دار حماية المرأة... مصدر أمان للنساء المعنفات

يعمل دار حماية المرأة التابع لهيئة المرأة في إقليم الفرات على حماية النساء وتوعيتهن وتدريبهن لمناهضة العنف الممارس بحقهن.

نورشان عبدي

كوباني- أكدت رئيسة هيئة المرأة في مقاطعة كوباني بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا جيهان درويش بأن الهدف الأساسي لدار حماية المرأة هو دعم وتوعية وحماية النساء اللواتي تتعرضن للعنف من قبل المجتمع.

بهدف دعم وتوعية النساء والقضاء على العنف الممارس بحقهن تم افتتاح دار حماية المرأة من قبل هيئة المرأة في إقليم الفرات في عام 2018، يعتبر دار الحماية هو المكان الذي تتوفر فيه كافة سبل العيش بأمان بالنسبة للنساء اللواتي تتعرضن للعنف الجسدي والنفسي والصحي والجنسي وغيره.

وعن أهمية وعمل دار حماية المرأة بالنسبة للنساء المعنفات في المجتمع قالت رئيسة هيئة المرأة في إقليم الفرات جيهان درويش "منذ آلاف السنين وحتى يومنا هذا وتحت مسميات عدة وأساليب مختلفة تتعرض النساء للعنف والتعذيب، وتستمر تلك التعديات على شخصية المرأة مع تطوير الأنظمة الرأسمالية والسلطوية الذكورية ومع تمكين وتطوير سياسية تلك الدول السلطوية ازدادت الانتهاكات بحقها وبدأت ممارسة سياسية العبودية والإمحاء وسلب الحقوق والهوية بحق المرأة".

وأوضحت بأنه مع انطلاق ثورة التاسع عشر من تموز عام 2012 والإعلان عن نظام الإدارة الذاتية ومشروع الأمة الديمقراطية أفشلت النساء تلك السياسية التي كانت تمارس بحقهن "بعد انخراط المرأة ضمن الثورة في روج آفا وتأسيسها لمراكز ومؤسسات نسوية خاصة بقضايا المرأة، تمكنت النساء من الحد من تلك السياسية السلطوية التي كانت تمارس بحقهن".

وحول أهمية دار حماية المرأة بالنسبة للمجتمع والنساء بشكل خاص أوضحت "في مجتمعنا تتعرض المرأة للكثير من الاعتداءات من قبل المجتمع والعائلة والرجل والأب وغيره، البعض من النساء ليس لديهن مكان لكي تلجأن له عندما تتعرض للعنف، ومن أجل ذلك كهيئة للمرأة تختص وتعمل على حل قضايا ومشاكل النساء ارتأينا ضرورة افتتاح مركز أو دار لحماية النساء حتى يتم حل مشاكلها، وسيساهم المركز في إعادة تلك المرأة لمنزلها ومجتمعها بعد حلها مشاكلها".

وبينت بأن العام الماضي تم إقرار نظام داخلي خاص لدار حماية المرأة "في عام 2022 تم إقرار نظام داخلي لدار حماية المرأة في إقليم الفرات، وتم التصديق عليه من قبل المجلس التشريعي على مستوى شمال وشرق سوريا، يتضمن النظام شروط الدخول وخروج المرأة ويعتمد بشكل أساسي على التدريب وحماية النساء".

 

"نعتمد بشكل أساسي على تدريب النساء"

بهدف حماية المرأة يتم تحديد فترة تواجد المرأة ضمن الدار، حيث يجب ألا تتجاوز ستة أشهر إلا للضرورات وكذلك النساء المهددات بالقتل فترة خروجهن محددة.

وأشارت جيهان درويش بأن تمكين المرأة فكرياً وتدريبها يعتبر بند أساسي في نظام دار حماية المرأة "نعتمد في الدار منذ البداية على تدريب وتوعية المرأة من الناحية الفكرية وأجراء العديد من النقاشات معها لتحسين وضعها النفسي، وكيفية تقبلها للمشاكل وإيجاد سبل حل لتلك العراقيل".

 ويعتمد الدار على ركائز أساسية لقبول النساء ضمن دار الحماية وذلك بالتعاون والتنسيق مع دار المرأة ولجان المرأة في المقاطعة والمنظمات النسوية المعنية بمناهضة العنف، حيث يتم قبول النساء في الدار بعد تقديم تقرير خطي مفصل عن حالة تلك المرأة لهيئة المرأة في إقليم الفرات، كما بينت.

وعن تقبل المجتمع والمرأة بشكل خاص لدار حماية المرأة قالت "كوننا نعمل بشكل مستمر ضمن المجتمع هنالك تقبل جيد لهيئة المرأة ومؤسسات الخاصة بالنساء وبشكل خاص لدى المرأة التي عانت ومازالت تعاني من العادات والتقاليد والفكر الأبوي والذهنية الذكورية السلطوية فهي ترى هذه المؤسسات كخلاص لها من العنف والظلم والعبودية وتعتبرها ملجأ، لكن أفكار وأعمال هذه المؤسسات تكون نوعاً ما مرفوضة لدى الرجل الذي ما زال يعيش بفكر ذكوري ولن يتقبل فكرة تطور المرأة بالمجتمع".

وفي نهاية حديثها أكدت رئيسة هيئة المرأة في إقليم الفرات جيهان درويش "للقضاء على العنف ضد المرأة في المجتمع نعمل بشكل مستمر بألقاء محاضرات وتنظيم نقاشات فردية وجماعية مع النساء والرجال في المجتمع من أجل تحرير المرأة لأننا نرى بأنه بتحرير المرأة سنحصل على مجتمع واعي وحر من الناحية الفكرية، ومن أجل هذا يجب علينا أن نعمل بجهد من أجل تطوير وتوعية المرأة".