"بكفي سكوت" للحد من العنف ضد النساء

أكدت كاميليا مصلح أن التمكين الاقتصادي ضروري لدعم المرأة، والتخلص من السلطة التي تحكمها وتمنعها من المطالبة بحقوقها.

رفيف اسليم

غزة ـ أطلقت جمعية مركز البرامج النسائية المغازي مبادرة بعنوان "بكفي سكوت"، ضمن مشروع احترام وحماية حقوق النساء والفتيات وذوات الإعاقة المهمشات والناجيات من العنف المبني على النوع الاجتماعي في قطاع غزة.

أوضحت مساعدة منسقة مبادرة بكفي سكوت كامليا مصلح، أن المبادرة تهدف إلى تسليط الضوء على العنف المبني على النوع الاجتماعي الذي تتعرض له النساء في منطقتي المغازي والوسطى، وكذلك المستوى الصحي والنفسي والجسدي، لذلك تم التعاقد مع إحدى المستشفيات لتقديم الفحوصات الدورية اللازمة، خاصة مريضات السرطان اللواتي تحتجن لرعاية أكبر"، لافتةً إلى أنه تم عقد العديد من جلسات الدعم النفسي لنساء وفتيات من مختلف الأعمار وأخرى تثقيفية حول الصحة الإنجابية شملت 56 امرأة.

وأشارت إلى أنه تم تقديم التوعية القانونية للنساء ضمن أنشطة المبادرة، وتمثيلهن أمام المحاكم في عدة قضايا كالطلاق والحضانة والنفقة، كما تم تمويل 5 مشاريع صغيرة قائمة متنوعة ما بين صناعة الأطعمة والخياطة والمشغولات اليدوية وبيع المنتجات المستوردة وغيرها، موضحةً أن التمكين الاقتصادي ضروري لدعم المرأة والتخلص من السلطة التي تحكمها وتمنعها من المطالبة بحقوقها.

وأوضحت أن العديد من النساء لا تدركن ماهي حقوقهن بالتالي لا تستطعن المطالبة بها، لذلك تم إجراء العديد من الجلسات التثقيفية عبر الاستعانة بعشرة ميسرات أجروا تلك الورشات على فترات متفاوتة، لافتةً إلى إن الحاجة لتلك الجلسات جاء كون المركز يقع في منطقة مهمشة وهي المخيم النصيرات وما حوله، بالتالي كان لابد من العمل مع النساء منذ البداية أي التوعية بحقوقهن وواجباتهن.

وأشارت إلى أنه تم إطلاع النساء على عدد من النسب والاحصائيات العالمية، وأن واحدة من كل ثلاث نساء في العالم تتعرض للعنف المبني على النوع الاجتماعي، لذلك يجب التوعية بجريمة ارتكاب العنف ضد المرأة.

وأوضحت إنه خلال المبادرة تم تعزيز فكرة أنه لا يمكن المساومة على حقوق النساء، فحرية الأوطان لا تنال سوى بحرية نسائها، مع تشجيعهن على المدافعة عن غيرهن أو أنفسهن فتعتبر كل امرأة تدافع عن نفسها كي تنجو من العنف الممارس ضدها كأنها تدافع عن نساء العالم أجمع، مشيرةً أن زرع الشجاعة والثقة بالنفس في نفوس النساء هي الخطوة الأولى للتخلص من الظلم الواقع عليهن.

وعملت القائمات على تنفيذ المبادرة مع النساء ذوات الاحتياجات الخاصة والأصحاء على حد سواء في كافة الأنشطة المتعلقة بالحملة كي تحدث عملية الدمج كما أوضحت كامليا مصلح، وخلال تلك الجلسات التي تم تعريفهن بالنوع الاجتماعي والأدوار المترتبة عليه وكذلك معرفة ماهية العنف وفق الاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها فلسطين، لتجد أن غالبية المتلقيات لتلك المفاهيم لم تسمعن بها من قبل.

ونوهت إلى أن ما شكل الصدمة لدى المثقفات في تلك الجلسات تعرض بعض النساء للضرب المبرح دون البوح به، كأن الضرب حق مكتسب للرجال ويستطيعون الحط من شأنها في ظل جهلها بحقوقها، لافتةً إلى إنه تمت مناقشة تلك النقاط مع النساء بعد سماع قصصهن وتزويدهن بالطرق المناسبة للتعامل مع تلك الحالات في وجود مختصة نفسية كانت قد تعاملت مع حالات مشابهة مسبقاً.

وتم الإعلان عن المبادرة بعدة طرق للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الضحايا والناجيات على حد سواء كما أوضحت، وتم إنشاء إعلان ممول عبر مواقع التواصل الاجتماعي وجلسات تغريد على وسم الحملة بالتزامن مع عقد الجلسات الإذاعية، وأخرى للمساءلة مع أصحاب القرار ورسم جداريات على مداخل البلدة كي يراها المارة، وسيتم افتتاح معرض لاختتام فعاليات المبادرة وعرض كافة نتائجها.

وبحسب تقرير صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فقد تعرضت حوالي 58.2% من النساء المتزوجات حالياً أو اللواتي سبق لهن الزواج وتتراوح أعمارهن بين (15-64 عام)، للعنف "على الأقل لمرة واحدة" من قبل أزواجهن كيفما كان شكله، وكان العنف النفسي أكثر أنواع العنف الممارسة ضد النساء المتزوجات حالياً أو اللواتي سبق لهن الزواج بنسبة 57.2%، فيما تعرضت 18.5% من النساء للعنف الجسدي "على الأقل لمرة واحدة"، وتعرضت 9.4% من النساء للعنف الجنسي "على الأقل لمرة واحدة".