فلاحات تونسيات تشتكين من غياب الدعم لمنتوجاتهن

تشتكي الفلاحات من عدم قدرة الحكومة على دعمهن للاستمرار في مشاريعهن الصغرى التي باتت مهدّدة في ظلّ أزمة خانقة.

زهور المشرقي

تونس ـ تعاني الفلاحات من انعدام إمكانيات التسويق لمنتوجاتهن وغياب الدعم من الحكومة لتشجيعهن على المزيد من الانتاج والابتكار.

نظمت وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري معرضاً، من الـ 15 تشرين الأول/أكتوبر، وسيختتم اليوم الأربعاء 19، ويأتي في إطار التمكين الاقتصادي والاجتماعي للنساء والفتيات الريفيات ودعم الاقتصاد التضامني، وقد تمكنت النساء من عرض منتوجاتهن الفلاحية والغابية. 

وعلى هامش المعرض قالت عائدة الطرابلسي، إنّها تمثّل المجتمع النسائي في محافظة بنزرت شمال تونس، الذي يثمّن المنتوج الغابي بتحويل النباتات الغابية إلى منتوجات بتقطيرها أو تجفيفها تنتهي إلى مواد تجميل طبيعية، فضلاً عن عرض ما يسمّى بفخار سجنان التقليدي الذي صنفته اليونسكو ضمن التراث الثقافي غير المادي.

وأوضحت أن المجمع النسائي يساهم في دعم قدرات الريفيات اللواتي تعملن بسواعدهن وتنتجن من الأرض، وخاصة أن العاملات في الريف بحاجة لتسويق منتجاتهن باعتبار أن تلك المهمة تتطلب إمكانيات مالية كبرى هن عاجزات عن توفيرها لا سيما مع الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي ألقت بأضرارها على النساء بدرجة أولى باعتبار أنهن لا تعملن في أعمال مهيكلة وبتغطية اجتماعية وصحية، لافتةً إلى أهمية مثل هذه المعارض لتسهيل مهمة التعريف بمنتجاتهن للعامة.

 

 

منيرة العازب فلاحة من محافظة سيدي بوزيد بالوسط التونسي، ومختصة في الصناعات الغذائية على الطريقة التقليدية المخصصة للتخزين والاستهلاك في غير أوقات إنتاج الحبوب (العولة)، قالت أنّ المعرض الذي تدعمه وزارة الفلاحة والصيد البحري تكمن أهميته في دعم الريفيات الفلاحات اللواتي تعملن من منازلهن بإمكانيات ضئيلة جداً، بل منعدمة في بعض الأحيان لاعتبار أنهن لا تتمتعن بأي دعم حكومي.

وأوضحت أن المعرض يوفر لهن التسويق المجاني في العاصمة، داعية إلى تكثيف مثل هذه المعارض لجعلها موسمية أو سنوية تأتي احتفالاً بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة الريفية، معبرةً عن أسفها لعدم توفر أي دعم ما يصعب مهمتهن في العمل.

 

 

وعن المجمع النسائي دار الأصالة بالكريب محافظة سليانة قالت مفيدة السليطي "أن المرأة الريفية في تونس مهضومة الحقوق وتعمل فقط لتزيين الاجتماعات والمحافل المحلية التي تقوم بها مختلف الهياكل الرسمية وغير الرسمية، في إطار خططهم التسويقية، وأن أزمة التسويق والظروف الصعبة التي تعيشها في المعرض حيث تغيب فيه أبسط الإمكانيات".

وأوضحت "لدينا الفكر والساعد ولكننا كريفيات فلاحات لا نملك الإمكانيات التي تمكننا من المضي قدماً في مشروعنا وإنجاحه وتوسيعه لاعتبار أن تلك المشاريع الصغرى هي القوت الأول لآلاف العائلات التي تكفلها نساء".

وعن الصعوبات التي مرت بها قالت إن عجزها في توفير بعض المواد الأولية التي تحتاجها في صناعة منتوجاتها يجعل عملها منقوصاً ويشعرها بعدم الرضا عن نفسها.

وأضافت "يعتبروننا مجرد أساليب عمل لا أكثر، ولا زلنا بعيدات عن حقوقنا المشروعة، يُؤلمني أن أكون في هذه الوضعية السيّئة فعلاً".

 

 

وقالت نعيمة الكحيلي، وهي فلاحة من محافظة الكاف بالشمال الغربي لتونس، إنّها تختص في تقطير الأعشاب الطبّية والعطرية وقد تلقّت تكويناً مكثّفاً في ذلك قبل بداية مشروعها رفقة مجموعة من الريفيات في منطقتها، لافتة إلى أنّها راضية عن المردود المادي الذي حققته في المعرض والإقبال من الزوّار على منتوجاتها، معتبرةً أنّ المعرض قدم لها فرصة التواصل مع الناس والتسويق لمنتجاتها.

 

 

أمّا شادلية بالراضي، وهي رئيسة مجمع السرس للتنمية بمحافظة الكاف، أشارت إلى أنّ المجمع الذي تأسس عام 2015 وشاركت فيه العديد من النساء بعرض منتوجاتهن المتأتية أغلبها من الغابات التي يعتبر مصدر رزق لهن كفلاحات.

وأضافت بأنهن تعشن صعوبات كبيرة في التسويق "فلولا توفر مثل هذه المعارض الموسمية لظلت المنتوجات مرمية في المجتمع ولن تحقق أي مبيعات".

وتجمع الفلاحات على أنهن تركن وحيدات في مواجهة غلاء المواد الأولية وانعدامها وغياب التسويق بسبب عدم توفير معارض في مختلف المحافظات من قبل السلطات، وتشتكين من احتكار أطراف بعينها المواد للضغط عليهن وتكبيلهن، فضلاً عن عدم توفر المنح لمشاريعهن الصغرى.

 

 

والجدير بالذكر أن مثل هذه المعارض تأتي في سياق الحرص على التوعية والتعريف بالاقتصاد الاجتماعي والتضامني للريفيات وأهميته لخلق الثروة والتقليص من نسبة البطالة لدى النساء والفتيات في المناطق الريفية والرفع من نسبة الناشطات وتيسير انتقالهن من القطاع غير المهيكل إلى القطاع المهيكل وتمكينهن من مورد رزق مستدام عبر إدماجهن في الحركة التنموية على المستوى المحلي والجهوي.