في ظل تقاعس المنظمات... مديرية شؤون اللاجئين تؤمن الخدمات
أكدت كولستان أوسو أن الحاجة الملحة لإنشاء مديرية شؤون اللاجئين والنازحين في شمال وشرق سوريا، برزت بعد موجة النزوح الكبيرة التي شهدتها بعض المناطق التي تعرضت للاحتلال من قبل تركيا، لاستقبال المهجرين والنازحين وتقديم المساعدات في ظل تقاعس المنظمات الدولية
نسرين كلش
قامشلو ـ .
مع بداية الأزمة السورية في الـ 15 من آذار/مارس عام 2011، شهدت البلاد حركة نزوح ولجوء قسري كبيرة، وقد ازدادت في السنوات الأخيرة حركة النزوح واللجوء القسري في مناطق شمال وشرق سوريا بعد تعرض بعضاً من مناطقها كمقاطعة عفرين ومدينة سري كانيه/رأس العين وتل أبيض/كري سبي للاحتلال من قبل تركيا ومرتزقتها.
اضطر الأهالي بعد تعرض مدنهم للاحتلال للنزوح إلى مناطق أكثر أمناً في كل من مدينتي الحسكة وقامشلو، لذا كان لابد من إنشاء هيئة تساعد اللاجئين والنازحين وتأمين مستلزماتهم في ظل ما تعرضوا له، فبادرت الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا إلى تأسيس مديرية شؤون اللاجئين والنازحين بشمال وشرق سوريا في الأول من أيلول/سبتمبر 2015.
كانت المديرية في البداية جزء من هيكلية المجلس التنفيذي، حتى تم ضمها لهيئة الشؤون الاجتماعية والعمل لإنشاء المخيمات وتنظيمها والإشراف عليها، وتأمين احتياجات النازحين واللاجئين في إقليم الجزيرة.
أوضحت الرئيسة المشتركة في مديرية شؤون اللاجئين والنازحين لإقليم الجزيرة كولستان أوسو، أنه "بعد شن مرتزقة داعش هجمات وحشية على قضاء شنكال ونزوح الإيزيديين عام 2014 قمنا بإنشاء أول مخيم لمد يد العون لهم، وقد برزت الحاجة الملحة لإنشاء مديرية شؤون اللاجئين والنازحين في شمال وشرق سوريا، بعد موجة النزوح الكبيرة التي شهدتها بعض المناطق التي تعرضت للاحتلال من قبل تركيا، لاستقبال المهجرين والنازحين وتقديم المساعدة لهم".
وأشارت إلى أن الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا ومديرية شؤون اللاجئين والنازحين، عملتا على إنشاء المخيمات لاستقبال المهجرين والنازحين وتقديم المساعدات ضمن الإمكانيات المتوافرة في ظل تقاعس المنظمات الدولية، منها مخيم نوروز عام 2014 ومخيم روج عام 2015، مخيم الهول الذي أنشئ عام 1991، مخيم مبروكة 2016، مخيم العريشة 2016، مخيم واشو كاني عام 2019، ومخيم سري كانيه عام 2020.
وحول آلية عمل المديرية تقول "في بداية إنشاء المخيمات تقوم الإدارة الذاتية بتأمين المستلزمات الأساسية الضرورية، وفيما بعد تتبنى المنظمات هذه المخيمات من التنسيق بينهم وبين الإدارة الذاتية نقوم بالإشراف العام، كما قمنا بتعيين إدارة مدنية داخل المخيمات، بالإضافة إلى مجلس محلي مكون من سكان المخيمات وهو مجلس متكامل يضم مجلس المرأة أيضاً الذي يهتم بقضايا النساء هناك فتقمن بنشر الوعي قدر المستطاع للحد من العنف ضدهن وكذلك زواج القاصرات وزواج التجارة".
وأضافت "بعد نزوح أهالي عفرين قمنا بإعادة تأهيل قرية تل نصري وتأمين الحاجات الأساسية لإقامتهم فيها"، مشيرةً إلى أنه بعد نزوح أهالي سري كانيه/رأس العين وكري سبي/تل أبيض "تم إنشاء مخيم واشو كاني وسري كانيه، لكن المنظمات لم تتبنى هذه المخيمات بعد، فتبنت الإدارة الذاتية التجهيز الكامل لها من تأسيس البنى التحتية حتى تأمين الماء بالتنسيق مع مديريتنا".
وعن الصعوبات التي تواجه المديرية أوضحت "من أبرز الصعوبات التي تواجهنا اتباع بعض المنظمات المحلية والجمعيات معايير لا تمس الإنسانية بشيء، فبعض المنظمات التي تعمل وفق أجندة سياسية لا تقدم الدعم والمساعدات للمخيمات التي يقيم بها أهالي رأس العين وتل أبيض، وهو ما يعد إجحاف بحق اللاجئ أو النازح، يؤسفني أن الأمم المتحدة تلتزم الصمت حيال ذلك ولم تتدخل بشكل رسمي في القضية حتى الآن"، مؤكدةً على أنهم يقومون بالضغط على المؤسسات والمنظمات من أجل القيام بواجباتهم، مشددةً على أن معاناة اللاجئين والنازحين في المخيمات في ظل الظروف الراهنة تتفاقم يوماً بعد يوم.
ويذكر أنه هناك العشرات من المخيمات العشوائية في مناطق متفرقة من شمال وشرق سوريا نتيجة الهجمات المستمرة من قبل الدولة التركية ومرتزقتها على المنطقة، ورغم العدد الكبير للمهجرين داخل المخيمات إلا أن المنظمات المعنية بشؤون النازحين، لا تقدم أي شكل من أشكال الدعم، ويقتصر الدعم على الهلال الأحمر الكردي والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا فقط.