في ذكراها الثامنة... مجزرة كوباني تاريخ لا ينسى

بالرغم من مضي ثمانية أعوام على مجزرة كوباني وقرية برخبطان التي ارتكبت من قبل مرتزقة داعش، لا تزال الذكريات المؤلمة عالقة في مخيلة أهالي المدينة.

نورشان عبدي

كوباني ـ مرت 8 أعوام على مجزرة كوباني وقرية برخبطان التي ارتكبتها مرتزقة داعش بحق الأهالي مستخدمين جميع الأساليب الوحشية والأسلحة المتطورة والثقيلة والتي راح ضحيتها 242 مدنياً، ولا تزال الآلام والقصص والذكريات المؤلمة عالقة في أذهان الناجيات من المجزرة.

فبعد خمسة أشهر من تحرير مدينة كوباني من مرتزقة داعش، بقوة وإرادة الشعب الكردي ومقاومة ونضال وحدات حماية الشعب والمرأة في السادس عشر من كانون الثاني/يناير عام 2015، هاجم المرتزقة المدينة وقراها مرة أخرى، انتقاماً لهزيمتها بدعم من الاحتلال التركي، مرتكبة مجزرة مروعة بحق النساء والأطفال والرجال وكبار السن، فقد راح ضحيتها حوالي 242 مدنياً.

ففي صباح الخامس والعشرين من حزيران/يونيو عام 2015، استيقظ أهالي مقاطعة كوباني في شمال وشرق سوريا وقرية برخبطان على أصوات أزيز الرصاص والقتل والرعب، عاش الجميع آلاماً لا توصف وحتى هذا اليوم لم يستطيعوا نسيان ما حدث.

فقد هاجمت ثمانية مجموعات ضمت حوالي 100 مرتزق من داعش قادمين من بلدة صرين التي كانت تحت سيطرتهم، مقاطعة كوباني وبدأ هجوم المرتزقة على قرية برخبطان التي تقع جنوب مدينة كوباني وتبعد عنها قرابة 27 كم، وقتلوا ما لا يقل عن 23 من النساء والأطفال والشيوخ كانوا نائمين في فراشهم، وبعدها توجه المرتزقة الى مدينة كوباني متنكرين بالزي العسكري لوحدات حماية الشعب.

ومن الجهة الأخرى من شمال مدينة كوباني على الحدود التركية تنكر المرتزقة أيضاً بزي مقاتلي وحدات حماية الشعب ودخلوا المدينة وارتكبوا فيها مجزرة أخرى والتي كانت ضحيتها 64 امرأة ثلاث منهن حوامل، إضافةً لـ 35 طفلاً.

واستخدم المرتزقة كافة الأسلحة المتطورة والثقيلة والقنابل اليدوية وعملوا على تفجير السيارات المفخخة، وإطلاق النار وبشكل عشوائي على كل من يصادفهم، فانتشرت جثث الضحايا في شوارع المدينة وقرية برخبطان.

وعن المأساة التي عاشها أهالي كوباني والمجزرة التي ارتكبت بحقهم تقول الرئيسة المشتركة لهيئة الداخلية في مقاطعة كوباني بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا سوزدار شيخو "حقيقةً لا نستطيع التعبير عن معاناة وألم مجزرة كوباني ذلك اليوم الذي تم تسميته باليوم الأسود، ارتكبت مرتزقة داعش مجزرة مروعة بحق الأهالي الذين عادوا إلى مدينتهم وقراهم بعد تحريرها من مرتزقة داعش".

وأوضحت أن الهدف من ارتكاب مرتزقة داعش للمجزرة بحق أهالي كوباني وقرية برخبطان بهذه الطريقة هو القضاء على الشعب الكردي ومنعهم من العودة إلى أرضهم وبلادهم "لقد حاول الاحتلال التركي الذي يدعم المرتزقة من خلال المجزرة كسر إرادة أهالي المدينة وليفقدهم إيمانهم بقواتهم، وأن من أراد العودة سيكون مصيره الموت، إلا أن أهالي كوباني الذين أبدوا مقاومة كبيرة خلال مرحلة التحرير لم يستسلموا"، مضيفةً "كانت بالفعل فاجعة مروعة بحق الأهالي الأبرياء الذين شهدوا مرحلة مأساوية ومؤلمة بحاجة إلى مئات السنوات لنسيانها، فتلك المجزرة كان لها تأثير كبير عليهم خاصة على الناجين منهم".

وأشارت إلى أن تلك المجزرة لم تستهدف القوات والنقاط العسكرية بل قامت باستهداف المدنيين خاصة النساء والأطفال منهم "لقد حاولت تركيا ومرتزقتها من خلال المجزرة الانتقام من أبناء مدينة كوباني بعد الهزيمة التي لاقتها على أيديهم".

وحول سعي الاحتلال التركي لتنفيذ ما لم تستطيع مرتزقة داعش فعله بحق الشعب الكردي قالت سوزدار شيخو "الهجمات والانتهاكات والاستهداف التركي براً وجواً عبر الطائرات الحربية والمسيرات على مناطق شمال وشرق سوريا وبشكل خاص على مدينة كوباني، تبرز للعالم أجمع الهدف الذي يسعى إليه وهو إخلاء المنطقة من السكان الأصليين والقضاء على مشروع الأمة الديمقراطية والإدارة الذاتية".

وفي نهاية حديثها طالبت سوزدار شيخو المنظمات الحقوقية التي تدعي بأنها تطالب بحق الإنسان إظهار حقيقة داعمي مرتزقة داعش الذين ارتكبوا آلاف المجازر بحق المدنيين.