في يوم صحافة المرأة الكردية... 'إعلام المرأة يخاطب قضايا النساء'

تركت غربتلي أرسوز خلال مسيرتها قيماً للنساء الكرديات في مجال الإعلام وهو ما ساهم في تطوير العمل الصحفي لديهن.

نورشان عبدي

كوباني ـ تلعب الإعلاميات في مناطق شمال وشرق سوريا دوراً ملحوظاً في تعريف العالم بحقيقة ودور المرأة وانخراطها في كافة المجالات الحياتية، وإعادة صياغة لغة النشر في المواضيع الخاصة بالنساء.

يصادف يوم السابع من شهر تشرين الأول/أكتوبر، الذكرى السنوية الثامنة ليوم صحافة المرأة الكردية، التي تم الإعلان عنها في كونفرانس المرأة الكردية الثاني عام 2013، وهو اليوم الذي استشهدت فيه إحدى طليعيات الصحافة الكردية غربتلي أرسوز، وأعتبر يوم صحافة المرأة الكردية.

 

"إعلام المرأة أصبح صوت النساء في المجتمع"

"خطت الإعلاميات خطوات مهمة من أجل إظهار الصورة الحقيقية للمرأة ضمن ثورة روج آفا"، هذا ما أشارت إليه المحررة دجلة أحمد من وكالة أنباء هاوار في إقليم الفرات بمدينة كوباني بشمال وشرق سوريا.

وعن عملها في مجال الإعلام قالت دجلة أحمد "في هذا اليوم نستذكر شهيدات الإعلام، فللإعلام أهمية كبيرة في المجتمع، ففي الثورات كان الدور الأبرز يعود له لأنه ينقل أحداثها بكل شفافية"، مبينةً أنه "منذ اليوم الأول لثورة شمال وشرق سوريا وحتى الآن خطت المرأة في مجال الصحافة خطوات مهمة واستطاعت أن تحقق هدفها وحضورها في هذا المجال".

وأضافت "المكتسبات والإنجازات التي أحرزتها المرأة في ثورة روج آفا كان يجب بأن يتم إظهارها للعالم، لذلك نرى أن لدور المرأة في مجال الإعلام أهمية كبيرة، فالنساء اللواتي تعملن في مؤسسات الإعلام استطعن أن تظهرن حقيقة المرأة الكردية ضمن الثورة، وأيضاً استطاعت الإعلامية أن تكون المنبر الذي يوصل معاناة الأهالي والنساء خلال سنوات الأزمة السورية".

وعن انخراط الإعلاميات في العمل والتفاعل مع المجتمع والصعوبات التي واجهتها في بداية مسيرة عملها قالت "عاشت المرأة ظلماً ومعاناة تحت مسمى العادات والتقاليد والدين، والذي أثر بشكل سلبي على النساء العاملات في المجال الإعلامي، فمنذ اندلاع الثورة كان عدد الإعلاميات قليل، أما الآن وبعد الكثير من المقاومة والنضال انضمت المئات من النساء للمؤسسات الإعلامية المختلفة لتتجاوز نسبتهن الـ 70 بالمئة".

وأكدت دجلة أحمد أنه "بالنسبة لنا تعد هذه خطوة هامة وتاريخية لأن من خلال زيادة نسبة الصحفيات اليوم نكون قد حققنا إنجازات حقيقة في تاريخ الإعلام بشكل عام، بالإضافة إلى افتتاح مؤسسات إعلامية خاصة بالمرأة".

وأشارت إلى أنه "قبل أعوام واجهنا صعوبات في إظهار معاناة النساء لأنهن كن مقيدات بشكل كبير بالتقاليد المجتمعية البالية، ورفض المجتمع بشكل كبير ظهور النساء على الشاشات، ولكن بعد الإصرار وتدريب وتوعية النساء استطاعت المؤسسات الإعلامية أن تخرج المرأة من هذا الفكر الأبوي وتشجيعها على إبداء رأيها دون خوف، وتجعل من ضعفها قوة".

 

واجب الإعلامية توعية النساء

وعن الواجب الذي يقع على عاتق الإعلامية لتوعية النساء أوضحت دجلة أحمد "ما يقع على عاتق الإعلامية هو إظهار سياسة من يعاديهن التي تمارس على النساء في مجتمعنا للرأي العام، وأيضاً توعية النساء لكي يقاومن أمام هذه السياسات والعادات والتقاليد التي تسعى دائماً لتهميش دور المرأة الباحثة عن الحرية، وهدفنا كإعلاميات هو توعية النساء لتطوير وتنظيم أنفسهن، ويعرفن حقوقهن كفرد أساسي من المجتمع". 

وفي ختام حديثها قالت محررة وكالة أنباء هاوار دجلة أحمد "على خطى الحقيقة وصوت الحق فقدت العشرات من الإعلاميات حياتهن في سبيل الحقيقة كالشهيدة دليشان إيبش، ودينيز فرات، وغربتلي أرسوز والكثيرات اللواتي كان لهن فضلاً كبيراً في جميع مؤسسات إعلام المرأة، لذلك نحن اليوم نعاهدهن بأننا سنحمي منجزات ثورتنا التي اكتسبت بالكثير من التضحيات ودماء شهيدات الحرية، وسنستمر بالعمل على خطى مناضلات الحرية لإظهار صوت الحقيقة عبر التقارير والأخبار، سنحمي المشروع الذي قدمه القائد عبد الله أوجلان للمرأة ومشروع الأمة الديمقراطية".