ضحايا الزلزال في إيران يواجهون ظروفاً صعبة
بالرغم من أنه مر أكثر من أسبوعين على الزلزال الذي ضرب مدينة خوي بشرق كردستان، إلا أن السلطات الإيرانية لا تهتم بحل مشاكل الأهالي بل فاقمت الوضع من خلال منع المساعدات الإنسانية التي تقدمها الدول الأخرى.
مجدة کرماشاني
مركز الأخبار ـ تواجه مدينة خوي التي ضربها زلزال في 28 كانون الثاني/يناير الفائت، ظروفاً صعبة، وكونها منطقة حدودية تُحرم من الإمدادات والمساعدات في ظل الكوارث الطبيعية التي تضرب المنطقة.
فقد العديد من الأشخاص حياتهم أو أصيبوا بالحرق والاختناق بغاز أول أكسيد الكربون في الزلزال الأخير الذي وقع في مدينة خوي بإيران، بسبب نقص الخيام، وعدم وجود مرافق تدفئة مناسبة، مع الأخذ في الاعتبار الوضع المأساوي للحكومة الإيرانية التي رفضت إرسال المساعدات، وامتنعت عن التوجه إلى هذه المدينة.
أجرت وكالتنا لقاء مع الناشطة في مجال حقوق الإنسان بروين آزاد، وقمنا بتقييم أداء السلطات الإيرانية في إدارة الأزمات على مدى السنوات الـ 43 الماضية.
"عدم وجود إشراف حكومي يتسبب في خسائر في الأرواح"
وعن الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والفيضانات، قالت الناشطة في مجال حقوق الإنسان بروين آزاد "بالعلم أن إيران تقع بالقرب من عدة صدوع خطيرة، وهي في الحقيقة من الدول التي تقع في جغرافية المناطق المعرضة للزلازل، لذلك يجب أن يكون هناك استعدادات مسبقة التي من شأنها أن تقلل الخسائر في الأرواح والممتلكات".
وأوضحت أن "الكثافة السكانية العالية في المباني، وبناء منازل متعددة الطوابق دون معايير مناسبة ودون أدنى إشراف حكومي وخبراء، وعدم وجود ميزانية كافية لجاهزية قوات الإنقاذ في مثل هذه الأوقات وعدم إعلام الناس قبل وقوع الزلزال، وعدم إخلاء المنازل والمباني غير المقاومة للزلازل في الوقت المناسب هي حالات إذا لم يتم التخطيط لها، ستؤدي إلى خسائر كبيرة في الأرواح والكوارث الطبيعية".
وأشارت إلى أن "هذا ليس الزلزال الأول في إيران، فقد مات ما لا يقل عن 45 ألف شخص في الزلزال الذي ضرب مدينة بام، وكذلك في زلزال سربل ذهاب هي مدينة تقع في كرماشان، كل هذه الخسائر هي نتيجة النظام الفاسد والاختلاس واللاإنساني. يجب الضغط على السلطات المسؤولة عن إدارة الأزمات والكوارث، ويجب عليها أن تحاول حماية الأهالي بعد الفيضانات والزلازل، لكنها لا تفعل ذلك كما أنها تقوم بإرسال قوات القمع إلى المناطق المتضررة بدلاً من فرق الإغاثة لقمع الاحتجاجات الشعبية التي تندلع بسبب نقص المساعدات".
"تسعى إلى تحقيق أهداف سياسية"
وبينت بروين آزاد أنه "مرت 10 سنوات على الزلزال في بام، وبعد 19 عاماً لم يتم بناء مسرح سينما جديد هناك، ولم تكتمل المباني، وحتى بعد 19 عاماً تعيش العديد من العائلات في أحياء تشبه الأكواخ بإمكانيات ضئيلة ونقص في مرافق الرعاية الصحية".
وأشارت إلى السياسات الانقسامية بين القوميات المختلفة في البلاد "إن سياسات الجمهورية الإسلامية كانت دائماً تخلق الانقسام بين الكرد والفرس والبلوش والأتراك وتستخدم هذا الانقسام لتعزيز مناهضتها للسياسات البشرية. الجمهورية الإسلامية هي حكومة تفكر في مصالحها الاقتصادية والسياسية، ومن أجل أن تبقى صامدة فإنها تفعل كل شيء لتجنب رعاية الناس، كما رأينا في الزلزال، بدلاً من إرسال المساعدات إلى هذه المناطق، أرسلتها إلى تركيا وسوريا".
"الأهالي أظهروا رفضهم للسلطات من خلال الاحتجاجات"
وأوضحت أن "الأهالي غاضبون جداً لأنهم يدركون أن المساعدة التي ينبغي تقديمها لأبناء البلاد في هذا الوضع ترسل إلى تركيا وسوريا، بينما تلقت هاتان الدولتان مساعدات كافية من المنظمات والدول الأوروبية والعربية".
وفي ختام حديثها نوهت بروين آزاد إلى أن "الشعب أظهر بهذه الاحتجاجات أنه لا يريد سلطات تسمى الجمهورية الإسلامية التي تسعى بهذه السياسات المنافقة أن تظهر نفسها كسلطة إنسانية. طالما أن السلطة لديها أرباح ومصالح اقتصادية ومصالح سياسية، فإن المجتمع الدولي يدعمها، لكن الأهم هو الأشخاص الذين كانوا داخل ذلك البلد ويقولون لا للجمهورية الإسلامية".