ضحايا الاعتداء على تل رفعت تروين تفاصيل القصف وتحذرن من استمراره
روت النساء المصابات بناحية تل رفعت بشمال وشرق سوريا تفاصيل اليوم الذي استهدفن فيه بالقصف التركي وهن تعملن لكسب لقمة العيش.
فيدان عبد الله
الشهباء ـ استهدف الاحتلال التركي بمئات القذائف والأسلحة الثقيلة مناطق شمال وشرق سوريا، حيث وقعت أكثر من 900 قذيفة متوزعة على ناحية تل رفعت، والشيخ عيسى، وحربل، وأم الحوش، وتل مضيق، وكفرنايا، وكفر ناصح.
أشارت المصابات جراء قصف الاحتلال التركي أن كل ذنبهن كان تأمين لقمة العيش بعد تهجيرهم من عفرين، فيما أكدت نائبة هيئة المرأة في إقليم عفرين أمينة ملا حسن على ضرورة حماية المدنيين في شمال وشرق سوريا.
أدى القصف الهمجي والعشوائي الذي شنه الاحتلال التركي يوم الأربعاء الماضي 27 تموز/يوليو، لإصابة 6 نساء بينهن قاصرات، وهن تعملن بين الأراضي الزراعية على أطراف ناحية تل رفعت وقرية الشيخ عيسى، والمصابات هن "سوسن صبحي مصطفى 14 عاماً، كوثر مصطفى 17 عاماً، لمياء حسن 41 عاماً، روخاش رشو 15 عاماً، فهيمة رشو 22 عاماً، عطرية محمد شوبك 20 عاماً".
"ذنبنا البحث عن سبل المعيشة"
عن تفاصيل وقوع القذائف في ناحية شيراوا ومقاطعة الشهباء والنساء اللواتي أصبن تحدثت لمياء حسن (41) عاماً إحدى المصابات "نزحنا من عفرين وفقدنا مصادر رزقنا وفي ظل تباطؤ وصول المساعدات من قبل المنظمات الإنسانية اضطررنا للعمل بين الأراضي الزراعية لتأمين لقمة عيشنا، كنت أعمل في الأرض مع عدد من النساء منهن مهجرات من عفرين وأخريات من سكان تل رفعت، وأشتد القصف ووقعت قذيفة بالقرب منا وانتشر الدخان ولم نعد نرى شيء، وعندما اشتد القصف الهمجي سقطنا جميعاً على الأرض وبدء يعلو صراخ النساء والأطفال".
وأضافت "بعد لحظات قليلة من هذا المشهد المرعب توجهنا إلى مستودع الأرض لحماية أنفسنا، وبعد دقائق شعرنا بألم الشظايا بجسدنا، إحدى الشظايا أصابت ساقي والأخرى جرحت ضهري، بعدها تم اسعافنا على الفور لمشفى الناحية في تل رفعت". مؤكدةً أن المشفى قدم لهن الدعم بكل إمكانياته لإنقاذ الجرحى وتقديم الدواء اللازم.
تقول إنها حتى ساعات الليل المتأخرة لم تتمكن من النوم دقيقة وكانت أصوات القصف الهمجي تتعالى.
ومن جانبها قالت الطفلة روخاش رشو (14) عاماً التي كانت تعمل أيضاً في لحظة القصف، مستذكرةً لحظة الاستهداف بألم وبكاء "في تلك اللحظة لم أكن أعلم ماذا أفعل إلى أين أتوجه كيف سأحمي نفسي فقد صدمت بإصابة شقيقتي فهيمة رشو كانت أصابتها خطيرة ونقلت إلى مشفى حلب للعلاج لأن وضعها غير مستقر، ووالدتي تعرضت أيضاً لجروح في جسدها". وقد فقدت فهيمة رشو حياتها في مشفى حلب يوم الاثنين 1 آب/أغسطس.
بملامح البراءة والطفولة قالت روخاش رشو أن الحرب سلبت منهم الطفولة وحلاوتها ووضعت حملاً ثقيلاً على ظهورهم وهذا ما كان السبب الذي دفعها للعمل في الأراضي الزراعية ومساندة عائلتها في تأمين لقمة العيش في ظل ظروف النزوح الصعبة والحرب القاسية إلا أن قصف الاحتلال التركي وإصابتها زاد من هذه الصعوبة والقسوة عليهم.
العمل في الأراضي الزراعية مصدر رزق الآلاف واستمرار القصف يهدد حياتهم
تحدثت نائبة رئيسة هيئة المرأة في إقليم عفرين أمينة ملا حسن أن "ما جرى في ناحية تل رفعت بمقاطعة الشهباء في 27 تموز/يوليو واستهداف النساء المهجرات والعاملات في الأراضي الزراعية واقع لا إنساني وغير أخلاقي يرتكبه الاحتلال التركي مراراً وتكراراً بحق سكان الشهباء ومهجري عفرين في المنطقة".
وأشارت إلى أن "النساء اللواتي تعملن بين الأراضي الزراعية ذنبهن أنهن تعشن ظروف معيشية صعبة تدفعهن للعمل من ساعات الصباح الباكرة لساعات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة صيفاً والصقيع شتاء غير مستسلمات للواقع المأساوي".
وعن حجج الاحتلال التركي وأسبابه في شن الهجمات على مناطق شمال وشرق سوريا قالت إن "الدولة تركيا تسعى لإبادة شعوب المنطقة واحتلال مناطقنا وليس حماية أمنها كما تدعي، وأيضاً لكسر إرادة المرأة ومكانتها في المنطقة من استهداف النساء المنظمات اللواتي تنظمن الشعب في المجالس والكومينات، إلى القيادية في الخطوط العسكرية"، معتبرةً أنه "حتى العاملة في الأراضي الزراعية تقاوم بشكل آخر التهديدات والهجمات التركية على مناطق شمال وشرق سوريا".
وفي ختام حديثها نوهت أمينة ملا حسن إلى أن "غالبية أهالي مقاطعة الشهباء ومهجري عفرين في المنطقة يعتمدون على المجال الزراعي في تأمين لقمة العيش في ظل الظروف المعيشية الصعبة والنزوح والحصار على الشهباء، فحياة الآلاف في خطر باستمرار الاعتداءات التركية"، مطالبةً من المنظمات النسائية والحقوقية بمحاسبة الاحتلال التركي على جرائمه وإيقاف الهجمات بأسرع وقت ممكن.