في ظل الأزمة الاقتصادية... طالبان تزيد معاناة العاملات

تواجه العديد من النساء في أفغانستان اللواتي تجبرن للعمل على جوانب الطرقات لتأمين قوت عائلاتهم، تضييقات من قبل حركة طالبان.

بهاران لهيب

كابول ـ حرمان النساء والفتيات من التعليم في أفغانستان، أدى إلى تراجع اقتصادهن، وأجبر عدداً كبيراً من النساء على بيع البضائع على جوانب الطرق في العاصمة كابول، وتحمل إذلال وإهانات طالبان والمجتمع الأبوي.

التقت وكالتنا مع ثلاث بائعات على الطرقات لتتحدثن عن الفقر والمعاملة السيئة التي تتعرضن لها من قبل طالبان.

تقول جولبيجم غفار وهي أم لخمسة أطفال، تبيع الأباريق البلاستيكية على جانب طرق كابول وهي ترتدي البرقع لإخفاء هويتها، لتأمين قوت عائلتها "كنت موظفة في إحدى الوزارات. عندما سيطرت طالبان على كابول لم نتمكن من الذهاب إلى العمل، في الأشهر الأولى من حكمهم، ذهبت أنا وبعض زميلاتي إلى الوزارة وسألنا حول ما الذي علينا فعله نحن في وضع اقتصادي سيء، إلا أننا تعرضنا للإهانة والإذلال من قبل طالبان لقد عرضوا علينا الزواج من أحد عناصرهم".

أصبحت مقترحات الزواج التي قدمتها طالبان للنساء المشردات مثل جولبيجم غفار أمراً شائعاً. غالبية النساء اللواتي تذهبن إلى مكاتبهن لتطلبن منهم دفع رواتبهن تتلقين هذا العرض، وتؤكد هؤلاء النسا على أنهن لن تعدن مرة أخرى لأنهم يخشون أن يتم تنفيذ ما قالوه.

عن مواجهة طالبان تقول جولبيجم غفار "كل صباح عندما أغادر منزلي لتأمين لقمة العيش لأطفالي، أعرف ما سأواجهه. ولكن بالرغم من ذلك يجب أن أذهب إلى الطرقات للعمل".

وعلى بعد خطوات من جولبيجم غفار، تقف سارة نجيب وشقيقتها وهما ترتديان حجاباً أسود وغطاءً للوجه، وتبيعان المناديل الورقية، وتسارعان إلى السيارات التي تقف على جانب الطريق من أجل احتمال بيع علبة مناديل، لتستطعن شراء الخبز عن وجبة واحدة لأسرتهن المكونة من 7 أطفال صغار وأمهم المريضة".

تقول سارة نجيب بعيون شاردة "كنت أدرس في إحدى مدارس الفتيان، بعد سيطرة طالبان لم يسمحوا لي بمواصلة التدريس، حاولت الانتقال إلى مدرسة أخرى لكن دون جدوى، الآن أنا وأختي نبيع المناديل الورقية على جانب الطريق. بالكاد نبيع طرداً من الصباح إلى المساء".

وأضافت "لقد حصلنا على إذن للعمل على جانب الطريق لأننا ندفع لطالبان يوميا، لكن مع ذلك، عندما يروننا نبيع على الطرقات يقومون بجلدنا، نحن بائعون متجولون، يجبروننا على حزم أمتعتنا ومغادرة الطريق".

نسيمة شمس فتاة أخرى تبيع التمر على نفس الطريق، أوضحت أنها تعيش في منزل مستأجر مع طفليها، وأن زوجها كان موظفاً في الجيش الوطني التابع للحكومة السابقة، ولكنه أُجبر على مغادرة أفغانستان إلى إيران بعد وصول طالبان، ولا تعرف حتى الآن ما حصل لزوجها وأي هو.

تقول نسيمة شمس "إلى جانب معاناتنا مما نتعرض له من جلد وشتائم وإهانة من قبل طالبان، نواجه أيضاً استجواب بعض الرجال في المجتمع وإهاناتهم وشتائمهم، أحياناً يصعب علينا التنفس".