أي قضية ضد مصلحة النساء، بالإضافة لتطبيق الشروط الصحية المناسبة والتي تضمن عدم حدوث أي ضرر لهن".
وفي السياق ذاته يسعى مركز البرامج النسائية "الدرج" إلى تطوير قدرات النساء وتلبية احتياجاتهن وتحقيق آمالهن من خلال تقديم برامج اجتماعية واقتصادية وثقافية ومهنية وقانونية، تهدف لإعادة دمجهن في المجتمع وتحفيز مشاركتهن، هذا ما أوضحته مديرة المركز شيرين المهتدي "نبذل قصارى جهدنا في سبيل تمكين المرأة الفلسطينية وضمان وصولها إلى كافة الخدمات في مختلف القطاعات".
وأشارت إلى أن الهدف الأول للمركز تأهيل المرأة وانتشالها من بيئة العنف والاضطهاد والفقر، بالإضافة لتعزيز مشاركتها في النواحي المجتمعية وصنع القرار، وتكثيف عملية التوعية والتثقيف بحقوقها.
وبينت أن المركز قائم على ست محاور وهي المحور الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والتعليمي، والوعي والتنمية المجتمعية، وجميعها تصب في تنمية مهارات المرأة وتأهيلها في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها القطاع، وتوفير الحماية والاستقرار المادي والمعنوي لها من خلال تمكينها ريادياً وفتح مشاريع صغيرة لها وتوعيتها تجاه حقوقها القانونية.
ولفتت إلى أنه تم توزيع عدد كبير من "حقائب الكرامة" التي تحتوي على احتياجات النساء الأساسية لمواجهة الفقر وسوء الأوضاع، إضافة إلى تنفيذ العديد من الدورات التدريبية والمهنية بهدف تمكينهن على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي، وتمثيلهن قانونياً أمام القضاء في حال تعرضهن للعنف والظلم.
وترى أن النساء والفتيات بحاجة ماسة إلى التمكين الاقتصادي وهذا ما لامسه المركز خلال إقبالهن بشكل غير طبيعي على الدورات التدريبية والمهنية كتعلم الخياطة والتطريز وغيرها، مؤكدةً أن هنالك أعداد كبيرة من النساء والفتيات اللواتي استفدن من البرامج الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والزراعية وغيرها، فقد تجاوز عددهن 1000 امرأة وفتاة، "لا زلنا نرى أن هناك الكثير يمكننا فعله من أجل الرقي بواقع المرأة الفلسطينية التي ناضلت وضحت وتحملت وكانت رمزاً للصمود أمام الصعوبات والعراقيل التي تعرضت لها على مدار السنوات".
ونوهت إلى أن مركز البرامج النسائية يواجه مجموعة من التحديات والصعوبات والتي تعاني منها النساء أيضاً "القسم الذي أديره يخدم خمس مناطق مهمشة تحتاج لخدمات مكثفة خاصة النساء فهن تعانين من سوء الأوضاع الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة، مما يدفعهن للبحث عن أي فرصة عمل، كما أن قلة التمويل في المركز تؤثر سلباً على خدمة أكبر شريحة ممكنة من النساء".