'فكر القائد أوجلان صلة وصل بين الحركات النسوية'
على الرغم من مرور أربعة وعشرين عاماً على اعتقال القائد أوجلان، لم تندثر أفكاره وفلسفته حول المرأة بل تجلت هذه الفلسفة التي تتمحور حول الحرية والديمقراطية والمساواة بين الجنسين، من خلال نظام الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، والثورة النسوية في إيران.
كارولين بزي
بيروت ـ أكدت الناطقة باسم مبادرة نون سوسن شومان إلى أنهن تسعين من خلال مبادرة نون إلى نشر فكر القائد عبد الله أوجلان في لبنان، من أجل توعية المرأة بحقوقها القانونية والاجتماعية.
"اعتقال أوجلان ولّد ثورة داخل المرأة المتعطشة للحرية"
مع اقتراب الذكرى الـ 24 لاعتقال القائد عبدالله أوجلان، قالت الناطقة باسم مباردة نون سوسن شومان لوكالتنا "في الذكرى الـ24 لاعتقال القائد عبدالله أوجلان، هذا الاعتقال الذي سبقته مؤامرة دولية حاكتها الاستخبارات التركية بالاشتراك مع قوى الدول الكبرى كان له أثر سلبي على الكرد وعلى منطقة الشرق الأوسط بشكل عام".
وأضافت "فلسفة القائد أوجلان هي فلسفة وفكر قائم على الديمقراطية وعلى مشاركة الآخر، بالتالي أرادت الدول الكبرى حرمان هذا الفكر الداعي إلى السلام والتعددية والاعتراف بالآخر وبهويته وعرقه وبالتعايش السلمي بين كافة الشعوب".
وأوضحت أن "الهدف من اعتقال القائد كان تحويل الشرق الأوسط إلى بؤرة اقتتال وهذا ما نلمسه اليوم. ففكر القائد أوجلان هو فكر اجتماعي أرسى الكثير من المبادئ القائمة على الديمقراطية والتي انتقت الايجابيات من النظام الشيوعي وتجنبت سلبيات النظام الرأسمالي، إذ جمع نظاماً خاصاً قائماً على المساواة. المساواة بين الجنسين، المساواة بين الجميع. تجلى هذا الفكر في مجلدات حملت اسم "مانيفستو الحضارة الديمقراطية"، هذا المجلد ظهر بعد اعتقاله وقد وثق كافة مرافعاته وآرائه داخل السجن".
وعن اهتمام القائد أوجلان بقضية تحرير المرأة، قالت سوسن شومان "اهتم فكر أوجلان بالمرأة وبقضية تحرير المرأة. ربما اعتقد كثيرون أنه باعتقال أوجلان سيندثر فكره ولكن العكس هو ما لمسناه. باعتقال أوجلان تأجج هذا الفكر، ولأن قضية المرأة هي قضية محقة وفيها الكثير من الانتهاكات، وُلدت ثورة داخل كل امرأة محبة لهذا الفكر وتسعى للتحرر والتحرير، تحرير نفسها وانتزاع مكانة قانونية داخل مجتمعها، لاسيما أننا نعلم أن المرأة في الشرق الأوسط متعطشة للحرية والمكانة الاجتماعية التي تطمح لها".
"نشطت المبادرات النسوية بعد اعتقال أوجلان"
وأضافت "هذا الفكر كان أرضاً خصبة للمرأة. سعت القوى الكبرى باعتقال القائد أوجلان أن تحد من انتشار أفكاره ولكن العكس حصل من خلال مؤيديه وعبر كل إنسان محب للعدالة والمساواة والنظام الديمقراطي الحقيقي".
بعد اعتقال القائد أوجلان نشطت المبادرات التي ساهمت بنشر فكره وفلسفته، هذه المبادرات تتوجه بشكل خاص إلى النساء. وأوضحت "نحن كمبادرة نون، النسوية، نحاول أن ننظم جلسات تثقيفية أو محاضرات شهرية توعوية تشرح فكر أوجلان وأهم المبادئ التي قامت عليها هذه الفلسفة".
وعن انعكاس فكر أوجلان على منطقة الشرق الأوسط ولاسيما المرأة حتى في ظل اعتقاله، نوهت إلى أنه "نلاحظ انعكاس فكر القائد أوجلان على أبرز الحركات النسوية وحركات التحرر. مثال على ذلك ما حصل في ايران بعد مقتل جينا أميني الفتاة الكردية، كان هناك موجة من الاحتجاجات التي رفعت شعار القائد أوجلان "Jin jiyan azadî"، وشهدنا تعاطفاً دولياً كبيراً مع هذه القضية، هذا التعاطف خلق فضولاً نسوياً للتعرف على هذا الفكر وما وراء هذا العناد والإرادة القوية في التحرر والتحرير. حاولت العديد من النساء أن تتعرفن إلى هذا الفكر وتطلّعن أكثر، وكلما اطلعنّ أكثر كان الشغف وحس الثورة يكبر داخلهن".
وأضافت "في موجة الاحتجاجات الأخيرة كان هناك جرأة وإصرار مطلق من المرأة على فرض نفسها والمطالبة بأبسط حقوقها الطبيعية كإنسانة، وهذا الفكر لم يكن انعكاسه فقط على النساء حصراً بل أيضاً شاهدنا رجالاً يشاركون في الثورات، أكدوا على مطالب النساء التي تحاول أن تنتزعها من السلطة".
وأوضحت "المرأة في شمال وشرق سوريا، هي امرأة قوية وقائدة وشريكة في القرار السياسي والاجتماعي، هذا ما لا نلمسه على الأرض في باقي المناطق السورية. وهنا يمكننا أن نقارن بين النساء المتأثرات بهذا الفكر عن باقي النساء في سوريا".
ولفتت إلى أنهن وعبر مبادرة نون يحاولن نشر هذا الفكر في لبنان، من أجل توعية المرأة حول أبسط حقوقها القانونية والاجتماعية.
وحول تأثير اعتقال القائد عبدالله أوجلان على واقع المرأة قالت "إذا أرادت يد الهيمنة أن تكسر هذا الفكر وتحاصره وتمنع انتشاره، نرى أن هذه الأفكار تمتد وكأنها جسر من نور لتربط كافة الشعوب ببعضها البعض وتزيد لحمة الحركات النسوية عبر العالم، أي كأنه صلة وصل بين الحركات النسوية حول العالم من أجل تحقيق الغاية المنشودة".