فصل الشتاء يضاعف معاناة نازحات في إدلب

يضاعف فصل الشتاء معاناة النازحات في ظل الفقر وغلاء الأسعار وتزايد الضغوط المعيشية، ليكون الهاجس الأكبر لهن هو إيجاد مواد تدفئة قليلة التكاليف، تحمي أطفالهن من برد الشتاء.

لينا الخطيب

إدلب ـ تتفاقم معاناة النساء النازحات في فصل الشتاء جراء ضعف الإمكانيات وتوحل الطرقات، والسكن تحت قماش الخيام الذي لا يقي أطفالهن البرد والصقيع، ولا يمنع دخول الأمطار ومياه السيول إليهم.

أجبر النزوح الكثير من النساء في إدلب على التأقلم مع الواقع الصعب، بعد أن أصبحت الخيام المتهالكة مستقراً لهنَّ.

حيث تخرج براءة النائب البالغة من العمر 34 عاماً وهي نازحة من ريف سراقب إلى مخيم في بلدة أطمة، مع أطفالها الخمسة لجمع العيدان الخشبية والبلاستيك لإشعال المدفأة وتقول "في الماضي كنا نستخدم في التدفئة الحطب الذي نقطعه من كرومنا وأراضينا، ولكن بعد نزوحنا أصبحنا نستخدم ما نجمعه من نفايات قابلة للاشتعال".

وأضافت أن إشعال النايلون في الخيمة يصدر روائح كريهة، ودخان يلون جميع محتويات الخيمة بالسواد، ويسبب الأمراض التنفسية لأبنائها، ولكن "ليس باليد حيلة".

أما سميرة السرجاوي البالغة من العمر36 عاماً المهجرة من الغوطة الشرقية، وتقيم في مخيم بمدينة كفر تخاريم، فهي أم لثلاثة أطفال، فقدت زوجها بقصف مدفعي قبل التهجير، تضطر لشراء الملابس والأحذية المهترئة لتدفئة أطفالها وتقول "تزداد مخاوفنا في فصل الشتاء لأن خيامنا المهترئة لا تحتمل مواجهة المطر، ولا تصمد في وجه أي عاصفة".

وأوضحت "نعتمد في تأمين نفقاتنا على المساعدات الإغاثية التي توزعها المنظمات في المخيم، وما ينتجه ولدي البالغ من العمر 12 عاماً من عمله في بيع المناديل الورقية، ولا قدرة لنا على شراء وسائل التدفئة الصحية والآمنة بسبب الغلاء والأسعار الجنونية، لذلك أبحث في محلات بيع الملابس المستعملة "البالة" عن أحذية وملابس مهترئة لأشتريها بأسعار رخيصة، كما أجمع المخلفات البلاستيكية والكرتون لاستخدامها في التدفئة".

ومن جانبها قالت النازحة عائشة الرزوق البالغة من العمر 40 عاماً التي تعاني من البرد الذي يفتك بأجساد أطفالها، أمام عجزها عن تأمين التدفئة "يقع المخيم الذي نقطن به في منطقة زراعية، وقد بدأت معاناتنا مع بداية الهطولات المطرية، واشتداد موجة البرد، حيث غرقت خيمتنا بمياه الأمطار عدة مرات، كما نعاني من صعوبة المشي في طرقات المخيم بسبب تشكل الطين، وحتى صهاريج المياه يصعب وصولها إلى المخيم".

وأشارت إلى أنها تستعمل مادة البيرين في التدفئة، وهي مادة محلية يتم تصنيعها من بقايا معاصر الزيتون بعد كبسها في قوالب خاصة، ولكنها تشكو من ارتفاع أسعارها نتيجة الإقبال عليها، وعن ذلك تقول "التجار يستغلون حاجة الناس، ويقومون برفع أسعار مواد التدفئة للضعف خلال فصل الشتاء، دون وجود أي جهة رقابية تضبط الأسعار".

وبدورها قالت المرشدة الاجتماعية سلام الحبوش البالغة من العمر 32 عاماً من مدينة إدلب "تعاني النازحات من ظروف معيشية صعبة، وارتفاع حاد في الأسعار، الأمر الذي حال دون قدرة عدد كبير منهن على تجهيز وسائل تدفئة تقيهن من البرد، وتساعدهن على إدخال الدفء لخيامهن وأجساد أطفالهن".

وأكدت على أن غلاء أسعار المحروقات في إدلب دفع نازحات لاستخدام وسائل التدفئة البديلة كالفحم والبيرين والنايلون والملابس المهترئة وغيرها من الطرق الغير صحية التي تعد سبباً في انتشار الأمراض التنفسية جراء استنشاق الأدخنة والغازات الناتجة عنها.