فاطمة محمد... تعرضت للاعتقال من قبل داعش لكنها لم تتوانى عن النضال
عملت فاطمة محمد مع مجموعة من النساء على تنظيم المجتمع في مقاطعة منبج بإقليم شمال وشرق سوريا، كما شكلوا مجلس أطلقوا عليه اسم "بيت الشعب" والذي كان يتكفل بحل مشاكل الأهالي وحمايتهم.
سيلفا الإبراهيم
منبج - لم تتوانى فاطمة محمد على مواصلة نضالها من أجل خدمة المجتمع على الرغم من اعتقالها مع أفراد عائلتها من قبل داعش وتهجيرها من مدينتها.
ارتكب داعش خلال سيطرته على مقاطعة منبج أبشع الانتهاكات بحق النساء، وتكون هذه الانتهاكات مضاعفة عندما يوجهون تهمة لشخص ما، فاطمة محمد المنحدرة من مدينة كوباني والقاطنة في مدينة منبج بإقليم شمال وشرق سوريا كانت من الأشخاص الذين تم توجيه تهمه لها، تم سجنها لأكثر من شهر في سجون داعش، وأدى سجنها وهجرتها من مدينتها إلى رفع وتيرة نضالها في سبيل حل قضايا المجتمع، ورشحت مؤخراً من قبل عوائل الشهداء للرئاسة المشتركة للمجلس في مقاطعة منبج.
وبدأت فاطمة محمد نضالها من أجل شعبها مع دخول جيش الحر إلى مقاطعة منبج، حيث بدأت مع مجموعة من رفاقها ورفيقاتها بتنظيم بعض الأحياء كطريق الجزيرة وغيرها من الأحياء الواقعة في الجهة الشرقية من المدينة وحمايتها من فصائل جيش الحر الذين نشروا الفوضى والفساد في المدينة من قتل وخطف وتشليح، كما شكلوا مجلس أطلقوا عليه اسم "بيت الشعب" والذي كان يتكفل بحل مشاكل الأهالي وحمايتهم وتنظيمهم على كافة الأصعدة، وتولت حينها الرئاسة المشتركة للمجلس.
ومع دخول مرتزقة داعش لمقاطعة منبج في أواخر عام 2013 تم اعتقال جميع من كان عضواً في "بيت الشعب" ناهيك عن الاعتقالات التعسفية دون مبرر وبحجج واهية، كانت فاطمة محمد من إحدى اللواتي تم اعتقالهن وتقول "تم مداهمة منزلي بأكثر من عشر سيارات وقاموا باعتقالي مع ابني وابنتي والبعض من زملائي من كانوا يعملون معي، بقينا في السجن لمدة شهر وستة أيام، وحكموا علينا بالسجن المؤبد إلى جانب تهديدنا بالقصاص، لأنهم رأوا نضالنا من أجل تنظيم الشعب جريمة".
بعد ان تحررت فاطمة محمد من سجون داعش توجهت إلى تركيا بعد الاستيلاء على منزلها، وفي الوقت التي كانت تشهد فيها كوباني معارك بين وحدات حماية الشعب/المرأة وداعش وبعد تحرير المدينة عادت وأخذت مكانها في المجلس التشريعي في الإدارة الذاتية الديمقراطية لمدينة كوباني وتقول "ما عشته من ظروف صعبة في سجن داعش ترك في داخلي أثر للعودة ومواصلة عملي".
وبعد تحرير منبج من داعش عملت فاطمة محمد في المحكمة العسكرية، في الوقت الذي كان يعمل فيها زوجها في مجلس منبج العسكري، واستشهد في عام 2021 اثناء أداء واجبه في منبج، وأوضحت أنها أكملت مسيرة زوجها في النضال من أجل الحرية وخدمة المجتمع وأصبحت إدارية في مكتب عوائل الشهداء في مجلس منبج العسكري في سبيل خدمة عوائل الشهداء.