دورات مهنية وتعليمية تمكن النساء من إعالة أسرهن

بهدف تقديم الدعم للنساء وتمكينهن مهنياً واقتصادياً فتح وقف المرأة الحرة في مقاطعة كوباني دورات لعدة مهن.

دلال رمضان

كوباني ـ تحقيق المساواة بين الجنسين يرتكز بشكل كبير على استقلال النساء اقتصادياً وهذا ما يعمل عليه وقف المرأة الحرة في مقاطعة كوباني بشمال وشرق سوريا من خلال تقوية مهارات النساء عبر الدورات المهنية العملية والنظرية التي ينظمها بين الحين والآخر.

تعتبر الدورات التي يفتتحها وقف المرأة الحرة في مدينة كوباني فرصة لتمكين النساء اللواتي تمرينَّ بظروف اقتصادية صعبة، فتعمل هذه الدورات على تمكين كل واحدةً منهن للبدء بمشروعها الخاص الذي يمكنها من احتراف المهنة التي ترغب في تعلمها من (خياطة، تجميل، حاسوب، وإسعافات أولية، وأشغال يدوية)، بالإضافة إلى دورات محو الأمية وتعلم اللغتين العربية والكردية.

وستتمكن النساء العاطلات عن العمل أو ممن لا تمتلك منهن أية خبرة المشاركة في سوق العمل، ووضع بصمتهن في المجتمع، كما تؤكد الإدارية بوقف المرأة الحرة بمقاطعة كوباني فريال علي التي أشارت إلى أن الدورات مستمرة على مدار العام.

وبينت أن "عدد الدورات الموجودة والتي افتتحت في فصل الصيف لهذا العام سبعة، والإقبال كبير"، مشيرةً إلى أن "هدفنا هو مساعدة النساء اللواتي لا تجدن معيل لهن وبحاجة ماسة للعمل وتأمين دخل لإعالة أنفسهن وأسرهن، من خلال افتتاح مشاريع خاصة أو العمل في مؤسسات الإدارة الذاتية أو المشاريع التي يتم افتتاحها".

وأوضحت فريال علي أن عدد المنضمات إلى هذه الدورات يزيد عن 15 امرأة "في أحيان كثيرة نقسم الدورات لصباحية ومسائية حتى يتم استيعاب عدد النساء اللواتي ترغبن في التعلم، وتختلف مدة الدورات فالخياطة تستمر لـ 3 أشهر، أما الإسعافات الأولية والحاسوب فهي 45 يوماً، فيما ليس هناك زمن محدد لدورات اللغات وتكون حسب قدرة المنضمات على التعلم".

وتحصل المتخرجات من الدورات على شهادات تثبت وجود خبرة لديهن "تمنح المتخرجات شهادة خبرة أو شهادة مهنة ليكون باستطاعتها الحصول على فرصة عمل".

وحول المقابل المادي الذي يحصل عليه وقف المرأة الحرة من المنضمات قالت إن "الهدف ليس الربح لذلك فالاشتراك يكون رمزياً، فهدفنا مساعدة النساء وتشجيعهن على العمل بدل المكوث في المنزل".

ودعت جميع النساء للتعلم والخروج من المنزل وتمكين أنفسهن مهنياً "باب الوقف مفتوح لجميع النساء اللواتي يرغبن بتطوير أنفسهن ومهاراتهن وأولئك اللواتي بحاجة لإعالة أسرهن، ولإثبات أنهن قادرات على العمل والإنتاج".

مها الصالح نازحة من مدينة حماة السورية منذ ثلاث سنوات وتعيش في مدينة كوباني تقول عن انضمامها للدورات التي افتتحها وقف المرأة الحرة "منذ 12 يوماً وأنا اتعلم القص والتفصيل"، مبينةً أنها مطلعة على مهنة الخياطة لكنها انضمت لتصقل خبرتها وتفتتح مشروع خاص يمكنها من مساعدة عائلتها.

فيما قالت شيرين مصطفى من مدينة كوباني وهي متدربة في قسم الإسعافات الأولية "انضممت منذ عشرين يوماً"، مبينةً أنه "اخترت هذا المجال الإنساني لأساعد عائلتي ومن حولي خاصةً في ظل ظروف القصف المستمر".