في ظل الحروب... تلعب المؤسسات دوراً كبيراً في حماية الأطفال

لعبت المؤسسات دوراً كبيراً في حماية الأطفال وإبعادهم عن الحرب وآثارها في ظل ما تمر به المنطقة من أزمات وهجمات مستمرة، من خلال الفعاليات والنشاطات الترفيهية والمحاضرات التي تقدمها.

شيرين محمد

قامشلو ـ أكدت المرشدة النفسية وإدارية لجنة شلير للأطفال أن للعائلة دور كبير في إبعاد الأطفال عن الواقع الذي يعيشون فيه في ظل الحروب

أثرت الحروب التي مرت بها مناطق سوريا وشمال وشرق سوريا على فئات المجتمع بشكل عام، وكان الأطفال الأكثر تضرراً منها مما أثر على نفسيتهم وصحتهم بشكل كبير. كما فقد البعض منهم حياتهم والبعض الآخر فقد أجزاء من جسده، وتعرض بعضهم للانتهاكات ومن أبرزها "القتل، العنف، الاعتداء الجنسي، الخطف، الحرمان من التعليم".

 

وضع الأطفال في شمال وشرق سوريا والجهود المبذولة لحمايتهم

لم يسلم أطفال شمال وشرق سوريا من توابع الحرب ونتائجها المدمرة رغم حالة الاستقرار النسبية التي تتمتع بها المنطقة أكثر من غيرها، فمع بداية تأسيس الإدارة الذاتية في المنطقة ساهم أبناء المنطقة في حمايتها كما قاموا بإدارة أنفسهم بأنفسهم، وفتحت الإدارة الذاتية مجالاً واسعاً لعمل المجتمع المدني، كما تمكن الأطفال من التعلم بلغتهم الأم، وبُذلت العديد من الجهود لحماية الأطفال من الاستغلال والممارسات التي تنتهك حقوقهم، كما وأصدرت قوانين لصالح الطفل، وتم إنشاء العديد من دور رعاية الأطفال خاصة الغير مصحوبين بذويهم، وتنعكس الضغوطات والظروف التي يمر بها الأهالي نتيجة التهديدات وعدم الاستقرار في المنطقة على الأطفال سلباً مما يؤثر على ممارسة حياتهم الطبيعية.

وفي 30 حزيران/يونيو صادق المجلس العام للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا على قانون حماية الطفل، والذي يحمل رقم /7/ لعام 2022 ويتألف القانون من /85/ مادة تشرح قوانين حماية الطفل والمجالس المختصة برعايته، وشروط تشغيل الأطفال من حيث السن، ومنع التسول والعديد من الجوانب المتعلقة بهم، هذا وتبنى القانون كافة الاتفاقيات والمواثيق الأممية الخاصة بالطفل وتكفلت الإدارة الذاتية بالالتزام بهذه القوانين.

كما أصدر بدوره المجلس التشريعي في إقليم الجزيرة قانون الأسرة ناقش فيه وضع الحضانة والمحضون والرعاية الأسرية وامتيازات الرعاية، وهذا يدل على توجه الإدارة في منح المزيد من الاهتمام بخصوص الأطفال والتعليم والرعاية والأسرة والعديد من المواضيع التي تخص مجال حماية الأطفال وحقوقهم.

 

"العائلة تلعب دوراً كبيراً في حماية الأطفال"

ولمعرفة ما تقوم به العديد من المؤسسات المختصة بشؤون الطفل، أوضحت الإدارية في الساحة الاجتماعية لمؤتمر ستار ولجنة شلير للأطفال صباح فاضل لوكالتنا أن "الحرب وآثارها لا تفرق بين فئات المجتمع، فآثارها تطال الصغار والكبار على حد سواء، بل وتزيد معاناة الأطفال لأن الطفل ضمن الحروب لا يشعر بالطمأنينة التي كان يعيشها قبل الحروب ويفقد شغفه في الحياة، فبدورنا كلجنة شلير للأطفال حملنا على عاتقنا مساعدة الطفل على تجاوز جميع الضغوطات النفسية التي أثرت عليه".

وأضافت "الأطفال ينسجمون معنا وهم أيضاً يحاولون التخلص من كل الأعباء التي تراكمت عليهم من أجل العيش بسلام وأمان وطمأنينة، مع مرور الوقت استطعنا أن نبعد الأطفال عن الأجواء والظروف التي تعيشها المنطقة من خلال عملنا وفعالياتنا ونشاطاتنا الترفيهية التي نقوم بها، بالإضافة إلى أننا نقوم بإعطاء محاضرات بشكل مستمر عن مواضيع عدة منها خطورة الأسلحة وعدم الاقتراب منها والحرب كما أننا نتحدث للأطفال عن المواهب وأهميتها في تطوير الشخصية".

وأشارت إلى أن "هناك مواقع وبرامج التواصل الاجتماعي التي تأثر من ناحيتها على الطفل من خلال الفيديوهات أو أفلام الكرتون، وألعاب الفيديو التي تحث على القتل وتعلم الأسلحة، لذا يجب على الأهالي أن يدركوا خطورة هذه البرامج على الأطفال وأن يبعدوا أطفالهم عنها من خلال تطوير مهاراتهم وتنمية حب المطالعة لديهم".

ومن جهتها قالت المستشارة النفسية نوروز إسماعيل، إن "الأطفال لا يدركون الظروف التي يمرون بها وهذا ما يؤثر على نفسيتهم وشخصيتهم، تسبب ظروف الحرب مشاعر الخوف، القلق والاكتئاب عند الاطفال، وفي بعض الحالات يعاني الطفل من التبول اللاإرادي والصدمات القوية، تأخر النمو البدني، وعادة ما تصاحب الطفل هذه المشاعر والمشاكل إذ لم يتدخل الأهالي في معالجة الطفل، والعلاج يتطلب آنذاك وقتاً طويلاً".

وأضافت "إن لم يتم علاج الطفل في الوقت المناسب سيؤثر ذلك كثيراً عليه، عندها يختار الطفل أن يبقى لوحده دون الاختلاط مع العالم الخارجي ويزاد خوفه أكثر"، مؤكدةً أن المؤسسات في المنطقة تلعب دوراً فعالاً لإبعاد الأطفال عن أجواء الحروب.

وأوضحت ما يجب على العائلة فعله لمساعدة الطفل على تخطي آثار الحرب دون أن تؤثر عليه "يجب على العائلة أن تزيد اهتمامها بالأطفال في هذه الظروف واحتوائهم، من خلال اللجوء إلى النقاش والحوار مع الأطفال والأخذ بآرائهم من أجل تقوية ثقتهم بنفسهم".