دينا الفزاني: هناك تطور ملحوظ في حراك المجتمع المدني بليبيا

أوضحت الناشطة في الحراك المجتمعي المدني دينا الفزاني أن حراك المجتمع المدني يشهد تقدماً ملحوظاً.

ابتسام اغفير

بنغازي ـ أكدت الناشطة المجتمعية دينا الفزاني أن حراك المجتمع المدني يواجه العديد من المعوقات منها السياسية والأمنية ومعوقات في التمويل، ولكن على الرغم من ذلك فهو موجود ويحاول خلق بيئة عمل مناسبة من أجل تحقيق أهدافه التنموية في المجتمع.

أثار تحويل الكاتدرائية الكبرى في مدينة بنغازي إلى مسجد جدلاً واسعاً، على مواقع التواصل الاجتماعي ما بين معارض ومؤيد، وكلٌ له حجته التي تؤيد ما يقوله، هذا الجدال دفع الجهات المسؤولة للإسراع في توضيح ملابسات ما حدث منها المجلس البلدي الذي أشار بأنه لم يصدر تعليماته لأي جهة بتحويل الكاتدرائية لمسجد، في السياق نفسه نفت الأوقاف هي الأخرى مسؤوليتها عمن قام بهذا الفعل، ومن جهتها أوضحت إدارة المباني التاريخية بأن المبنى هو إرث تاريخي لا يمكن العبث به وتحويله لأي كان دون الرجوع إليهم.

هذه الردود لاقت دعماً من قبل نشطاء المجتمع المدني الذين رأوا أن جهودهم في إثارة قضية ما لم تذهب سُدى، إذ أن الجهات المسؤولة بالدولة قامت بالتوضيحات المطلوبة تهدئة للرأي العام، وكانت النساء من أكثر الناشطات اللواتي دافعن بشدة عن الكاتدرائية كونها إرث ثقافي وتاريخي، ويحدد هوية مدينة بنغازي عبر أزمنة مختلفة وأنها كانت مدينة التسامح والعيش المشترك، وفرحن كثيراً بردود الفعل الإيجابية الذي أحدثه حراكهن عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولمعرفة أهمية الحراك المدني في ليبيا ودور النساء فيه، التقينا بالناشطة في المجتمع المدني دينا الفزاني، التي قالت "لقد عملت في عدة منظمات دولية على المواضيع الحقوقية الخاصة بالمرأة وحالياً لدينا مشروع حول الليبيات المتزوجات من أجنبي، بالإضافة إلى التمكين السياسي للمرأة والنساء اللاتي يردن ترشيح أنفسهن في المستقبل بالانتخابات".

 

"تغيير بسيط لكنه جيد"

وأوضحت دينا الفزاني بأن "حراك المجتمع المدني في ليبيا هو حراك جيد، وأي حراك مدني في أي مكان من العالم هو حراك مهم، لكن ينقصه في ليبيا القليل من التنظيم، فهو مشتت حتى أن هناك بعض المواضيع أصبحت متكررة، ويتم إعادة العمل عليها مرات عديدة، ولم تحقق الغاية منها، وهنا لابد أن نبحث عن السبب الذي أدى إلى عدم فاعليتها، إذ لابد أن يكون هناك تقييم بين الفترة والأخرى للعمل المدني".

وبينت أن هناك تطور جيد مؤكدةً أن "التغيير لن يتم بين ليلة وضحاها، ومع ذلك فإن التغيير بالرغم من أنه بسيط إلا أنه جيد".

وأشارت إلى أن "الحراك المدني أحدث تغيير واضح في قضايا المرأة وهناك توعية حدثت، وأصبح المجتمع يتقبل نوعاً ما تواجد المرأة، وبالتأكيد هذا التقبل ليس بدرجة كبيرة، وهناك تقبل لوجود المرأة في بعض المناصب، فمثلاً حكومة الوحدة الوطنية كانت توجد بها خمس وزيرات، المجتمع في البداية لم يتقبل الموضوع ثم بعد ذلك أصبح أمر واقع، وزاد من هذا التقبل حراك المجتمع المدني بأن المرأة شريكة للرجل في البلد ولابد من تقبلها، أصبح المجتمع بأطيافه المختلفة منفتح على قضايا المرأة، إضافة إلى فهم الناس لكثير من القضايا التي كانت شائكة بالنسبة لديهم، فعلى سبيل المثال هناك موضوع الانتخابات فالناس كان ينقصها الفهم فتولى المجتمع مهمة التوعوية بأهمية الانتخابات والمشاركة فيها، وبالتأكيد حدث تغيير واضح وكبير من خلال هذه التوعية".

 

تحقيق أهدافه التنموية في المجتمع

وأكدت أن هناك معوقات تعيق تقدم حراك المجتمع المدني منها معوقات سياسية، وأمنية، ومعوقات في التمويل ولكن وعلى الرغم من ذلك هو موجود ويحاول خلق بيئة عمل مناسبة من أجل تحقيق أهدافه التنموية في المجتمع.

وعن دور وسائل التواصل الاجتماعي في الحراك المدني قالت "لوسائل التواصل الاجتماعي دور مهم، فنحن في عصر بات الجميع يستخدم تقنيات السوشيال ميديا، للوصول إلى المعلومة أو الفكرة التي يرديها، فهي تحرك المياه الراكدة وتجعل النقاشات مفيدة حول قضية ما".

 

التعايش واحترام الآخر

ولفتت دينا الفزاني إلى "أهمية التعايش واحترام الآخر، وليس للفرد الحق في هذا الفعل وهو فعل المحاسبة، فالأهم من الشكل هو المعاملة والاحترام، وأن الشكل ليس القاعدة للتعامل مع الأشخاص".

وأكدت على أن في المجتمع المدني لا توجد نساء فقط ولسن هن الفاعلات الوحيدات به، فهو مزيج ما بين الرجال والنساء حتى أن هناك منظمات أعضاؤها رجال فقط، وربما يكون بالصدفة جاء الأعضاء كلهم رجال، وهناك رجال بارزون في المجتمع المدني، ومن الممكن أن تكون فكرة ارتباط المجتمع المدني بالنساء فقط موجودة أو نشأت في المدن الصغيرة، وهنا نلمس تقصير المجتمع المدني بحيث أنه يقوم بالتوضيح بشكل مستمر للنقاط التي لا يفهمها كثير من الناس، وتصحيح بعض الخلفيات المغلوطة عنه، فنحن نعمل في النهاية وفقاً لنظام وأهداف معينة لصالح المجتمع، وتنميته ومساعدته".

واختتمت الناشطة في المجتمع المدني دينا الفزاني حديثها بالقول إن "حراك المجتمع المدني على الواقع لا يمكن له أن ينجح أو أن يصل إلى عدد كبير من الناس إلا عن طريق الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، لأنه هناك عدد من المواضيع الحقوقية والمدنية لابد من إبرازها للمجتمع، وهناك بعض الأشخاص يفضلون العمل على السوشيال ميديا مباشرة، وهذه طريقة مهمة جداً في عالم المجتمع المدني".