"فضاءات النوع الاجتماعي" فرصة لتعزيز المساواة بين الجنسين
تضمن الدليل "فضاءات النوع الاجتماعي" عدة محاور أبرزها التطرق لمفهوم الجندر، الجنس، والعنف وغيرها من المفاهيم المتعلقة بقضايا المساواة بين الجنسين، كما يسلط الضوء على التشريعات القانونية الخاصة بحقوق المرأة.
إخلاص حمروني
تونس ـ بهدف تعزيز ثقافة مساواة النوع الاجتماعي والتوزيع العادل والمتساوي للأدوار بين الجنسين في مختلف الفضاءات، تواصل جمعية "النساء أولاً" تنفيذ مشروع "فضاءات النوع الاجتماعي" الذي يعمل على إحداث 6 نواد في 6 دور شباب بكل من ولايات سيدي بوزيد وقفصة والقصرين لتوعيتهم بما يعرف "بأعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر".
يشمل مشروع "فضاءات النوع الاجتماعي" 6 دور للشباب بالولايات المذكورة من خلال إحداث نواد وتجهيزها لتوعية الشباب عبر العديد من الأنشطة التي تحفز على تفعيل المساواة ومناهضة العنف ضد المرأة، إضافة إلى دورات تدريبية للناشطين في دور الشباب وإنجاز عدد من الأنشطة التوعوية.
وأوضحت حياة قادري ناشطة في المجتمع المدني ورئيسة جمعية "النساء أولاً" أن "مشروع فضاءات النوع الاجتماعي أو ما يعرف بالجندر يندرج ضمن مشروع إقليمي يهدف إلى جعل المساواة بين الرجل والمرأة "مبدأ اجتماعي" يدرس للشباب ذات الفئة العمرية من 14 إلى 25 عاماً، بالإضافة إلى نشطاء دور الشباب والمجتمع المدني في محافظات سيدي بوزيد وقفصة والقصرين.
وعن برنامج هذا المشروع، قالت أنه في المرحلة الأولى من المشروع تم تنفيذ دورة تدريبية نظمت خلالها ورشة تخطيط لإنشاء دليل تطبيقي لتنشيط "فضاءات الجندر" بمشاركة متفقدي دور الشباب في الولايات المعنية وكذلك عدد من نشطاء المجتمع المدني ومجموعة من منشطي دور الشباب، وفي نهاية الورشة تم إنشاء دليل تدريبي لتنشيط فضاءات الجندر من أجل الحد من ظاهرة عدم المساواة في الأنشطة المنزلية غير مدفوعة الأجر، وفي الجزء الثاني من المشروع، تم إنجاز ورشة لتقديم مدى تطبيق ما جاء من توصيات في هذا الدليل التدريبي لتنشيط فضاءات الجندر بحضور وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني وممثلي مندوبة الشباب ومندوبة المرأة ليتم بعدها عقد دورة تدريبية في النوع الاجتماعي لمنشطي هذه الفضاءات التي سيتم إنشاؤها.
وأضافت أنه "في المرحلة الأخيرة سيتم تجهيز هذه الفضاءات من خلال دعمها بمعدات تقنية وإعلامية لتنفيذ الورشات التدريبية وتشريك الشباب في هذه الأنشطة ومتابعة مخرجات الدليل التدريبي الذي تم إنجازه تحت عنوان "دليل تدريبي عملي لمنشطي فضاءات الجندر بدور الشباب" الذي يهدف إلى تعزيز الوعي بقضايا الجندر وبأعمال الرعاية المنزلية غير مدفوعة الأجر".
وبينت أن هذا الدليل يتضمن عدة محاور أبرزها طرح مشكلة الأعمال المنزلية غير مدفوع الأجر والعمل على معالجتها من خلال دفع الجميع للمشاركة فيها دون أن تكون حكراً على المرأة إلى جانب التطرق لمفهوم الجندر، الجنس، والعنف وغيرها من المفاهيم المتعلقة بقضايا المساواة بين الجنسين، كما يسلط الدليل الضوء على التشريعات القانونية الخاصة بحقوق المرأة فضلاً عن طرح ونقد الصور النمطية المنتشرة في المجتمع حول أدوار ومسؤوليات المرأة والرجل وذلك من خلال تقديم تمارين تفاعلية تتماشى مع تطورات العصر واهتمامات الشباب.
وأكدت أن "هدف هذه المبادرة هو تحقيق المساواة بين الجنسين وتشجيع مشاركة الشباب بشكل عادل في المجتمع، من خلال تسليط الضوء على الأعمال المنزلية غير المدفوعة والدور الحيوي الذي تلعبه النساء في تقديمها، وهو هدف يتماشى مع أهداف جمعية "النساء أولاً" المتمثلة في دعم وتفعيل دور المرأة في الحياة العامة وتمكينها اقتصادياً واجتماعياً بحكم أن هذا المشروع سيعزز في آخر المطاف ثقافة المساوة بين النساء والرجال من خلال دعم مشاركة الشباب في الأعمال المنزلية التي يعتبرها البعض حكراً فقط على الفتيات والنساء لاسيما في المحافظات المذكورة بحكم سيطرة عقلية اجتماعية رافضة لدور المرأة خارج المنزل ودعم تحررها.
وأوضحت أن الجمعية أبرمت برنامج شراكة مع وزارة المرأة وتم إعداد مشروع الهدف منه تدريب النساء على الحرف وذلك لخلق بديل على العمل في القطاع الفلاحي وتمكينهن من حقوقهن الاقتصادية من أجل ضمان مورد رزق إلى جانب شراكة مع دار الشباب بالرقاب ومركب الطفولة للعمل خاصة على الأطفال فاقدي السند والمنقطعين عن الدراسة.
جمعية "النساء أولاً" حصلت على تأشيرة العمل القانوني في الـ 14 شباط/فبراير 2019، وتعمل على نشر قيم المواطنة وحقوق الإنسان والعمل على دعم المبادرات النسائية والشبابية التي تهدف للإدماج المهني والأنشطة المُدرّة للدخل للفئات المهمشة والاهتمام بالأطفال وحاملي الإعاقة، كذلك تهدف الجمعية للتمكين الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي للمرأة.