ضحاياها نساء وأطفال... حوادث السير تزداد في إدلب دون حل لإيقافها

يشهد الشمال السوري مؤخراً أكبر حصيلة يومية لحوادث السير التي راح يفقد الكثيرون على إثرها أرواحهم بينهم أطفال ونساء، إذ تفتقر الطرق الرئيسية في المنطقة لعمليات ترميم الأسفلت والشاخصات المرورية التحذيرية

سهير الإدلبي
إدلب ـ ، والأهم من ذلك كله افتقارها لشرطة المرور من أجل ضبط المخالفات والتجاوزات.
نجت ليلى العمري (32 عاماً)، من حادث سير مؤلم مع طفليها أثناء توجهها من مكان إقامتها في سرمدا إلى إدلب المدينة لزيارة أهلها، وعن تفاصيل الحادثة تقول إن الطريق كان ضيق ومزدحم ويعج بالسيارات المسرعة ذهاباً وإياباً، ولم تعلم كيف حدث الأمر حين خرجت بوجه السيارة التي كانت تقلهم شاحنة كبيرة أدت لانحراف السائق عن الطريق وانقلاب الحافلة.
تسببت الحادثة بوفاة شخصين وإصابة البقية إصابات تنوعت بين الخفيفة والمتوسطة والحرجة بينما كانت إصابة ليلى العمري في قدمها اليسرى التي علقت بالمقعد الخلفي، ما تسبب لها بجرح عميق وبقطع أحد أوردتها إضافة لإصابة طفليها سليم 6 سنوات ومحمد 4 سنوات بجروح بليغة في الرأس والأطراف إلا أنهما تعافيا منها ولكن بعد رحلة علاج طويلة استمرت لأشهر.
وترى ليلى العمري أن الوضع في الشمال السوري، لم يعد آمناً وبكل المقاييس حتى أثناء التنقل والسفر بسبب الازدحام الشديد والفوضى المرورية التي لم تحظى بحلول جدية حتى اللحظة.
إن كانت ليلى نجت من حادث السير المروع الذي تعرضت له فإن غيرها لم يحالفهن الحظ بالنجاة ومنهن الشابة رؤى حاج علي (25 عاماً) التي لقت حتفها مع أختها ريم حاج علي التي تصغرها بثلاث سنوات أثناء توجههما للعمل في الأراضي الزراعية البعيدة عن مخيمهم.
وعن تفاصيل الحادثة قالت والدتهما الخمسينية وتدعى مريم الراعي بدموع لم تستطع إخفائها "لقمة مغمسة بالدم، إنه ليس من السهل على المرء أن يفقد اثنان من أبنائه في يوم واحد وساعة واحدة"، حين انقلبت السيارة التي تقلهما في وادي عميق لم ينجو من الحادث أحد وذلك في الرابع من حزيران/يونيو الماضي.
وتتابع "فقرنا وضيق حالنا جعلنا نعتمد على بناتنا في العمل بالزراعة من أجل مساعدتنا في المصروف الذي بات يثقل كاهلنا بعد نزوحنا من مناطقنا في ريف إدلب الجنوبي"، لم تكن الأم المفجوعة ببنتيها أن تتوقع فقدانهما بتلك البساطة ما ترك في نفسها "جرحاً عميقاً لا يمكن أن يمحوه الزمن ولا تستطيع لملمته السنون" وفق تعبيرها.
ويأتي الجهل بقواعد السير وإرشاداته وغياب مراكز تدريب وتعليم قيادة السيارات ضمن أهم الأسباب التي زادت من حوادث السير بعد أن راح يقود السيارات والحافلات والدراجات النارية كل من هب ودب ومن مختلف الفئات العمرية دون رقيب.
وفي السياق قالت رولا الأسود (28 عاماً)، أن مراكز الدفاع المدني الموزعة في الشمال السوري تستقبل عشرات الحوادث المرورية يومياً ما يستدعي "دق ناقوس الخطر"، والبحث بشكل فعلي عن روادع وحلول لما يحدث من مآسي مرورية يومية أكثر ضحاياها النساء والأطفال.
وحذرت من قيادة الأطفال للسيارات والدراجات النارية ومن عدم وجود شاخصات ومطبات لتخفيف السرعة على الطرق الرئيسية والفرعية.
وناشدت المعنيين بوجوب العمل على تزفيت الطرقات وترميمها وإصلاحها وتوسيعها ووضع شرطة مرور لمراقبة الطرقات وإنشاء مدارس ومراكز لتعليم القيادة مما يفضي إلى التخفيف من حوادث السير التي ما زالت حتى اللحظة في ارتفاع "مخيف" على حد وصفها.
وكان أعلن "فريق الدفاع المدني السوري" عن وفاة 27 شخصاً جراء حدوث أكثر من 1500حادث سير في منطقة إدلب خلال أشهر آذار/مارس ونيسان/أبريل وأيار/مايو من عام 2021.