عبير حصاف: استهداف القيادات الثلاث هو استهداف لملتقى ثورة المرأة

مساء اليوم الأول من ملتقى ثورة المرأة في شمال وشرق سوريا استهدفت طائرة مسيرة للاحتلال التركي ثلاث قياديات من وحدات حماية المرأة.

ليلى محمد

قامشلو ـ أكدت عضو منسقية المرأة في شمال وشرق سوريا عبير حصاف، أن استهداف القياديات في وحدات حماية المرأة في الوقت الذي عقد فيه ملتقى ثورة المرأة، ما هو إلا دلالة على محاولة ارجاع المرأة إلى ما كانت عليه سابقاً، وسلب كافة المكتسبات والانتصارات والنجاحات التي حققتها خلال سنوات الثورة.

عُقد ملتقى ثورة المرأة في شمال وشرق سوريا في الـ 22 و23 تموز/يوليو الجاري، والذي جاء بمناسبة الذكرى العاشرة لثورة شمال وشرق سوريا التي عرفت بثورة المرأة، ونظم الملتقى من قبل عدة حركات وتنظيمات نسائية في المنطقة.

ومساء اليوم الأول من الملتقى استهدفت طائرة مسيرة للاحتلال التركي ثلاث قياديات من وحدات حماية المرأة كن قد شاركن في الملتقى.

حول أهمية عقد الملتقى في هذا الوقت وهذه المرحلة الحساسة التي تمر بها المنطقة وهدف تركيا من استهداف القياديات قالت عبير حصاف عضو منسقية مجلس المرأة في شمال وشرق سوريا والتي كانت أيضاً عضو في اللجنة التحضيرية لملتقى ثورة المرأة "كان من الضروري عقد الملتقى ليتم تقييم السنوات العشر التي مرت على الثورة ولمقارنة وضع المرأة في مرحلة ما قبل اندلاع الثورة ومرحلة الثورة والإنجازات والمكتسبات التي حققتها المرأة خلالها، بالإضافة إلى ضرورة رسم خطة استراتيجية معينة للمحافظة على هذه المكتسبات التي استطاعت المرأة بفضل جهودها ونضالها لسنوات، وتضحيات آلاف الشهيدات اللواتي ضحين بأنفسهن في سبيل تحقيق النصر لمسيرة المرأة النضالية".

وأضافت "وحدات حماية المرأة كانت من الجهات الفاعلة والمشاركة في الملتقى وطرف أساسي من منظميه، حيث كان لها محور خاص تناولته القيادية في وحدات مكافحة الإرهاب YAT هي جيان تولهلدان، التي تعرضت بعد انتهاء اليوم الأول من الملتقى مع القيادية في وحدات حماية المرأة روج خابور والمقاتلة في صفوف وحدات مكافحة الإرهاب التابعة لقسد بارين بوطان، لاستهداف من قبل طائرة مسيرة تابعة للاحتلال التركي على طريق قامشلو".

وبينت أنه "بالرغم من معرفتهن بحجم الخطر على حياتهن، إلا أن الشهيدات الثلاث وباقي المقاتلات ضمن صفوف وحدات حماية المرأة ارتأين أن تكن حاضرات ومشاركات في الملتقى بشكل مباشر، ليقدمن القوة والدعم للمشاركات ولكي يتمكن من تقديم رسالتهن شخصياً، ولكن للأسف لم تسلمن من استهداف الاحتلال التركي"، مضيفةً أن "هذا الهجوم له دلالات عديدة ورسائل واضحة من قبل الدولة التركية والقوى التي تستند على الفكر الشوفيني الاستبدادي والذهنية الرجعية، التي تستهدف جميع النساء في المنطقة".

وأكدت عبير حصاف أنه "عندما يتم استهداف النساء بشكل ممنهج في المرحلة التي يعقد فيها ملتقى لثورة المرأة يحوي العديد من النساء من كافة المكونات ومن بلدان مختلفة، فهذا يدل على محاولة إعادة المرأة إلى المربع الأول ونزع كافة المكتسبات والانتصارات والنجاحات التي حققتها خلال سنوات الثورة، بالطبع يؤسفنا أن نخسر نساء وقياديات بهذا القدر والوعي والفكر والإمكانيات، إلا أن استشهادهن أعطى قوة مضاعفة لكل النساء اللواتي كن موجودات في الملتقى فإن كانت الدماء على الجبهات تمتزج فالدموع والأحاسيس والمشاعر أيضاً امتزجت باستشهاد أولئك القياديات، استشهادهن أثر على الحاضرات من ناحية وحفزهن من ناحية أخرى ومنحهن إحساس بأن الجميع مسؤول عن دماء الشهيدات والانتقام لأرواحهن".

وأشارت عبير حصاف إلى أن "الانتقام لا يكون بحمل السلاح وحسب، إنما بالعمل والنشاط، وبذل جهد مضاعف والمضي بالمسيرة النضالية، فهذه الأمور جميعها تصب في خانة الانتقام من الاحتلال التركي، وعلينا الاستمرار بالعمل وأن نضاعف جهودنا ونحاول قدر الإمكان التكاتف لأن قضيتنا ليست بقضية مكون واحد بقدر ما هي قضية المرأة، وقضية المرأة هي قضية واحدة، كنساء شمال وشرق سوريا أضفنا إلى مسيرة التحرر النسوية، وأصبحت إنجازاتنا جزء من الموروث النسوي العالمي".

واختتمت عبير حصاف حديثها بالقول "ننحني إجلالاً وإكراماً لأرواح الشهيدات وأمام كل ما قدمنه لأجلنا لأنه بفضل تضحياتهن نعيش اليوم بسلام وحرية، جيان وبارين وروج لم تكن فقط قياديات ومقاتلات إنما كن رفيقات دربنا فبفقدانهن فقدنا جزءاً من روحنا"، كما وطالبت عبير حصاف جميع النساء التكاتف والعمل للمحافظة على مكتسبات النساء في شمال وشرق سوريا.