فنانات إيران بين الإهمال والنبذ... امرأة تبيع كتبها في الشوارع

أكدت الكاتبة عطية شيخ أحمدي، أنه لا الرعاية الاجتماعية ولا أي مسؤول يدعمها لنشر كتبها ولا يخصصوا لها مكان لبيع كتبها لذلك تضطر إلى بيعها في الشوارع.

جونا أردلان

سنه ـ إن تألق المرأة في مجال الفن وحتى السير على هذا الطريق قد واجه العديد من الصعوبات، خاصةً في شرق كردستان لدرجة أن النساء تتعرضن لضغوط ومضايقات "لا تطاق"، لكن الرغبة في الازدهار والنضال من أجل المساواة متجذرة في نفوس النساء ولا يوجد أي عائق يمكن أن يمنعهن من تحقيق أحلامهن.

رغم أن الكاتبة والشاعرة عطية شيخ أحمدي، لا تتمتع بصحة جسدية جيدة، إلا أنها تمارس الكتابة بروح قوية، وتقول لوكالتنا "لقد نشرت حتى الآن 49 كتاباً روائياً وديوان واحد للشعر، كما أصدرت كتابي الخمسين بعنوان "القدر" وهو عن سيرتي الذاتية، ويتألف من 4385 صفحة".

وكان قد انقطع الحبل الشوكي من منطقة رقبتها وهي في التاسعة عشرة من عمرها بسبب سقوطها من السطح، لكنها استمرت بممارسة حياتها الطبيعية بإصرار ومثابرة، وكانت تبيع كتبها في شوارع مدينتها، وأضافت "لم يكن لدي معلم، لكن كنت أستطيع الكتابة بشكل جيد منذ أن كنت في المدرسة، واجهتني مشاكل كثيرة واضطررت إلى أخذ قرض لطباعة كتبي، وكان علي أن أدفع خمسة ملايين وثمانمائة ألف تومان كل شهر، ولسوء الحظ، لا توجد مبيعات كثيرة والناس لا يدعمونني".

وأشارت عطية شيخ أحمدي إلى أن معظم كتبها باللغة الفارسية، عدا اثنين منها باللغة الكردية أحدهما ديوان شعر كتبه لها والدها، لافتةً إلى أن إحدى الصعوبات الأخرى التي تواجهها هي المكان "أبيع كتبي على ناصية الشارع يومين أو ثلاثة أيام في الأسبوع، دون أن يهتم أي أحد إلى تأمين مكان مناسب لأبيع كتبي فيه، وفي غضون أيام قليلة سيصبح الطقس بارداً ولن أستطيع الخروج إلى الشارع".

وبينت أن بعض كتبها مثل كتاب "الهروب من الهروب"، "المخدوع"، "المرح والوحدة"، من الكتب التي تم الانتهاء منها وكانت تكلفة طباعتها باهظة جداً حيث يكلف كل واحداً منها ما بين 300 ـ 400 مليون تومان، لكنها مجبرة على طباعتها نظراً للإقبال الكبير عليها كونها تم اختيارها كأفضل كتب خلال السنوات السابقة.

وأضافت "في المستقبل، أريد أن أترجم كتبي إلى اللغة الكردية، رغم أنني حاصلة على شهادة البكالوريوس في الأدب ولدي القدرة على ذلك إلى حد ما، لكن لا أستطيع ترجمتها كلها وأحتاج إلى المساعدة، وبعض كتبي تُرجمت إلى اللغة الكردية من قبل العديد من الأشخاص".

النساء مثل عطية شيخ أحمدي، اللواتي على الرغم من إعاقتهن الجسدية، لديهن الشجاعة لتقديم فنهن وقدراتهن، يجب احترامهن وتقديرهن، فالمجتمع مدين لهؤلاء النساء اللواتي على الرغم من أنهن تتحملن عبئ مضاعف، إلا أنهن تناضلن دائماً بفنهن.