ذوات الإعاقة تعشن معاناة مزدوجة
تقول الناشطات المهتمات بذوات الإعاقة أنه "بالإضافة إلى محدودية التكيف، تواجه هذه الفئة من النساء الصور النمطية المتعلقة بالجنس ومشاكل لتكوين أسرة، ويجب أن تكون هناك ثقافة في هذا المجال، لأن الأشخاص ذوي الإعاقة لهم حقوق ويجب أن يقبلهم المجتمع".
سحر قادري
سلماس - بالإضافة إلى المشاكل التي تعاني منها المرأة في مجتمعها، فإن ذوات الاحتياجات الخاصة تعانين أيضاً من مشاكل محددة تتعلق بالإعاقة، إلا أن معظمهن يتمتعن بعقل ديناميكي وقدرات عالية.
لا توجد إحصائيات دقيقة متاحة، حول ذوي/ات الإعاقة في إيران وشرق كردستان والإحصائيات الموجودة نسبية وتتعلق بالأشخاص ذوي الإعاقة المشمولين بالرعاية الاجتماعية، فلم يتمكن مركز الإحصاء الإيراني من الحصول على الآليات اللازمة للوصول إلى المعايير الدولية في هذا الصدد.
وتواجه ذوات الإعاقة العديد من المشاكل منها الاكتئاب والبقاء في المنزل والرفض وتحديات الزواج أكثر بكثير مما يعانيه الرجال الذين يعانون من نفس الإعاقة إذا أنه يتم وضعهن في قوالب نمطية اجتماعية بسبب كونهن نساء بالإضافة إلى كل هذه المشاكل، لا توجد مرافق خاصة في الأماكن العامة، وليس لديهم مرافق تعليمية ورعاية مناسبة.
وقالت سناء. م عن مشاكل عدم تهيئة المرافق الجامعية للمعاقين/ات "تمكنت من دخول الجامعة في ظل ظروف صعبة، فللذهاب إلى الفصل، كان هناك منحدران في الجامعة حيث كان علي عادةً أن أصعد الدرج بمساعدة زملائي، ولكي أثبت نفسي، كان علي أن أعمل بقدر شخصين، وأحياناً كنت أتعب من قلة المرافق، وكان من الصعب علي أن أواصل دراستي في هذه الظروف".
تقول مريم. م الناشطة في مجال الأشخاص ذوي الإعاقة، عن محدوديات التكيف "لم يتم تكييف وسائل النقل العام والأثاث ولا توجد دورات مياه للمعاقين/ات في الطرق، ولم يصمموا مكاناً خاصاً لهم في مترو الأنفاق والحافلات فلا أستطيع الذهاب إلى العمل ولا أستطيع الحصول على سيارة خاصة لعدم وجود أماكن مخصصة للمعاقين/ات في الحافلة"، مضيفةً "بعض الناس لا يستطيعون مساعدتنا بسبب معتقداتهم الدينية، وبعض الناس غير قادرين على نقلنا، ولا أحد يحاول تخصيص مرافق خاصة للمعاقين/ات".
وقالت فاطمة. م الناشطة في مجال النساء ذوات الإعاقة فيما يتعلق بزواج هذه الفئة "في الزواج تواجه النساء ذوات الإعاقة الصور النمطية المتعلقة بالنوع الاجتماعي وتعانين من مشاكل أكثر من الرجال لتكوين أسرة وينبغي خلق الثقافة في هذا المجال، لأن الأشخاص ذوي الإعاقة لهم حقوق ويجب أن يتقبلهم المجتمع".
ولفتت إلى عمل ذوات الإعاقة "وجود الرجال في الوظائف أكثر من النساء، والمناصب ذات الرواتب المرتفعة عادة ما تعطى للرجال ويتضاعف التمييز نفسه بالنسبة للنساء ذوات الإعاقة، ويتسبب في توقفهن عن العمل كما أنه بسبب القضايا الثقافية تسافر النساء ذوات الإعاقة بشكل أقل وتعشن عزلة أكثر عزلة من الرجال".
نقاط الضعف القانونية
ولم يتم إيلاء اهتمام خاص للأشخاص ذوي الإعاقة في القوانين التي تحمي حقوق المرأة والأسرة ولقد مر حوالي عامين على صدور قانون الشباب السكاني وتنفيذه بسبب انخفاض معدل السكان، ويؤخذ في الاعتبار المتزوجون أو الذين لديهم أطفال ولكن ذوات الإعاقة خارج هذا القانون عندما لا تتوفر لديهن الشروط اللازمة للزواج، فلا يمكنهم استخدام الفرص التي تم إنشاؤها واختبارات التوظيف والمنصات الداعمة الأخرى وبذلك فأن العديد من النساء ذوات الإعاقة يتم إخراجهن من دورة الحماية التي ينص عليها قانون المرأة والأسرة، على الرغم من قدراتهن وإمكاناتهن الخاصة.
مشاكل ذوات الإعاقة
تعاني ذوات الإعاقة من الحرمان والعزلة في المجتمع أكثر من الرجال، لأنهن مرفوضات بسبب جنسهن، كما تتعرض بعضهن للإيذاء في المنزل ولقد تعرض الأشخاص ذوو الإعاقة دائماً للحرمان أكثر من غيرهم بسبب وضعهم وظروفهم الخاصة. إن مشاركتهم الكاملة في المجتمع، وتكافؤ الفرص، وتكيف البيئة الاجتماعية هي ثلاث نقاط ينبغي إيلاؤها الاهتمام الأساسي للمعاقين/ات.