في ظل تقاعس المنظمات... ذوي الاحتياجات الخاصة يكابدون معاناة مضاعفة في المهجر

يكابد ذوي الاحتياجات الخاصة في مخيمات الشهباء بشمال وشرق سوريا حياة قاسية بعد أن تزاحمت عليهم أوجاع الإعاقة ومرارة النزوح، وسط غياب الجهات التي تعنى بشؤونهم وتضمد جراحهم.

فيدان عبد الله

الشهباء- يواجه أهالي عفرين المهجرين قسراً إلى مقاطعة الشهباء صعوبات عديدة في ظل النزوح والعيش في المخيمات والحصار المفروض عليهم، إلا أن معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة مضاعفة عدة مرات في ظل عدم توافر الأدوات والمستلزمات التي تسهل من حركتها وتساندهم على تلبية احتياجاتهم. 

يعيش ذوي الاحتياجات الخاصة من مهجري عفرين في الشهباء معاناة مضاعفة في ظل تقاعس المنظمات وعدم تقديم الدعم لهم، ويساند الأهالي بعضهم البعض من خلال تقديم المستلزمات الضرورية، كالكراسي المتحركة والأسرة والمشايات.

 

أمينة بيرم يعاني إحدى أولادها من مرض العصب وفقد حياته قبل أشهر متأثراً بمرضه "في بداية مرض أبني كان وضعه شبه مستقر حيث كان بإمكانه المشي على ساقيه دون صعوبات أو عوائق إلا أن المرض تفاقم أكثر مع عدم قدرتنا على تقديم العلاج اللازم له، فمع تفاقم المرض لم يعد بمقدوره السير أو الوقوف على قدميه، فأعصابه لم تعد تحمله لذلك اضطررنا لشراء كرسي متحرك له ليسانده في الحياة اليومية بعد معاناة طويلة في تأمين ثمنه".

وأضافت "أبني كان عاجز عن الحركة لمدة ما يقارب ثلاثة سنوات، ليكمل أخر أيامه على كرسي متحرك، قبل أن يفقد حياته متأثراً بمرضه وقلة الرعاية وعدم توفير الأدوية له، وتقاعس المنظمات الدولية والإنسانية في تقديم المساعدات".

بعد وفاة أبنها تبرعت أمينه بيرم بالكرسي لإحدى العوائل العفرينية المهجرة في الشهباء التي كانت بحاجةٍ ماسة للكرسي ووصفت ردهم بالقول "من خلال تقديم الكرسي تمكن معيل العائلة من العمل في إحدى المحلات كونه كان عاجزاً عن السير وليس لديه كرسي أو ثمن ليشتريه".

 

أمينة عزيز هي الأخرى تواجه الكثير من الصعوبات والمعاناة مع زوجها المريض بالسكري بعد تهجيرهم قسراً لمقاطعة الشهباء وتؤكد أن ذلك كان بسبب قهره وحزنه الكبير ببعده عن أرضه وفقدانه لمنزله وممتلكاته، والتي كانت سبباً في عدم قدرته على المشي أو التحرك من مكانه حتى.

تقدم أمينة عزيز كافة الخدمات والرعاية لزوجها في وقتٍ هي نفسها بحاجة لمن يساندها ويخدمها، مشيرةً إلى أن أحد مهجري عفرين في الشهباء قدموا لهم الكرسي المتحرك ليتمكن زوجها بذلك من الجلوس والخروج براحة وأكثر سهولة.

وأوضحت أن شراء الكرسي متحرك في ظل الظروف والأوضاع الراهنة يكلفهم أموال باهظة وليس لهم القدرة على ذلك.

 

وأشارت عضوة اللجنة الاجتماعية في كومين ناحية بابنس ريمة إبراهيم أن مهجري عفرين عموماً وذوي الاحتياجات الخاصة خصوصاً يواجهون صعوبات عديدة، في ظل فقدان أساسيات الحياة، كالتدفئة شتاءٍ بالإضافة للأدوية والمستلزمات الطبية كالأجهزة في المستشفى والأدوات المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة.

وترى أن الكراسي المتحرك وغيرها من الأدوات المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة ليس أداة لرفع أجسادهم ونقلهم فحسب إنما تؤثر على حالتهم النفسية قبل الجسدية حيث أنه من الضروري أن يتنقل ويخرج المرضى من المنزل ويستنشقوا الهواء الطلق ويتعرضوا للشمس ويختلطون مع غيرهم.

وطالبت في ختام حديثها المنظمات الدولية والإنسانية بالإسراع في مساندة مهجري عفرين في الشهباء وتقديم المساعدات والأدوات الطبية الأساسية والضرورية لهم.