دور ريادي للمرأة في الكومينات
تلعب المرأة في مقاطعة كوباني بشمال وشرق سوريا دوراً ريادياً في جميع المجالات ومن بينها المجالس والكومينات الخدمية التي تعتبر من الأسس الرئيسية في تنظيم المجتمع والمرأة والشبيبة،
نورشان عبدي
كوباني ـ فمن خلال اللجان التابعة للكومين تتمكن المرأة من تنظيم نفسها ومجتمعها بالشكل الصحيح.
في نظام الإدارة الذاتية توزع السلطة وصنع القرار على الجميع وتتبع طريقة التسلسل الكلي الفرعي بعيداً عن التسلسل الهرمي ويهدف من خلال ذلك لاشتراك جميع شرائح المجتمع في الإدارة انطلاقاً من أصغر وحدات المجتمع. وينطلق نظام الإدارة في شمال وشرق سوريا من أصغر وحدات المجتمع "الكومين"، ليكون مخالفاً للأنظمة السلطوية والقوموية التي تتحكم بالشعب من أعلى الهرم.
ماهي الكومينات والمجالس؟
بعد ثورة 19 تموز/يوليو 2012 بدأ تنظيم الأهالي، وكانت الخطوة الأولى للإدارة الذاتية الديمقراطية التي أعلن عنها في عام 2014 على مستوى روج آفا تأسيس الكومينات.
على مبدأ العيش المشترك أسس الكومين الذي هو شكل من أشكال الشراكة بين أهالي الحي، يلغي مركزية القرار المتمثلة بـ المختار الذي يقيم الأمور وفق مصلحته لا مصلحتهم، فمن خلاله يعمل المجتمع كجمعية مستقلة في جميع مراحل صنع القرار، كما أنه أصغر خلية في المجتمع، ويتكون من مجموعة من الأشخاص الذين يعيشون معاً بمكان واحد، وتحمي هذه المجموعات وتدير نفسها ثقافياً وصحياً، واجتماعاً واقتصادياً.
عن نظام الكومينات والمجالس في المجتمعات وخاصة في كوباني تقول الرئاسة المشركة لمجلس ناحية كوباني بإقليم الفرات بيريفان شفقت "أساس بناء المجتمع يبدأ من الكومين الذي كان أهم منجزات ثورة 19 تموز التي انطلقت من كوباني"، مبينةً "قبل انطلاق الثورة كان الأهالي ينظمون أنفسهم من خلال تشكيل مجالس بشكل سري، ومع الفوضى التي عمت سوريا ساهم الكومين في نشر الوعي وخلق حياة مشتركة بين الأهالي، فالعمل ضمن الكومين يسير بشكل جماعي وتعاوني".
وبينت أن تفعيل الكومينات في كوباني مر بمراحل متعددة "فُعلت الكومينات مع الثورة ولكن بعد هجمات مرتزقة داعش على كوباني ونزوح الأهالي إلى شمال كردستان في أيلول عام 2014 توقف عملها، ثم أعيد تفعيلها بعد التحرير في عام 2015، واختير أعضاؤها عبر انتخابات رسمية"، مضيفةً "حتى هذا اليوم تلعب الكومينات الدور الأساس في المجتمع بمناطق شمال وشرق سوريا وذلك من خلال لجانها التي تعمل على تأمين كافة المتطلبات الحياتية للشعب".
وأوضحت أنه تم تقليص عدد الكومينات لسهولة العمل "بعد نجاح تجربة الكومين تم تقليل عددها في كوباني والذي كان نحو 91 كومين أي أن لكل حي أكثر من كومين؛ مما أدى إلى خلق بعض الصعوبات لدى الأهالي، وجاء ذلك لتسهيل العمل وتم إجراء انتخابات جديدة وتعيين الرئاسة المشتركة".
وضمن كل كومين مجموعة من اللجان وأكثرها تفعيلاً لجان الصحة والخدمية، والصلح والمرأة إضافةً للجنتي الزراعة والحماية، وتلعب هذه اللجان دوراً في حل مختلف المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية.
دور المرأة في تنظيم المجتمع ضمن الكومينات
تأخذ إدارة الكومينات أيضاً شكل الرئاسة المشتركة ولا يمكن ترشيح الرؤساء المشاركين بعد فترتين، ويتم اتخاذ قرارات المجالس نتيجة للمناقشات بمشاركة جميع الأعضاء في الكومين.
حول المشاركة النسائية في الكومين تقول الرئاسة المشتركة لكومين حي كانيا كردان في الجهة الشرقي لمدينة كوباني سهام عبك "يرتكز أهالي كوباني لحل مشاكلهم على الكومين؛ لأنه أساس التنظيم المجتمعي، وتجتمع اللجان وإدارات المجتمع في الكومين وتتخذ القرارات وفق نظام يتم تحديده من قبل المجتمع وتحال المشاكل التي لم يتم حلها إلى إدارة الناحية".
وأضافت "في كوميننا 6 لجان، أغلب أعضاءها نساء". مؤكدةً أن "عمل الرئاسة المشتركة صعب ففي بداية عملي واجهت صعوبات كثيرة بإدارة المجتمع ولكن يكفي أن المرأة استطاعت تحدي الذهنية الذكورية والسلطوية التي كانت تسيطر عليها؛ وذلك بفضل فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان"، مشيرةً إلى أنه بفضل فكر القائد أوجلان "خطت المرأة الكثير من الخطوات في طريق النجاح وتمكنت من الانتصار في المجتمع، ومن خلال مشاركتها الرجل الرئاسة المشتركة تبدي رأيها دون خوف من إقصاء أو تهميش".
حول عمل لجنة المرأة ضمن الكومين تقول عزيزة محمد الناطقة باسم لجنة المرأة في كومين الشهيد عبدو "بفكر ورأي المرأة نعمل على تنظيم وتوعية المجتمع؛ لأن المرأة هي أساس المجتمع"، وأضافت "عندما نتمكن من تنظيم المرأة سنتمكن من تنظيم المجتمع بأكمله ومن أجل ذلك للجنة المرأة الأهمية الأكبر بين بقية اللجان".
وعن عمل لجنة المرأة قالت "كلجنة المرأة عملنا يرتكز على تدريب وتوعية النساء من خلال عقد اجتماعات لهن وتعليمهن اللغة الكردية وتدريبهن على طرق الحماية واستخدام السلاح وذلك بشكل مستمر، ونعمل على حل مشاكل النساء من خلال تدريبهن، وإضافة إلى ذلك نزور المنازل بشكل مستمر للاستماع لآراء النساء وأفكارهن".