في القرى الإيزيدية بعفرين تغيير شامل لتاريخ ووجود الإيزيديين

بإحتلال تركيا ومرتزقتها لمقاطعة عفرين في عام 2018 بدأت عمليات تغيير ديمغرافية شاملة للمنطقة وقمع وإبادة تاريخها العريق والمتعدد الأديان والطوائف والمكونات

روبارين بكر

الشهباء - بإحتلال تركيا ومرتزقتها لمقاطعة عفرين في عام 2018 بدأت عمليات تغيير ديمغرافية شاملة للمنطقة وقمع وإبادة تاريخها العريق والمتعدد الأديان والطوائف والمكونات، واستهداف الإيزيديين وإبادتهم تعتبر إحدى جرائم الحرب في عفرين.

الإيزيديين في عفرين من أقدم شعوب المنطقة وما يبرهن على ذلك الكم الكبير للآثار والمزارات الدينية الإيزيدية المتواجدة في المدينة، حيث يتوزع الإيزيديون على 23 قرية في المقاطعة أكثرهم في قرية "أيسكا، شاديرة، غزاوية، برج عبد الله، عنداره، ترنده، قيبار، كيمار، باصوفان، بعيه في شيراوا وفي ناحية شرا قطمة، سينكا، بافلون، قسطل جندو، علي قينا، وفي منطقة جندريسة، فقيرا، قجوما، قيله، اشكان شرقي، جقله، كفرزيته، ومركز الناحية جندريسه بالإضافة لمركز المقاطعة".

ومع احتلال تركيا للمنطقة باشرت على الفور بتنقيب ونهب الأماكن الأثرية، بالإضافة لتدمير المزارات الدينية المقدسة لدى الشعب الإيزيدي في عفرين وهي 19 مزار إيزيدي متوزع على مختلف قرى ونواحي المقاطعة، منها نهب أكبر مزار إيزيدي في سورية الواقع على قمة جبل الشيخ بركات، والمشرف على بلدة دارة عزة، وجعلت تركيا منه مركزاً للمراقبة بعد أن أزالت عنه المعالم الإيزيدية وصبغه بصبغة إسلامية. 

وحول انتهاكات تركيا بحق الشعب الإيزيدي قالت الإدارية في اتحاد الإيزيديين بمقاطعة عفرين عائشة سيدو "تعرضت الإيزيدية للقمع والإبادة منذ مئات السنين". مشيرةً إلى أن الديانة الإيزيدية من أقدم الديانات في تاريخ الحضارة الإنسانية، "جذور جميع الكرد إيزيدية، إلا أنه ومع إنشاء الدول والأنظمة السلطوية والرأسمالية تعرضت هذه الديانة للقمع والإبادة، حيث تعرض الإيزيديين لـ 74 فرمانٍ على مر التاريخ".

 

إبادة وطمس للهوية والديانة الإيزيدية

وذكّرت بأن الاحتلال العثماني وحده فرض 72 فرمان بحق الشعب الإيزيدي، "فكر الدولة العثمانية متطرف لذلك حاول القضاء على وجود الشعب الإيزيدي وديانتهم، لكن الإيزيديين تمسكوا بديانتهم ولم يقبلوا الرضوخ لأحد، وقاوموا، وهذا كان له الفضل في استمرار وجود الديانة الإيزيدية حتى يومنا".     

وأشارت إلى أنه خلال "السنوات العشرة الأخيرة تعرض الإيزيديين لأبشع أشكال الإبادة والقمع"، مستذكرةً المجزرة التي ارتكبها مرتزقة داعش في شنكال عام 2014.

ووصفت عائشة سيدو هجمات الاحتلال التركي ومرتزقته على مقاطعة عفرين في عام 2018 بـ "اللاأخلاقية"، مبينةً أن "صراخ الأطفال وبكائهم ومعاناة النساء والأهالي على مدار 58 يوماً كانت تنادي الإنسانية إلا أن العالم التزم الصمت واللامبالاة".

وعن استهداف الإيزيديين على وجه الخصوص في هجمات الاحتلال التركي على عفرين قالت "الطائرات الحربية والقذائف التركية في الهجوم على عفرين استهدفت الأماكن المقدسة والدينية لدى الإيزيديين، حيث يتواجد في عفرين 19 مزار تم تدمير 16 مزاراً منها، فقلعة النبي هوري التي تعرف بأنها من تاريخ الديانة الإيزيدية دمرت أيضاً على يد الاحتلال التركي ومرتزقته".

وأضافت "تل عشتار تعرض للتنقيب والتدمير وسرقت آثاره على يد الغزو التركي"، مشيرةً إلى أن الاحتلال التركي ومرتزقته استهدفا المركز الأول الذي تم افتتاحه للإيزيديين بعد ثورة روج آفا "بنوا بدلاً منه مدرسة لتعليم الديانة الإسلامية".

   

رفض الديانة الإيزيدية     

وربطت عائشة سيدو الهجمات التركية واستهدافها المتعمد والمباشر للإيزيديين بـ "حقد متراكم في نفوس الاحتلال التركي وغيره من الدول المعادية للديانة الإيزيدية بعدما شاهدوا كيف بات للإيزيديين مكان لممارسة طقوسهم واستقبال أعيادهم ومناسباتهم وشرح ديانتهم وممارستها دون خوف".

 

محاولات تغيير شامل لتاريخ ووجود الإيزيديين 

وقالت إن "الاحتلال التركي فرض الديانة الإسلامية بالتهديد والترهيب في سياق عملية التغيير الديمغرافي على المنطقة، وذلك من خلال بناء الجوامع في القرى الإيزيدية ومنها على وجه الخصوص قرية بافلون، فقيره، باصوفان، قسطل جندو، إلى جانب بناء المستوطنات في هذه القرى وتوطين العرب فيها لإمحاء وإنكار الإيزيديين الكرد من الأساس". مضيفةً "ما يمارس بحق الإيزيديين في عفرين يهدف لقمعهم وتغيير تاريخهم ويتم ذلك إما بالقتل والتعذيب أو من خلال اختطافهم وابتزازهم من أجل الحصول على مبالغ مالية".

 

إيزيديوا عفرين يتعرضون لفرمانات يومية

وفي ختام حديثها وجهت الإدارية في اتحاد الإيزيديين بمقاطعة عفرين عائشة سيدو رسالة قالت فيها "كفى قتل واستهداف للإيزيديين وديانتهم، كفى قتل النساء والمتاجرة بالدين وارتكاب الانتهاكات بحقهم، على العالم محاسبة نفسه والسعي لتصحيح أخطائه وكسر صمته بحق الإيزيديين والسعي لحمايتهم وحماية وجودهم ويستوجب من الشعب الإيزيديين في الشرق الأوسط وأوروبا الانتفاض بوجه المجتمع الدولي في ظل ما يعانيه الإيزيديين من شنكال لعفرين والشهباء بفرمانٍ يومي".