بعملها الجاد منحت الأمل لآلاف الأشخاص

فقدت جيدم كوزوجو ابنها أردي بركاي الذي كان يُعالج من مرض سرطان الدم. بعد وفاته، كافحت من أجل إحياء اسم ابنها ومن أجل دعم مرضى سرطان الدم البالغين بشكل خاص

توفي طفل جيكدم كوزوجو الوحيد أردي بركاي بسبب سرطان الدم قبل بضع سنوات. أنشأت كوزوجو بعد وفاة ابنها أردي مجموعة "هل يمكنك أن تكون واحداً من 1000 متطوع؟" على وسائل التواصل الاجتماعي، للفت الانتباه إلى مرضى اللوكيميا ومساعدة المرضى على عدم انتظار عملية الزرع وشكلت بذلك أملاً لآلاف الأشخاص.
زينب أكجول
أنقرة ـ . أوضحت جيدم أن وعي المجتمع في هذا الصدد محصور بالأطفال المصابين بسرطان الدم وأنه لا يوجد وعي اجتماعي حول مرضى سرطان الدم البالغين، وأنها تهدف إلى لفت الانتباه بشكل خاص إلى مرضى سرطان الدم البالغين.
تقول جيدم كوزوجو؛ "عندما يفكر الناس بسرطان الدم، عادة ما يتبادر الأطفال إلى الذهن، لكن مرضى اللوكيميا البالغين لا يخطرون على بال أي أحد. كما يُشمل الأطفال دائماً في حملات الإغاثة، ولا يتم ذكر الكبار أو التحدث عنهم. معظم الناس حساسون بالفعل تجاه الأطفال، لذلك نريد زيادة الإحساس بالبالغين أيضاً ولفتت الانتباه إلى مجموعة هل يمكنك أن تكون واحداً من 1000 متطوع؟" التي أنشأتها على وسائل التواصل الاجتماعي.
بينت جيدم كوزوجو أنها فقدت عمتها وخالتها ومعظم أولاد أخواتها بسبب السرطان وبهذه الكلمات وصفت المرحلة التي أصيب فيها ابنها بالسرطان، "ذات يوم أصيب ابني أيضاً بمرض السرطان. كان شعر ابني طويلاً. كان يحب شعره كثيراً. الذهاب إلى المدرسة بشعر طويل كان ممنوعاً في ذلك الوقت. لذا ترك المدرسة لكي لا يقص شعره. أنا أيضاً قمت بمعاقبته وأرسلته ليعمل في الصناعة. كان من المفترض أن يذهب إلى الصناعة في ذلك العام ويعود لمواصلة تعليمه في المدرسة في العام الذي يليه. لقد أرسلته كعقوبة لكنه أحب العمل في الصناعة كثيراً. وعندما لم يقص شعره بدا الأمر وكأنها مكافأة له. وبعد فترة أصبح هزيلاً جداً. وبهتت يداه وشحب وجهه. ولم يعد يأكل الطعام أيضاً. فقط في المساء كان يمكننا رؤية بعضنا. لذلك لم أتمكن من متابعة تحركاته بشكل كامل. وبعد فترة لم يعد يستطيع المشي. وأصبحت عظامه تؤلمه. فقد وعيه وسقط في مكان العمل فاصطحبه صاحب العمل إلى الطبيب، حيث أجروا له الإسعافات والصور الشعاعية اللازمة ولكن لم يتبين أي شيء. أردت أن يقوم بإجراء التحاليل الدموية وأقنعته بذلك بعد مجهود كبير ومحاولات كثيرة لأنه لم يكن يحب الذهاب إلى الطبيب. ظهرت نتيجة الدم في اليوم التالي وأرسلونا على الفور إلى قسم أمراض الدم. في وقت لاحق، تم نقله إلى مستشفى الأورام. في ذلك الوقت، لم نفكر في أي شيء سيئ، ولم يكن بإمكاننا تقبل ذلك".
أشارت جيدم كوزوجو إلى أنها وابنها أحسا وأدركا بجدية وخطورة الوضع فيما بعد لكنهما لم يستطيعا إخبار بعضهما البعض؛ وقالت "لم يكن يريد أن أنزعج، ولم أكن أريده أن يتضايق. لذلك لم نقل شيء لبعضنا البعض".
 
"بكيت قدر ما أستطيع"
وصفت جيدم كوزوجو تلك المرحلة بهذه الكلمات "قام الطبيب باستدعائي وقال لي "إنه سرطان الدم". أتذكر سرطان الدم فقط ولا أتذكر أي شيء من الحديث الباقي. في تلك اللحظة أصبت بالانهيار. ثم خرجت إلى الحديقة وبكيت قدر ما أستطيع. في الوقت نفسه كنت أفكر فيما سأقوله لابني. عندما صعدت إلى الطابق العلوي قال ابني "هل أنا مصاب بالسرطان، هل سأموت؟" لقد مرت كلمة الموت في الحديث بيننا في ذلك اليوم فقط. لقد كان طفلاً قوياً جداً. لم يشكو قط. بكي فقط عندما تم قص شعره وأخذ خزعة منه. لم أره يبكي بعد ذلك".
 
"فقدت ابني في ستة أشهر"
أشارت جيدم كوزوجو إلى أن ابنها أردي بركاي تم تشخيصه بسرطان الدم في عام 2012، وأن علاجه قد استمر لفترة قصيرة جداً وأنها فقدت ابنها في غضون ستة أشهر، وأضافت قائلة "خضع ابني لأربع جلسات من العلاج الكيميائي. استجاب لجلسة العلاج الكيميائي الأولى. لكنه لم يستجب لجلسات العلاج الكيميائية الثانية والثالثة. قالوا إنه لا يوجد شيء يمكننا القيام به. عندما لم يستجب للعلاج الكيميائي، تم اتخاذ قرار زرع نقي العظام. لأول مرة تم اختبار ملاءمة (ilik) نقي العظام في الأسرة. في نتيجة تحاليل نقي العظام لي ولخاله كانت نسبة التوافق 50 في المائة. بعد ذلك، تم تقديم طلب إلى TURK KOK ولكن لم يتم العثور على نقي العظام المناسب له هناك أيضاً. على أي حال لم يكن لدينا الوقت الكافي. لأن فرصة بقاء ابني على قيد الحياة كانت 10 بالمائة فقط. ووفقاً لنتائج الخزعة كانت الخلايا السرطانية تنمو وتنتشر بسرعة كبيرة. لقد أدركنا في مرحلة المستشفى أننا أم وابن. أصبحنا أصدقاء وهناك تعرفنا على بعضنا البعض. قضينا أفضل وأجمل أيامنا في المستشفى. بعد جلسة العلاج الكيميائي الثانية، انتظرت موت ابني. عندما لم يتم العثور على نقي العظام الملائم في مكان آخر، كان من المفترض أنهم سيأخذون نقي العظام مني. لكن ابني أصيب بعدوى وتم نقله إلى قسم الطوارئ. بعد يومين نُقل إلى وحدة المراقبة والعناية المشددة. لم أتعرف على ابني في قسم العناية. ظل في قسم المراقبة والعناية المشددة لمدة 21 يوماً. لم أتحدث معه قط، لم أره قط، لم أسمع صوته قط، فقدته في 21 يوماً".
 
"كان حلمه هو إنشاء بنك للدم"
تقول جيدم كوزوجو "عندما توفي ابني، ترك لي الكثير من الوصايا، قمنا بالبحث كثيراً عن الدم أثناء وجوده في المستشفى. استطعنا أن نعثر عليه لكن العديد من المرضى الذين كانوا يأتون من خارج المدينة لا يجدون الدم. ولأن شعر ابني كان يتساقط في ذلك الوقت، اشترينا له قبعة من سوق Samanpazari. أحب الجميع تلك القبعة كثيراً. وأعطينا الجميع نفس القبعة. قال ابني "أمي، دعينا نضع صورة لي على هذه القبعات، ونبيعها ونبني بنكاً للدم بالأموال التي سنجمعها، وأنا وعدته بذلك".
أوضحت جيدم كوزوجو أنها من أجل تحقيق حلم ابنها قامت بإنشاء مجموعة "هل يمكنك أن تكون واحداً من بين 1000 متطوع؟"، وقالت "لقد بدأت بتوفير احتياجات الدم والتخثر اليومية للمرضى. كنا 3-5 أشخاص وازداد عددنا بمرور الوقت. الآن هناك 15 ألف عضو في المجموعة".
وأشارت إلى أنهم صنعوا باروكات لمرضى سرطان الدم بطول 30 سم، وبعد فقدانها لابنها أردي بركاي، نظموا حملة لمساعدة المرضى المصابين بالسرطان ومنحهم الأمل.
 
"نقدم منحاً لـ 13طفلاً" 
بينت جيدم كوزوجو أن أربعة من أطفالهم خضعوا لعملية جراحية العام الماضي، وتم تصنيع طرف اصطناعي لطفل بدون ذراعين وقدموا منحاً لـ 13 طفلاً من مرضى سرطان الدم، "نحن لسنا جمعية أو مؤسسة. نحن مجموعة تم إنشاؤها فقط على وسائل التواصل الاجتماعي. كل شيء يتقدم بشكل أكبر في إطار الثقة. على سبيل المثال، هناك العديد من الأدوية التي لم يتم العثور عليها ويمكننا الوصول إلى تلك العقاقير من خلال العلاقات التي أنشأناها".
ونوهت جيدم كوزوجو إلى أنهم يحتاجون إلى الدعم أكثر من المرضى، "إن الروح المعنوية العالية لمرافقي المرضى تعطي الروح المعنوية للمريض أيضاً. لا يمكنك البكاء أمام المريض، فأنت تضع قناعاً على وجهك وتظهر نفسك سعيداً. عشت 6 أشهر مع أفكار ومعرفة بوفاة ابني. في الأشهر الخمسة الأولى، انتظرت موت ابني. هل تعلم كم هو مؤلم هذا الأمر؟ هناك الكثير من الأمهات مثلي. أنت تنتظر ولكنك لا تعرف ما الذي تنتظره".
 
"أقوم ببناء مكتبات باسم ابني"
أشارت جيدم كوزوجو أنها من أجل إحياء اسم ابنها قامت بإنشاء أكثر من ستين مكتبة في جميع أنحاء تركية لتحمل اسم ابنها، وقالت بأنها بنت أول مكتبة في شرناخ والآن توجد ثلاث مكتبات في شرناخ تحمل اسم ابنها.
ذكرت جيدم كوزوجو أنها غاضبة جداً لأن همها دائماً كان جمع المال، "لطالما كانت لدي مخاوف. لو أني مت لما كان لدى ابني أم ولا أب. لذلك عملت بجد. كنت أرغب في منحه منزلاً وبعض المال. لذلك كنت دائماً أعمل بجد. اشتريت منزلاً، واشتريت سيارة، ولكن لم يستطع ابني ركوب سيارته. الآن ليس لدي أطفال أترك لهم المنزل... أهملت نفسي وطفلي".
وتابعت "عندما كان ابني في المستشفى، تعرفت على هذا المرض والعديد من الأشخاص الذين يعانون منه. فقدت ابني ومنذ ذلك اليوم أتواصل مع المرضى الذين ينتظرون عملية الزرع. بعد العودة من العمل أذهب لزيارة مرضى اللوكيميا. نريد أن نسمع أصوات المرضى الذين ينتظرون عملية الزرع ونرفع من آمالهم وتوقعاتهم. فالكثير من الناس ينتظرون الآن الزرع، وإذا لم يتم العثور على نقي العظام المتوافق من العائلة، سيعانون من موقف صعب للغاية، هناك أشخاص ينتظرون الزرع منذ شهور ومنذ سنوات".
أشارت جيدم كوزوجو إلى أن الناس يعتقدون أن العثور على خلية جذعية أو متبرع هو عملية صعبة للغاية، وقالت إنه فقط من خلال التبرع بالدم فقط يمكنك إنقاذ حياة الآخرين.
ودعت الجميع إلى أن يصبحوا متبرعين، ووضحت ما يجب القيام به ليصبحوا متبرعين، "ستتبرعون بالدم فقط، ليس هناك لا جراحة ولا ألم. يمكن لأي شخص يتراوح عمره بين 18 و50 عاماً وليس مصاباً بمرض مزمن أن يصبح متبرعاً. الإجراء الذي يتعين القيام به بسيط للغاية، فنحن نعطي فقط 3 أنابيب من عينات الدم. سيقوم المشاركون بملء استمارة المعلومات والقبول للهلال الأحمر التركي Turk kok. بينما تظل إحدى العينات المأخوذة في المركز الذي جرت فيه الحملة، سيتم إرسال الأنبوبين الآخرين إلى وزارة الصحة والبنك العالمي لنقي العظام من أجل إجراء الاختبارات اللازمة. سيتم عرض نتائج عينات الدم حول العالم لإيجاد المرضى المتوافقين معها. يستغرق الأمر خمس دقائق كحد أقصى لإتمام هذه المعاملة".